ترامب لا يريد التخلي عن السعودية بسبب خاشقجي ويريد الاطلاع على الأدلة

0 351

العالم الآن – قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأربعاء إنه لا يريد التخلي عن السعودية الحليف المقرب للولايات المتحدة بسبب اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي دأب على انتقاد حكومة بلاده، معبرا عن رغبته في الاطلاع على الأدلة التي تثبت المزاعم التركية بأن ضباطا سعوديين قتلوه.

وأضاف ترامب أنه ينتظر تقريرا وافيا عن اختفاء خاشقجي من وزير الخارجية مايك بومبيو لدى عودته من زيارة للسعودية وتركيا حيث التقى مع عدد من القادة لبحث التقارير التي تحدثت عن مقتل خاشقجي في القنصلية السعودية باسطنبول.وقال مسؤولون أتراك إنهم يعتقدون بأن خاشقجي، المنتقد البارز لسياسات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قُتل وأن جثته نُقلت. ونفى السعوديون هذه المزاعم. وقالت مصادر تركية لرويترز إن لدى السلطات تسجيلا صوتيا يشير إلى أن خاشقجي قتل داخل القنصلية. ولم يعثر له على أثر منذ دخوله المبنى.

وقال ترامب، الذي أقام علاقات وثيقة مع السعودية وولي العهد البالغ من العمر 33 عاما، إن واشنطن طلبت من تركيا أي دليل بالصوت والصورة ربما يكون لديها فيما يتصل بمصير خاشقجي.

وفي رده على سؤال خلال مقابلة مع قناة فوكس بيزنس نتورك عما إذا كانت الولايات المتحدة ستتخلى عن الرياض قال ترامب ”لا أريد ذلك“.

وعبر مجددا عن أمله في ألا يكون أفراد من العائلة الحاكمة في السعودية ضالعين في اختفائه.

وردا على سؤال عما إذا كان يسعى للحصول على أدلة صوتية ومصورة قيل أن تركيا تمتلكها قال ترامب ”طلبنا الحصول عليها إن كانت موجودة … لست متأكدا حتى الآن أنها موجودة. قد تكون موجودة على الأرجح .. محتمل“.

وذكرت وسائل إعلام أمريكية أن الرياض ستقر بأن خاشقجي قتل أثناء استجواب سار على نحو خاطئ على الرغم من إنكار ضلوعها في بادئ الأمر. وتكهن ترامب بأن ”قتلة مارقين“ ربما يكونون وراء ما حدث لكنه لم يورد أدلة تدعم افتراضه هذا.

ونشرت صحيفة يني شفق التركية الموالية للحكومة يوم الأربعاء ما قالت إنها تفاصيل من تسجيلات صوتية تزعم أنها توثق تعذيب واستجواب خاشقجي.

وذكرت الصحيفة أن معذبيه قطعوا أصابعه أثناء الاستجواب وأن خاشقجي قتل في غضون دقائق. وقال التقرير إنه تم فصل الرأس عن الجثة التي قطع القتلة أوصالها.

ونقل تقرير لصحيفة نيويورك تايمز يوم الأربعاء عن مسؤول تركي كبير تأكيده التفاصيل التي نشرتها الصحيفة التركية. وامتنع مسؤولان من الحكومة التركية اتصلت بهما رويترز عن تأكيد التقرير.

وتمثل كيفية خروج ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من هذه الأزمة اختبارا لأسلوب تعامل الغرب مع السعودية في المستقبل.

وترامب غير مستعد فيما يبدو لأن ينأى بنفسه بعيدا عن السعوديين، مرجعا ذلك إلى دور الرياض في مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة فضلا عن صفقات سلاح محتملة بعشرات المليارات من الدولارات.

وتواجه دول غربية أخرى عبرت عن قلقها بشأن الواقعة نفس الوضع الحساس في تعاملاتها مع أكبر مصدر للنفط في العالم.

ومن ناحية أخرى قال بومبيو إنه يجب منح الرياض بضعة أيام أخرى للانتهاء من تحقيقها في اختفاء خاشقجي. والتقى بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته مولود جاويش أوغلو لبحث المسألة، وذلك بعد يوم من اعتبار ترامب السعودية بريئة إلى أن تثبت إدانتها.

وقال بومبيو للصحفيين المسافرين معه ”سيجرون تحقيقا وعندما تخرج نتائجه سنقيمها“.

وذكرت متحدثة باسم وزارة الخارجية أن بومبيو لم يسمع أي تسجيل صوتي يشير إلى مقتل خاشقجي.

وقال بومبيو أيضا أن على الولايات المتحدة أن تضع في اعتبارها أهمية العلاقات التجارية والحكومية مع السعودية لدى دراستها أي خطوات بعد اتضاح الحقائق.

واختفى خاشقجي خلال زيارة للقنصلية في الثاني من أكتوبر تشرين الأول للحصول على وثائق تخص زواجه المرتقب.

ودخل محققون أتراك مقر إقامة القنصل السعودي اليوم بعد تأجيلات. وشمل بحثهم سطح المبنى والمرأب واستخدموا طائرة مسيرة لمراقبة المبنى. وغادر القنصل محمد العتيبي تركيا إلى الرياض يوم الثلاثاء.

ودخلت الشرطة التركية القنصلية يوم الاثنين للمرة الأولى منذ اختفاء خاشقجي قبل أسبوعين وفتشوا المبنى لتسع ساعات.

وذكرت قناة (سي.إن.إن ترك) التلفزيونية أن فريق تحقيق سعوديا يتألف من 11 فردا وصل إلى مقر إقامة القنصل في اسطنبول يوم الأربعاء.

ونشرت صحيفة تركية موالية للحكومة أدلة أولية الأسبوع الماضي نقلا عن محققين قالت إنهم تعرفوا على فريق يضم 15 من أفراد المخابرات السعودية وصلوا إلى اسطنبول بجوازات سفر دبلوماسية قبل ساعات من اختفاء خاشقجي.

وربط تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن شهود وسجلات أخرى بين أربعة منهم وأمن الأمير محمد. ويماثل اسم أحدهم اسما على حساب على موقع لينكد إن لخبير في الطب الشرعي عمل بوزارة الداخلية السعودية لمدة 20 عاما. وجرى التعرف على آخر من دليل دبلوماسي لعام 2007 عرفه على أنه السكرتير الأول بالسفارة السعودية في لندن. وآخرون تشابهت صورهم مع أفراد بالجيش والقوات الجوية السعودية.

وردا على سؤال عما إذا كان خاشقجي حيا أو ميتا، قال بومبيو ”لم يتحدثوا بشأن أي حقائق“.

رسم ولي العهد السعودي، الذي ربطته علاقة وثيقة بإدارة ترامب، صورة لنفسه باعتباره واجهة للسعودية الجديدة التي تنوع مصادر اقتصادها بعيدا عن الاعتماد على النفط وتدخل بعض التغيرات الاجتماعية.

لكن هناك انتقادات واسعة لبعض الخطوات التي اتخذها الأمير ومنها تورط الرياض في حرب اليمن واعتقال ناشطات مدافعات عن حقوق المرأة والخلاف الدبلوماسي مع كندا.

وأصبح أعضاء الكونجرس، ومنهم جمهوريون مثل ترامب، من بين أعلى الأصوات في الولايات المتحدة المطالبة بإجابات وإجراءات في قضية خاشقجي الكاتب في صحيفة واشنطن بوست الذي انتقل إلى واشنطن العام الماضي خوفا من الانتقام بسبب آرائه المعارضة.

ووصف لينزي جراهام السناتور الجمهوري المقرب من ترامب الأمير محمد بن سلمان بأنه ”معول هدم“ واتهمه بإصدار الأمر بقتل خاشقجي.

ورغم القلق الغربي من سجل السعودية في مجال حقوق الإنسان ما زال ترامب يقول إنه لن ينسحب من صفقات بيع أسلحة للرياض.

ويعتزم وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين حضور مؤتمر استثماري كبير ينطلق في الرياض تحت اسم ”دافوس الصحراء“ الأسبوع المقبل في حين انضمت كريستين لاجارد مديرة صندوق النقد الدولي إلى قائمة متنامية من كبار الشخصيات التي أعلنت أنها لن تحضر المؤتمر.

والمؤتمر السعودي لا صلة له بالمنتدى الاقتصادي العالمي الذي يعقد سنويا في دافوس بسويسرا.

وقالت السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم والمشاركة في الجهود الأمريكية لكبح النفوذ الإيراني في المنطقة، إنها سترد على أي ضغوط أو عقوبات اقتصادية.” رويترز “

مقالات ذات الصلة

اترك رد