جبل البهجة بقلم رنده نمر

0 258

العالم الان – يستيقظُ صموئيل الابن في الثامنة صباحا من كلّ يوم، معلنا بدأ فجر المدينة، حيث يعملُ في تجميع حكاياتَ عن القرى الفلسطينية وسردها للمجموعات السياحية أو حتى لأصدقائه، ويُطلقُ على نفسه صموئيل الابن، حيث أن النبي صموئيل هو الاساس والأب للقرية، وهو الابن الناقل لحكايتة النبي وقريته، هذا الشاب الذي لطالما سأل عن سر تسمية اسمه حتى عرفَ ما ينطوي عليه الاسم من قدسيّة تتصّل بالتوراة، ورغم أنه ينتمي لأسرةٍ مسلمة بمنهجٍ فكرّي اشتراكي، الا أن تسميته جاءت هكذا تعزيزا لاسم القرية وتذكيرا بالنبي القدّيس الراحل

يجلس صموئيل مع أبناءِ جيله المتجمّعين بعد عناءٍ ومشقّة في قرية النبي صموئيل، يقف فجأة ويحرّك يده مشيرا الى المدى الفسيح وكأنه يخاطب السماء ويشرع في الحديث في عام ال1948 بقيت هذه القريه وحيده من بين شقيقاتها من القرى الفلسطينيه حيث هجرت وظلّ دون اهلٌّ، يهزّ أصدقاءه رؤوسهم موافقين وتبدو علامات الأسف على وجوههم حيث تُفتتح كلّ قصّةٍ بهذه المقدّمة، يكمل صموئيل حديثه؛ قرية البني صموئيل حاولت الصمود جاهدة، يرفع صموئيل يده الى فوق ويقول: تشهد على صمودها الخنادق على جانبي القريه التي استخدمت على مر العصور لتدافع عن نفسها وعن مدينه القدس، وسطّرت نجاحا نحتته من الصخر كعنوان للصمود فنجحت مثلافي دحر الهجوم الذي شنه البلماح..

يصمت صموئيل قليلا، وهو ي البقع الاستيطانية كنسلِ الثوب من وسطه ويتابع: لكن في اليوم السادس من الشهر السادس في عام 1976 وبعد العديد من الحروب و الدفاع عن نفسها باهلها و ابنائها وارتقاء الشهداء فيها ارتوت الخنادق بدماء اهلها وسقطت في ايدي الاحتلال.

حاول الاحتلال التضيق على أهلها منعوهم من البناء وترميم ابنيتها لعله كان هذه احد الاسباب التي جعلتها قيمة بملامحها العربيه القديمه منعت قوات الاحتلال اهالي القريه من كل حقوقهم حرمتهم من رؤية اهاليهم في المناطق المجاوره ظنا منها انهم سيرحلون يوما ما
لكن دون جدوى قرية النبي صموئيل باهلها صامده

ولا زال الوضع على حاله حتى ايامنا هذهِ يحاول الاحتلال الهيمنه الكامله، حيث حاصر القريه، وحرم اهلها من حرياتهم وأنشأ فيها حديقة لقطعان المستوطنين يعيثون الفساد والدمار فيها.
أغلقوا مسجدها حيثلا يفتح الا في اوقات الصلاه، خرّبوا نصف المسجد والنصف الاخر اصبح كنيسا لهم.

يحدّق صموئيل في الأفق قليلا ويقول: هم يعتبرون أن صموئيل النبي خاصتهم، سيفرح باستعادتهم لبلدته، لا يعرفون أن النبي صموئيل يُولَدُ في كلّ واحدٍ منّا، مؤكدا على أحقّيتنا بهذه الأرض، ونافيا كل أكاذيبهم، النبي صموئيل ممتَدٌ بس وبِكم من مسلمين ومسيحيين ويهود يرفضون الصهيونية ويحترمون المقدّسات والقديسين..

تغربُ الشمسُ عن القرية وتنزلُ خلف الجبل، معلنةً انتهاءَ سردٍ لحكايةٍ فلسطينية ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، إلى أن تشرق شمسُ العودةِ من جديد

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد