عاصفة ضد صحيفة إسرائيلية نشرت صور ضحايا من أطفال غزة
العالم الان – أثارت قوى اليمين الإسرائيلي عاصفة انتقادات لصحيفة «هآرتس» العبرية، على نشرها، على صدر صفحتها الأولى، اليوم (الخميس)، تقريراً في واجهته صور 67 طفلاً فلسطينًياً قتلتهم غارات الجيش الإسرائيلي في الحرب الأخيرة على القطاع. وقد بلغ مستوى هذه الانتقادات حد اتهام الصحيفة بالخيانة.
وكانت الصحيفة، التي تُعرف بمواقفها المعارضة لسياسات الحكومة الإسرائيلية، خصوصاً في الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، قد نشرت التقرير بالشراكة مع صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية. واختارت له العنوان «67 طفلاً استشهدوا في غزة… هذا هو ثمن الحرب». وجاء في التقرير «حمادة (13 عاماً)، وعمار (10 سنوات)، عادا من المدرسة. يحيى (13 عاماً) ذهب لشراء الآيس كريم. تم العثور على جثث أميرة (6 سنوات)، وإسلام (8 سنوات)، ومحمد (9 أشهر)، تحت أنقاض منزلهم». وتابعت «قُتل 67 طفلاً في غزة خلال الجولة الأخيرة من المعارك، التي بدأت في 10 مايو (أيار) الحالي، واستمرت 11 يوماً. عندما طُلب منهم وصف شعورهم، أجاب العديد من الآباء بهدوء: هذه إرادة الله. قالوا إن أطفالهم كانوا يريدون أن يكونوا أطباء وفنانين وقادة».
وقد نشر رئيس حزب «الصهيونية الدينية»، بتسليل سموترتش، على صفحته في الشبكات الاجتماعية، تعليقاً، اعتبر فيه «هآرتس» صحيفة «حماس»، ودعا المشتركين في الصحيفة إلى قطع اشتراكهم. وقال وزير شؤون القدس، رافي بيرتس، إن في هذا النشر «ضلالاً وخروجاً عن الصف الوطني». وقال عضو الكنيست عميحاي شكلي، من حزب «يمينا»، إن «هذه الصحيفة العميلة لم تجد مكاناً على صفحتها الأولى لنشر صور الطفل اليهودي عيدو أبيجال، الذي قُتل بصاروخ من (حماس). أنا أتألم أيضاً لأطفال غزة، لكن (حماس) هي المتهم الوحيد بالمسؤولية عن قتلهم».
ورحب النواب العرب واليساريون بخطوة «هآرتس» الشجاعة، فكتب رئيس القائمة المشتركة، أيمن عودة، على حسابه في «تويتر»، «كل الاحترام. أجل هذا هو ثمن الحرب». وقال النائب أحمد الطيبي، رئيس الكتلة البرلمانية للقائمة المشتركة، إن «لكل ولد اسماً وصورة»، وفي ذلك تلميح لما يكتبه المؤرخون اليهود عن اليهود ضحايا النازية. وقال النائب موسي راز من «ميرتس»، إن «صحيفة (هآرتس) أنقذت شرف أنصار السلام اليهود الذين يرفضون الحرب ويطرحون مفاهيم السلام». وقال النائب عيساوي فريج، «مرة أخرى يثبت محررو (هآرتس) أن الصحافة المهنية الجيدة لا تشارك في قرع طبول الحرب باسم الوطنية الزائفة. فالوطنية هي أن تكون إنساناً أولاً. وتحزن وتعبر عن الألم على الضحايا من الجانبين»