” الصحف الورقية ” بين الاحتضار والاختصار- علي الشطرات – الأردن

0 1٬031

العالم الآن – صدرت صحيفة النّهار اللبنانيّة، الخميس 2018/10/11، بدون مضمون مكتوب على صفحاتها، للتّعبير عن موقف اعتراضي على الأزمات الماليّة، التي تواجهها الصّحف اللبنانيّة.

«النّهار» التي أسّسها جبران تويني، وصدر عددها الأوّل عام 1933، تعاني أزمة ماليّة، منذ عام 2016؛ فقلّصت عدد صفحاتها من «24»، إلى «8»!!!

مؤسف ما يحدث للصّحف الورقيّة، في كثير من الدّول العربيّة؛ فكلفة إصدار أعدادها مرهِقة لميزانيّاتها، من رواتب وأجور ومكافآت وورق وأحبار ومطابع وكهرباء ونقل وتوزيع.

أتحدّث عن الصّحف الورقيّة اليوميّة، منحازاً لها، لأنّني من الجيل الذي عمل فيها ربع قرن، وعشت مخاضات إصدارها العسيرة، وقد كنت آخذ حصّتي اليوميّة منها، وأقبل على قراءتها بنهم، حيث كنت أقرأ أربع صحف على الأقل، في اليوم الواحد.

أتذكّر أنّني في سنوات التّسعينيّات، سألت مدير مطبعة في صحيفة يوميّة أردنيّة، عن الكلفة الماليّة لإصدار العدد الواحد؛ فأخبرني بأنّها مرتفعة، ناهيك عن الضّرائب الباهظة، المفروضة على ورق الصّحف المستورد -طبعاً- من الخارج، وقال: يكلّف إصدار العدد الواحد منها، بدون ألوان -بالأسود فقط- (45) قرشاً، ويباع بـ(20) قرشاً. وسألته: وهل ريع الإعلانات، يغطّي هذه الكلف؟ فأجاب: ليس في كلّ الأحيان، مع أنّ الإعلانات رئتان تتنفّس بهما الصّحف، وعند شحّها، تدخل الصّحف -كما المرضى- غرف العناية المركزّة!

بالمختصر: للصّحف الورقيّة نكهة خاصّة، شخصيّاً، تعوّدت على تقليب صفحاتها وقراءتها، ومتعة ذلك، تفوق كثيراً قراءتها إلكترونيّاً، وتحتاج دعماً رسميّاً وشعبيّاً، لتعود إلى الصّدارة.

فهل من آذان صاغية وعيون ترى وعقول تفكّر، لإنقاذها من الموت السّريري، بغضّ النّظر عن نهجها ومحتواها، اللذين ربّما نتّفق معهما، أو نختلف؟

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد