وزير الخزانة الأمريكي ينضم إلى مقاطعي مؤتمر “دافوس الصحراء” السعودي

0 621

العالم الآن – انضم وزير الخزانة الأمريكي، ستيفن منشن، لقائمة الشخصيات رفيعة المستوى والمنظمات المقاطعة لمؤتمر استثماري مهم في السعودية، وذلك في أعقاب الاشتباه بمقتل الصحفي جمال خاشقجي.

وفي تغريدة على موقع تويتر، قال منشن إنه قرر عدم المشاركة في المؤتمر بعد اجتماعه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير الخارجية مايك بومبيو.

واجتمع بومبيو مع ترامب عقب عودته من رحلته إلى تركيا والمملكة العربية السعودية، وأطلعه على نتائج محادثته مع الجانبين التركي والسعودي حول قضية اختفاء خاشقجي.

وقال بومبيو للصحافيين بعيد الاجتماع “لقد أوضحنا للسعوديين أننا نتعامل مع قضية خاشقجي بجدية كبيرة، وأخبروني بدورهم أنهم يتفهمون الطبيعة الحساسة لقضية اختفاء خاشقجي، كما أكدوا لي أنهم سيجرون تحقيقا شاملا وعميقا لكل الحقائق المرتبطة بالقضية وفي أقرب وقت ممكن”.

وأضاف بومبيو أنه “ينبغي على الجميع أن يتذكروا عمق واستراتيجية العلاقات التي تربطنا مع المملكة العربية السعودية منذ عام 1932”.

كان ثلاثة وزراء أوروبيين قد سبقوا وزير الخزانة الأمريكي إلى إعلان عدم المشاركة في “مبادرة مستقبل الاستثمار”، إذ أعلن وزير التجارة الدولية البريطاني، ليام فوكس، انسحابه الخميس.

وقال متحدث باسم فوكس “إن الوقت ليس مناسبا له للحضور. ولاتزال بريطانيا قلقة بشأن اختفاء خاشقجي … ويجب محاسبة المسؤولين عن اختفائه”.

ومن المقرر أن يعقد المؤتمر، الذي يعرف بـ”دافوس الصحراء”، في الرياض الأسبوع المقبل.

وأعلن رؤساء شركات تجارية وتكنولوجية ووسائل إعلام، انسحابهم من المؤتمر، الذي يعد حدثا استعراضيا للإصلاحات الاقتصادية التي اقترحها ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان.

ولكن هناك بعض الشركات الكبرى الأخرى، من بينها غولدن ساكس، وبيبسي، وإي دي إف، لا تزال عازمة على حضور المؤتمر، بالرغم من الضغوط المتزايدة لمقاطعته.

ولم يشاهد خاشقجي بعد دخوله القنصلية السعودية في اسطنبول في 2 أكتوبر/تشرين الأول، حيث يدعي مسؤولون أتراك أنه قتل.

وسمحت السعودية، التي تنفي قتل خاشقجي، لمحققين أتراك بتفتيش القنصلية من الداخل.

وكانت صحيفة واشنطن بوست قد نشرت آخر مقال كتبه خاشقجي، والذي يدعو فيه إلى حرية الصحافة في العالم العربي.

وقالت الصحيفة إنها قررت نشر المقال بعد تقبلها لفكرة أن خاشقجي لن يعود سالما.

وتقول كارين عطية، محررة صفحة آراء من العالم، في واشنطن بوست إن المقال “يشير بدقة إلى شغف خاشقجي بالحرية في العالم العربي والتزامه بها”.

وقالت إنها تسلمت المقال بعد يوم واحد من اختفاء خاشقجي، وإنها كانت تأمل في عودته، ليجلسا ويحررا المقال معا قبل النشر.

ويوجه خاشقجي، الذي انتقل إلى الولايات المتحدة العام الماضي للعيش في منفى اختياري، في المقال انتقادا شديدا لما آل إليه وضع حرية الصحافة في العالم العربي، بحيث أصبح العرب “إما غير مطَّلعين أو مضلَّلين”.

ويقول: “يواجه العالم العربي نسخته الخاصة من الستار الحديدي التي لا تفرضها جهات خارجية ولكن من خلال القوى المحلية المتنافسة على السلطة”.

ويذكر خاشقجي قضية الكاتب السعودي صالح الشيحي، الذي “يقضي عقوبة سجن غير مبررة لمدة 5 سنوات بسبب تعليقات مزعومة تعارضت مع الخط العام للحكومة السعودية”، مضيفا أن “هذه الإجراءات لم تعد تحمل عواقب رد فعل عنيف من المجتمع الدولي. بدلًا من ذلك، قد تؤدي هذه الإجراءات إلى إدانة يتبعها صمت سريع”.

ونتيجة لذلك – كما يقول – “مُنِحت الحكومات العربية حرية مواصلة إسكات الإعلام بمعدل متزايد”.

اختفى الصحفي السعودي عقب دخوله قنصلية بلاده في اسطنبول في 2 أكتوبر/تشرين الأول، ولم يشاهد بعدها. ويقول مسؤولون أتراك إنه قتل بداخلها، ولكن السعودية تنفي ذلك.

وكان الرئيس ترامب قد أشار إلى أن خاشقجي قد يكون قتل على أيدي “قتلة مارقين”، دون أن يقدم دليلا على ذلك.

وأكد ترامب أنه لا يحاول “التستر” على السعودية، لكنه أوضح أنها “حليف مهم لأمريكا”، وأضاف: “نحن بحاجة إلى السعودية في حربنا على الإرهاب، وفي كل ما يحدث في إيران وأماكن أخرى”.

وقال في تصريحات صحفية إنه لا يريد التخلي عن السعودية، حليفته، بسبب اختفاء صحفي.

زقال ترامب، الذي يتمتع بعلاقات وثيقة مع السعودية، وولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، البالغ 33 عاما، إن بلاده طلبت من تركيا الأدلة الصوتية أو المصورة التي لديها.

وكانت مصادر تركية قد قالت لوكالة رويترز للأنباء إن لدى السلطات تسجيلا صوتيا يشير إلى أن خاشقجي قتل داخل القنصلية السعودية.

ونشرت صحيفة “يني الشفق” التركية الموالية للحكومة الأربعاء تفاصيل قالت إنها مأخوذة من التسجيلات الصوتية وإنها توثق تعذيب خاشقجي خلال استجوابه.

وقالت الصحيفة إن خاشقجي “قتل في دقائق وإن معذبيه قطعوا أصابعه خلال الاستجواب، ثم قطع قتلته رأسه وقطعوا أوصاله”.

ولم تطلع تركيا الولايات المتحدة أو حلفاءها الأوروبيين، على أي دليل صوتي أو مرئي، بحسب ما نقلته وكالة رويترز للأنباء عن مسؤولين أمنيين أوروبيين.

ولكن الولايات المتحدة والحلفاء جمعوا بعض المعلومات الاستخبارية من مصادرهم وبطرقهم الخاصة، وتثبت هذه المعلومات – بحسب ما نقلته رويترز عن أربعة مصادر – التقارير التي تسربت عن التسجيلات الصوتية.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول تركي كبير تأكيده للتفاصيل التي نشرتها جريدة يني شفق.

وقد سمحت السعودية، التي تنفي تلك الاتهامات، لمحققين أتراك بتفتيش القنصلية مرة أخرى الليلة الماضية.

وشوهد المحققون الجنائيون الأتراك وهم يغادرون المبنى في وقت مبكر من صباح الخميس.

وكانت وسائل إعلام أمريكية قد أفادت بأن الرياض تعد بيانا تقر فيه بأن خاشقجي قتل خلال استجوابه الذي انتهى بطريقة خاطئة. وكان الرئيس ترامب قد تكهن – دون تقديم دليل – بأن “قتلة مارقين” هم المسؤولون عن قتله.” BBC “

مقالات ذات الصلة

اترك رد