مظاهرات السودان: الشرطة تستخدم الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المتظاهرين في الخرطوم
العالم الآن – فرقت الشرطة السودانية مئات المحتجين خارج مسجد في أم درمان عقب صلاة الجمعة بالقرب من العاصمة الخرطوم مستخدمة الغاز المسيل الدموع.
وشارك المئات في احتجاجات بمدن أخرى في السودان.
وأفاد شهود عيان بأن مدينة عطبرة، الواقعة في ولاية نهر النيل، شهدت اشتباكات بين قوات الأمن ومحتجين في عدد من أحياءها.
كما شهدت مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة بوسط السودان، اشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن، حسبما أفاد مراسلنا محمد عثمان.
واعتقلت سلطات الأمن عدة أشخاص من المحتجين، وكذلك صحفيين اثنين خلال تغطيتهما الاحتجاجات.
وكانت السلطات السودانية فرضت طوقا أمنيا على عدد من المساجد وتمركزت بالقرب من المرافق الحيوية بعد دعوات للتظاهر أطلقتها قوى المعارضة.
في غضون ذلك، بدأ صحفيون سودانيون إضرابا عقب احتجاجات مميتة على غلاء المعيشة وارتفاع أسعار الخبز، قتل فيها 19 شخصا منذ بدئها في 19 ديسمبر/كانون الأول – بحسب ما تقوله الحكومة، من بينهم فردان من قوات الأمن.
وقال بيان للحكومة إن معظم القتلى لقوا حتفهم “خلال حوادث نهب”، بينما أصيب 219 شخصا آخر. وأضاف أنه لم يقتل أحد في العاصمة الخرطوم.
وكانت السلطات السودانية قد قالت في السابق إن ثمانية أشخاص فقط قتلوا في الاشتباكات، بينما قالت منظمة العفو الدولية، أمنستي، إن عدد القتلى يصل إلى 37 شخصا.
لماذا يضرب الصحفيون؟
وقالت شبكة الصحفيين السودانيين الخميس إنها تضرب تضامنا مع المحتجين، الذين خرجوا في شوارع الخرطوم وفي مدن أخرى.
وقالت الشبكة: “نعلن بدء إضرابا لثلاثة أيام من 27 ديسمبر/كانون الأول احتجاجا على استخدام الحكومة العنف في مواجهة المتظاهرين”.
ونظم صحفيون اعتصاما خارج مقر صحيفة “التيار” المستقلة، وأخذت عناصر تابعة للأمن ثمانية منهم إلى جهة غير معلومة، بحسب ما نقلته وكالة فرانس برس عن رئيس تحرير الصحيفة، عثمان المرغني.
وقال صحفي من بين هؤلاء فيما بعد إنه أفرج عنهم بعد ذلك بسرعة.
وقال الصحفيون إنهم يضربون أيضا احتجاجا على مصادرة عملاء الأمن للصحف بصفة دورية، وضرب موظفي وسائل الإعلام الذين يغطون المظاهرات والقبض عليهم.
ويشكو العاملون في الصحافة في السودان من مضايقات السلطات لهم، التي أحيانا ما تصادر الصحف كلها بسبب مقالات تعتبرها الاستخبارات الوطنية وأجهزة الأمن مسيئة.
ودعا نشطاء وجماعات معارضة في السودان الشعب إلى الخروج إلى الشوارع من جديد خلال الأيام المقبلة.
وقال بيان للحزب الشيوعي السوداني: “نحث الشعب السوداني على مواصلة مظاهراته حتى ينجح في الإطاحة بالنظام”.
وقبضت السلطات على عدد من أعضاء الحزب بعد بدء الاحتجاجات.
وقد زاد الضغط على ائتلاف الرئيس السوداني عمر البشير الحاكم، باستقالة عبد الرؤوف قرناص، وزير الصحة والتنمية الاجتماعية في حكومة الولاية الشمالية الخميس.
كما دعا زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان – الشمال، عبد العزيز الحلو، السودانيين إلى التظاهر للمطالبة بتنحي الرئيس البشير.
واتهم الحلو الحكومة بتجويع الجماعات المظلومة عمدا، وطالب بدولة سودانية ديمقراطية، حديثة، علمانية، يكون للمواطنين فيها حقوق متساوية.”BBC”