الفاسد والمفسد – بقلم حسان قطيشات – الأردن

0 783

العالم الآن – ايهم اخطر الفاسد ام المفسد؟

اتفق مع الجميع بأن الإجابة الصحيحة هي المفسد, فالمفسد بدأ برتبة فاسد ثم ترقّى الى ان اصبح مفسد يصنع الفاسدين.

و في هذا الوقت العصيب و المفصلي الذي يمر به الوطن و المواطن يأتيك من يعبث بأقدارنا, يشتري الذمم الرخيصة المعروضة للبيع مقابل حفنة من الدنانير او الدولارات او اي منفعة اخرى (الله اعلم), و جميعنا نعلم بأن كل شيء يشترى بمال مصيره (المزبلة).

و لكن السؤال القوي (كما يقال) لمن يشتري اصوات الناخبين: كيف تستطيع ان تنظر في عيون الناس دون خجل و انت تخرج عليهم بشعارات اقلها محاربة الفساد و الإصلاح بشتى مجالاته و تحرير البلاد و العباد و القضاء على المحسوبية و النهوض بالوطن و المواطن (الى آخر هذه الشعارات)؟

و السؤال القوي الثاني: لماذا يدفع هذا المرشح الملايين من اجل الوصول الى قبة البرلمان؟! هنالك عشرات الأجوبة (و ليركب كل منا حصان خياله) و منها بأنه حين ارتقى من فاسد الى مفسد بعد ان تاجر بالذمم, طمح الى الإرتقاء لرتبة الإتجار بالوطن و مواطنيه و مقدراته ليصبح “شيخ التجار”, و الا كيف سيسترد ما دفعه من ثمن بالإضافة الى الأرباح كونه تعامل مع الوطن بعقلية التاجر!

إن الوطن على المحك, ينادي ابناءه الشرفاء, فالوطن ليس لشخص او جهة, بل هو لنا جميعا. الوطن لمن يحبه و يفتديه, لمن لا يبيعه او يتاجر به, و ان لم نستجب للنداء سنبكي كالنساء على وطن لم نحافظ عليه كالرجال (بتصرف).

اما الخالة ام اسماعيل, و بينما كانت تلم الغسيل عن المنشر تحسبا لان تصدق التنبؤات الجوية هذه المرة, فقد سمعها الحي بأكمله و هي تهيجن: ريت المنايا اللي تيجي يا سلامة, تحوم عالأنذال دار بدار.

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد