أنباء عن تحرك أميركي لإعفاء الصين من بعض التعريفات الجمركية
العالم الآن – فيما قالت مصادر مطلعة على سير المفاوضات بين الولايات المتحدة والصين، إن بكين تضغط على الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لإلغاء مزيد من التعريفات الجمركية، التي فرضها في سبتمبر (أيلول) الماضي، وذلك في إطار اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين يمثل «مرحلة أولى»، ذكرت تقارير صحافية أن الولايات المتحدة قررت بالفعل إعفاء كمية قيمتها 112 مليار دولار من السلع المستوردة من الصين من الرسوم التي تقرر فرضها على منتجات في أول سبتمبر.
ودفعت الأنباء الإيجابية في مجملها الأسواق للارتفاع أمس، مع هبوط للملاذات الآمنة، مع توجه المستثمرين نحو مزيد من المخاطرة.
كانت الولايات المتحدة قد فرضت اعتباراً من أول سبتمبر الماضي رسوماً بنسبة 15 في المائة على سلع صينية، منها أجهزة التلفزيون والكتب والأحذية الرياضية لأول مرة. ونقلت صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية عن خمسة مسؤولين مطلعين على المناقشات القول إن البيت الأبيض يدرس إسقاط هذه الرسوم بهدف تعزيز فرص التوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين لإنهاء الحرب التجارية الدائرة بين البلدين.
كانت واشنطن وبكين قد تبادلتا خلال الأيام الأخيرة الأحاديث الإيجابية عن المفاوضات التجارية، بما في ذلك ملف تجارة السلع الزراعية والدواجن. وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وافقت الولايات المتحدة على تأجيل زيادة مقررة للرسوم، وكانت ستشمل سلعاً صينية بقيمة 250 مليون دولار.
وفي الأسبوع الماضي، قال ترمب إن ما يسمى «المرحلة الأولى» من الاتفاق التجاري التي اقتربت منها الصين والولايات المتحدة، تمثل نحو 60 في المائة من الاتفاق النهائي.
وينتظر على نطاق واسع أن يتضمن الاتفاق تعهداً أميركياً بإلغاء الرسوم الجمركية المقرر فرضها في 15 ديسمبر (كانون الأول) المقبل على واردات من الصين بنحو 156 مليار دولار، تتضمن أجهزة هواتف نقالة وأجهزة الكومبيوتر المحمولة (لابتوب) وألعاب أطفال. وقال مسؤول أميركي إنه يجري بحث مصير التعريفات المقرر فرضها في 15 من ديسمبر (كانون الأول) في إطار المفاوضات ورحلة محتملة لتوقيع الاتفاق خلال هذا الشهر. وقال مصدر آخر جرى إطلاعه على المحادثات، إن المفاوضين الصينيين يسعون لأن تتخلى الولايات المتحدة عن رسوم جمركية بنسبة 15 في المائة على بضائع صينية تبلغ قيمتها نحو 125 مليار دولار بدأ سريانها في أول سبتمبر. كما يسعون أيضاً لإعفائهم من رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة فُرضت في وقت سابق على صادرات صينية لأميركا بنحو 250 مليار دولار تتراوح بين المعدات وأشباه الموصلات وحتى قطع الأثاث. وقال مصدر مطلع على الموقف التفاوضي للصين، إنها مستمرة في الضغط على واشنطن «لرفع كل التعريفات الجمركية في أقرب وقت ممكن».
وقال غنغ شوانغ، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، إن طرفي المفاوضات لا يزالان على تواصل. وأضاف: «تحقق المشاورات التجارية تقدماً، وتسير طبقاً لما هو مخطط له».
الأسواق تنتعش
على وقع الأنباء الإيجابية، واصلت الأسهم الأوروبية مكاسبها أمس، بعدما بلغت الاثنين أعلى مستوى منذ 2018. وبعد تراجع طفيف، ارتفع المؤشر «ستوكس 600» الأوروبي في الساعة 13.40 بتوقيت غرينتش 0.15 في المائة، وارتفع المؤشر «داكس» الألماني 0.1 في المائة، و«كاك 40» الفرنسي 0.26 في المائة، و«فوتسي 100» البريطاني 0.26 في المائة، فيما كان التراجع الوحيد في بورصات أوروبا الكبرى «هامشيا» من نصيب «إيبكس 35» الإسباني بنسبة 0.05 في المائة.
وفي آسيا، قفز المؤشر «نيكي» القياسي في بورصة طوكيو للأوراق المالية لأعلى مستوى في 13 شهراً، الثلاثاء، بعد عطلة نهاية أسبوع طويلة. وساهمت مشتريات واسعة النطاق في صعود «نيكي» 1.8 في المائة، ليصل إلى 23251.99 نقطة، وهو أعلى مستوى إغلاق منذ العاشر من أكتوبر من العام الماضي. وصعد المؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً 1.7 في المائة، مسجلاً 1694.16 نقطة، وهو أفضل مستوى إغلاق فيما يزيد عن عام.
ويوم الاثنين، أغلقت المؤشرات الثلاثة الرئيسية في بورصة وول ستريت على مستويات قياسية مرتفعة، مع تنامي مؤشرات على اقتراب الولايات المتحدة والصين من هدنة في الحرب التجارية بينهما، وتفاؤل بأن يدعم النمو القوي الذي يقوده المستهلكون الاقتصاد الأميركي.
وفي السياق ذاته، انخفضت أسعار الذهب، الثلاثاء، للجلسة الثانية، في الوقت الذي تعزز فيه الدولار، وزادت فيه الشهية للأصول المرتفعة المخاطر بفضل آمال إبرام اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين، مما يثبط اهتمام المستثمرين بالاحتفاظ بالمعدن الأصفر الذي لا يدر عائداً.
وبحلول الساعة 13.45 بتوقيت غرينتش، تراجع الذهب في المعاملات الفورية 0.58 في المائة إلى 1499.20 دولار للأوقية (الأونصة)، بينما انخفضت العقود الأميركية الآجلة للذهب بنسبة 0.91 في المائة إلى 1497.40 دولار للأوقية. واقترب الدولار الأميركي من أعلى مستوياته في أسبوع تقريباً مقابل سلة من العملات المنافسة، أمس، ومن شأن ارتفاع الدولار زيادة تكلفة الذهب على حائزي العملات الأخرى.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، استقرت الفضة عند 18.06 دولار للأوقية، وارتفع البلاتين 0.3 في المائة إلى 937.97 دولار للأوقية، بعد أن انخفض واحداً في المائة في الجلسة السابقة. وصعد «البلاديوم» 0.1 في المائة إلى 1781.19 دولار للأوقية، بعد أن انخفض 1.5 في المائة في الجلسة السابقة.
” الشرق الاوسط”