“حدث في الجنة” مسرحيون يحملون أمل العودة والحياة والفرح – رؤية انطباعية/ الكاتبة أمل عقرباوي

0 727

العالم الان – يعد المسرح الدليل الأول على عمق الثقافة وازدهارالحضارة ، ولأن العرض المسرحي لغة التقدم وعلامته عنيت المجتمعات الراقية المثقفة بالمسرح .
ولان المسرح في الاساس احد اهم افعال المقاومة ,حرص الفنانون الأردنيون منذ نشأته في الأردن على أن يرتقي الى المستوي المطلوب، لرفع المعايير الفنية المؤثرة كفعل جمالي من حيث الشكل والمضمون، ولأن فنانينا الأردنيين يمتلكون العناصر اللازمة لنجاح تجاربهم المسرحية ،التزم عدد من المخرجين بتقديم اعمال متقنة الصنعة فيها الدهشة والخيال والإبداع.
ونحن في الأردن عندنا كثير من الكتاب القادرين على كتابة النصوص المسرحية المتقنة الصنعة،و يوجد لدينا خبرة وشباب وطاقات وامكانات من كتاب ومخرجين وممثلين وتقنيين ,ولكنهم حقيقة بحاجة الى الدعم المعنوي المعنوي ثم الدعم المادي, حتى يتفرغوا للمسرح بشكل يرقي للمستوي المطلوب وليتفرغوا لكتابة النصوص المسرحية , لأهمية المسرح وحتى يبقى هذا المسرح رافدا مهما للحياة الثقافية .
“وحدث في الجنة”
من المسرحيات التي شاهدتها مؤخراً عالية المستوى ولشدة ما تأثرت اخط هذه الكلمات فهي عالية المستوي من عدة اوجه فنية وفكرية . والتي شارك في تقديمها فنانون متمكنون محترفون لمجمل الفنون المختلفة..
وتستمر فرقة مسرح علي الخشب بقيادة الفنان والمخرج المسرحي زيد خليل في اغناء المشهد المسرحي الاردني بنشاطه وعطاءه المتميز الذي اصبح علامة جميلة وفارقة في حياتنا المسرحية.
وفي هذ الاطار تم عرض المسرحية في جو احتفالي بهيج اجتذب جمهورا غفيرا من المهتمين بالمسرح والادب والفن والثقافة.
انها مسرحية اخرى من مسرحيات الجمال التي تذكرنا بان الابداع والأداء المسرحي هو اكثر الوسائل تعبيرا عن انسانية الانسان وخصوصيته وبأن نهضة العمل المسرح والفنون هي مقياس من نهضة الاوطان والشعوب ..
فشكراً جزيلا لكل القائمين على هذا العمل الجاد الذي يحمل احد مشاعل الأدب والعطاء المسرحي في وطننا الحبيب
“حدث في الجنة”
مَسرحية درامية ارخت بظلها الابداعي في عرضها الثاني لقصة ومعانات شعب ما زال يقاوم تحت وطأة الاحتلال الغاصب.
ولأن الفن جزءٌ لا يتجزء من المقاومة ضد الأحتلال و شكل من أشكال المقاومة.
حيث تم التركيز علي الاهازيج الموروثة الفلسطينية والالعاب الشعبية الفلسطينية حتي لا يتم دثرها وطمس هويتنا الفلسطينية التي تسعي إليه جاهدة دولة الاحتلال.
كما أن الفدائي مبتور القدم ليس مبتور النخوة والرجولة والشهامة، ويستطيع أن يتحدي القتله المجرمين ألمدججين بأنواع الاسلحة وان عربته المتحركه تستطيع أن تواجه أسلحتهم الفتاكة وكشف عجزهم غير المحدود علي مدى سبعين عاما من وأد الروح الفلسطينية وتكبيلها بالقيود .
وابدع عمالقة المسرح الاردني الكبيرين خليل مصطفي وخليل شحاده في ادائهم وعادوا بنا الي بوصلة فلسطين في زمن التطبيع.
وسعدنا بفريق العمل حَد البكاء فهم لم يسردوا سيرة شعب فحسب .
بل كانوا يحكون لنا تغريبة فلسطين
وحكاية شعب تجسدت من خلال الشخصيات التي أدهشتَنا لتعيدنا إلى زمن النكبة والنكسة والشتات.
لقد ذهبت بنا في رحلة بعيدة في عمق تاريخها العريق الموغل في القدم واللجوء والألم، وأرجعوناَ لزمن الجمال والحياة على أرض فلسطين وحكوا لنا عن شعب عظيم رائع عشق الوطن والثورة والمقاومة والكفاح من أجل الحرية والعودة.
كما أن الديكور والإضاءة الخضراء وختام المسرحية بانزال المعالق من أعلي المسرح كانت رسالة قوية توحي بأن أشكال المقاومة لم ولن تنتهي . فكرة اذهلتنا وأبدع في تنفيذها مهندس الديكور الفنان محمد السوالقة.
وابدعت ابنة المسرح الجميلة نهى سمارة في أدائها وأثبتت لنا انها تمتلك أدوات الممثل الداخلية والخارجية العالية ،وأنها قادرة على كيفية تطوريها.

كما أدهشتنا الرائعه فداء ابو حماد التي أثبتت وبشهادة الحضور انها تستوي على صهوةِ مجدٍ صنعتة بجدٍ واجتهادٍ واقتدار . فهي فداء التى تغذي العقول والقلوب بعطائها الذي أذهلنا وفاق حدود التمثيل بكل ما هو رائع وجميل

وكما كان واضحا وجليا على حرص المخرج على إظهار الطفلة الفلسطينية على حقيقتها التي حاولت الخيمة محوها فهي مثقفة
و واعية للقضية الفلسطينية التي جسدتها الممثلة المُبهره دانا زعتر

أما لونا حكيم صاحبة الصوت الشجي فكان أداؤها للأغاني التراثية الفلسطينية بمثابة صرخة وطن
اعادتنا للتراث والأصالة، من خلال موسيقى الفنان الفذ الاستاذ باسم الحمصي.
الذي كان له دور مهم في إظهار الشجن الشعبي والموروث من خلال تطويع اللحن ليتناسب مع روح النص والعمل الفني.

لقد اجتهد فريق العمل كاملاً متسلحاً بالجدّ وصدق الموهبة والمثابرة الحثيثة وقـوة الإرادة.
“حدث في الجنة”
مسرحية رائعة تستحق ان يشاهدها الاردنيون والعرب وكل من هو مهتم بالدفاع عن القضية المركزية لنا جميعاً , فهي مؤثرة ومفعمة بعمق الدلالة، تضيء الأحداث التي مرت على فلسطين، وعمقتها بالكثير من جماليات التأويل وبهاء النهاية، وعلى الرغم مما فيها من وجع الموت، فإنها حملت أمل العودة والحياة والفرح
هي فلسطين كما حدث في الجنة هي قطعة من الجنة
لكم منا أيها الرائعون أجمل التحايا مع سنين الوطن الجريح والأمل بالعودة بخير وسلام.

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد