قضية ماثيو هيدجيز: الحكومة البريطانية “خذلت” مواطنها المدان بالتجسس في الإمارات
العالم الآن – قالت زوجة الأكاديمي البريطاني، الذي حكم عليه بالسجن مدى الحياة في الإمارات لإدانته بالتجسس، إن الحكومة البريطانية تضع مصالحها فوق حقه في الحرية.
وتحدثت دانييلا تيجادا إلى بي بي سي بعد وقت قصير من عودتها إلى المملكة المتحدة قادمة من أبو ظبي، حيث حضرت جلسة الحكم على زوجها الباحث في جامعة درم، ماثيو هيدجيز، بالسجن مدى الحياة بعد إدانته بالتجسس.
وينفي هيدجيز (31 عاما) تهمة التجسس، لكن النيابة العامة في الإمارات قالت إنه اعترف بارتكابه الجريمة.
والتقت تيجادا في لندن بوزير الخارجية البريطاني، جيرمي هانت.
وفي وقت سابق، التقى هانت بسفير الإمارات في لندن للحديث بـ “شفافية عالية”، وقالت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، إنها “قلقة للغاية” بسبب هذا الموقف، الذي “أثير مع أعلى المستويات” في الإمارات.
وكان ماثيو في زيارة إلى الإمارات لجمع معلومات لبحثه للدكتوراة وموضوعها تأثير ثورات الربيع العربي على استراتيجية الأمن في الدولة الخليجية ، واعتقل في مطار دبي في الخامس من مايو/أيار الماضي.
ووفقا لمراسل بي بي سي للشؤون الأمنية، فرانك غاردنر، قالت مصادر في الحكومة الإماراتية إنه عُثر على “مواد تجسس” في جهاز كمبيوتر محمول بحوزة الباحث البريطاني.
لكن وزير الخارجية هانت أصرّ على أنه لا أساس لتهمة التجسس.
وفي وقت سابق، قالت تيجادا، لـ “راديو 4” على بي بي سي، إن وزارة الخارجية البريطانية “مترددة بدلا من اتخاذ موقف حازم”، ولم تتحرك جديا في قضية زوجها إلا بعد إطلاق سراحه بكفالة في 29 أكتوبر/تشرين الأول وبعد قضائه أشهرا في الحبس الانفرادي.
وأضافت: “لدي انطباع بأنهم يضعون مصالحهم مع الإمارات فوق حق مواطن بريطاني في الحرية والرعاية
وقالت تيجادا إنها كانت تتواصل مع وزارة الخارجية “أسبوعيا” منذ إلقاء القبض على زوجها في مايو/أيار الماضي.
وواصلت: “تجاهلوا طلباتي، وقالوا إن الأمر ليس من اختصاصهم ولا من مهامهم.”
وأضافت: “في إحدى المرات قال أحد العاملين في القضية إن وزارة الخارجية غير مختصة برعاية مثل هذه القضايا ولذلك فهي ليست ملزمة بالتمثيل فيها.”
وقالت: “أعتقد بأنه كان يجب عليهم اتخاذ موقف أكثر صرامة منذ البداية، وإن لم يكن علانية فعبر قنوات التمثيل الخاصة بهم.”
وأضافت: “هذا شيء أخفقوا فيه طوال القضية.”
وتابعت: “كان ماثيو محتجزا في ظروف غير مقبولة بسبب شيء لم يفعله.”
وقال وزير الصحة البريطاني، مات هانكوك، إن “قلبه ينفطر” على هيدجيز وعائلته، لكن هانت “أثار هذه القضية شخصيًّا مع ولي العهد (الإماراتي) في 12 نوفمبر/تشرين الثاني.”
وقال هانكوك لبي بي سي: “وزارة الخارجية تمثل هيدجيز على أعلى المستويات الممكنة (مع المسؤولين الإماراتيين).”
وبعد طرح سؤال في مجلس اللوردات، قالت البارونة غولدي، عن حزب المحافظين الحاكم، إن موظفي القنصلية (في الإمارات) قابلوا هيدجيز ست مرات، “ثلاث قبل إطلاق سراحه الأخير بكفالة وثلاث أثناء فترة الإفراج بكفالة.”
وأضافت أن هانت أيضا “يسعى بشكل عاجل للاتصال” بوزير الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد.
وقالت تيجادا إنها غير قادرة على التحدث إلى زوجها منذ صدور الحكم عليه، لكنها يمكن “تخيل مدى شعوره بالذهول مثلي تماما.”
وقالت: “كان خائفًا للغاية أثناء مثوله أمام القاضي” لأنه كان يدرك أنه يمكن أن يُحْكم عليه بحكم تعسفي.
وتابعت: “طلبت منه النظر إليَّ إذا كان يشعر بالقلق الشديد، وحاول ذلك مرتين، لكن القاضي طلب منه النظر إليه.”
وقالت إن هيدجيز كان يرتجف عندما أخبره المترجم بالحكم، و”طلب منه التأكد مما إذا كان قد سمعه بصورة صحيحة.”
وقالت تيجادا إنه لم تكن هناك إجراءات قانونية عادلة، مضيفة: “لقد وضع في حالة توتر شديدة للغاية على مدار ستة أشهر للدرجة التي لا يمكن استخدام أي شيء مما قاله أو فعله ضده.”
وتابعت: “أي شيء استخدم ضد مات (ماثيو) لا أساس له من الصحة.”
وتقول أسرة هيدجيز إنه وقّع وثيقة مكتوبة باللغة العربية، وهي لغة لا يستطيع البريطاني التحدث أو القراءة بها، اتضح في وقت لاحق أنها اعتراف بارتكاب الجريمة.
“مباحثات بناءة”
وفي وقت سابق قالت الزوجة، في أعقاب لقاء وزير الخارجية البريطاني، إن الوزير أكّد لها أنه يبذل قصارى جهده في القضية.
وكشف هانت عن أنه أجرى “مباحثات بناءة” مع نظيره الإماراتي، وقال إنه يعتقد بأن خطوات تتخذ في الوقت الحالي لـ “حل الموقف”.
وكانت تيجادا قد شكرت هانت على تخصيصه جزءًا من وقته للاجتماع معها في “هذه المرحلة الحرجة”، وقالت: “لقد أكد لي أنه وفريقه يبذلون ما في وسعهم لإطلاق سراح ماثيو وعودته إلىّ.”
وتقول إنه هذه “ليست معركة يمكنني الانتصار فيها وحدي”.
وفي تعليق على موقع تويتر، قال هانت إنه أجرى “مباحثات بناءة مع وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد.
وقال “لدينا شراكة قوية مع الإمارات التي ستساعدنا في إحراز تقدم” في القضية.
وقالت النيابة العامة الإماراتية إن الباحث البريطاني اعترف بالتجسس.
وقالت وزارة الخارجية الإماراتية إن البلاد “مصممة على حماية علاقتها الاستراتيجية المهمة مع حليف رئيسي”، وأضافت أنها تأمل في أن يتمكن الجانبان من الوصول إلى “حل ودي” للقضية.
وفي وقت سابق، قال النائب العام الإماراتي، حمد سيف الشامسي، إن “هيدجيز لديه الحق في الطعن في الحكم.”
كما قال رئيس الشؤون القانونية بوزارة الخارجية، عبد الله النقبي، إنه “يحق كذلك للأسر التقدم بطلب عفو رئاسي نيابة عن أقاربهم المدانين”.
وقال النقبي ، في بيان رسمي، إنه “جرى تقديم أدلة قاطعة وقوية في المحكمة” وأنها تضمنت اعترافا شخصيا من هيدجيز.
وأشار إلى أن هيدجيز قبل المحامي الذي عينته المحكمة للدفاع عنه، كما وفّرت له مترجما.
وأضاف أنه “ليس صحيحا أنه طُلب منه (هيدجيز) التوقيع على مستندات غير مترجمة.””BBC “