بومبيو يتهم الرئيس السابق أوباما بنشر الفوضى

0 459

العالم الآن – اتهم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما يوم الخميس بنشر الفوضى جراء تخليه عن الشرق الأوسط وتركه للمتشددين الإسلاميين والنفوذ الإيراني، في انتقاد لاذع لسياسات الرئيس السابق حتى في وقت يستعد فيه الرئيس دونالد ترامب لسحب القوات الأمريكية من سوريا.وفي كلمة ألقاها بالجامعة الأمريكية في القاهرة تخلى بومبيو عن عرف دبلوماسي أمريكي راسخ بعدم تناول الخلافات المحلية علنا في الخارج، وشن هجوما حادا على أوباما في نفس العاصمة التي ألقى فيها الرئيس السابق كلمة مهمة عام 2009 استهدفت تحسين العلاقات مع العالم الإسلامي.

وقدم بومبيو أمريكا باعتبارها ”قوة خير في الشرق الأوسط“ مشيرا إلى أن أوباما رأى الولايات المتحدة باعتبارها ”قوة تقف وراء ما حاق بالشرق الأوسط من آلام“. وأثارت كلمة الوزير انتقادات مسؤولين أمريكيين سابقين ومحللين اتهموه باعتماد قراءة خاطئة للتاريخ والتغطية على رغبة ترامب بتقليص التزامات الولايات المتحدة في المنطقة.

وانتقد بومبيو أيضا أوباما لتهوينه من ”قوة وضراوة الفكر الإسلامي المتطرف“ عندما أخفق في تقديم المساعدة المناسبة للاحتجاجات الشعبية الحاشدة في إيران على نتائج الانتخابات عام 2009 والتي عرفت باسم ”الحركة الخضراء“. كما عاب عليه عدم قصف سوريا انتقاما لاستخدام القوات الحكومية أسلحة كيماوية في الحرب الأهلية.وقال بومبيو ”ماذا تعلمنا من كل ذلك؟ تعلمنا أنه عندما تنسحب أمريكا، تحل الفوضى. وعندما نهمل أصدقاءنا، يتنامى السخط. وعندما نتشارك مع أعدائنا، يتقدمون“.

ولم يورد بومبيو اسم أوباما وإنما أشار إليه بأنه ”أمريكي آخر“ ألقى كلمة في القاهرة.

ويقوم بومبيو بجولة في المنطقة لتفسير الاستراتيجية الأمريكية بعد إعلان ترامب المفاجئ سحب كل الجنود الأمريكيين وعددهم 2000 جندي من سوريا، الأمر الذي أثار قلق حلفاء وصدم مسؤولين أمريكيين كبارا ودفع وزير الدفاع جيم ماتيس للاستقالة.

ومن غير المعتاد لوزير خارجية أمريكي أن يلقي كلمة في عاصمة أجنبية ويهاجم فيها رئيسا سابقا. لكن ترامب سعى بشكل مستمر للتقليل من شأن سلفه وغيَّر سياسات أوباما في قضايا مثل الاتفاق النووي مع إيران والاتفاقات التجارية واتفاقية باريس للمناخ فضلا عن سياسات داخلية.ووصف بومبيو بلاده بأنها ”قوة خير“ في الشرق الأوسط، وسعى إلى طمأنة الحلفاء بأن واشنطن ستظل ملتزمة ”بالقضاء الكامل“ على الخطر الذي يمثله تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد، رغم قرار ترامب بالانسحاب من سوريا.

وانتقد بومبيو ما وصفه برغبة أوباما ”في السلام بأي ثمن“ والتي دفعته لإبرام الاتفاق النووي عام 2015 الذي وافقت إيران بموجبه على الحد من برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية.

وانسحب ترامب من الاتفاق ومضى فيما تصفه إدارته بسياسة ممارسة ”أقوى ضغط ممكن“ على إيران في مسعى لإجبارها على تقييد البرنامج النووي وأنشطتها للصواريخ الباليستية والكف عن دعم قوات تخوض حربا بالوكالة في سوريا والعراق واليمن ولبنان.

وسخر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف من كلمة بومبيو وكتب على تويتر ”حينما وأينما تتدخل الولايات المتحدة، تحل الفوضى والنقمة والقمع“.

وعلى الأرجح لن يتفق كثير من الناس في الشرق الأوسط مع تأكيد بومبيو بأن الولايات المتحدة قوة خير في المنطقة، إذ أن هناك الكثير من القضايا في المنطقة لا تزال جدلية إلى حد بعيد مثل الدعم الأمريكي لإسرائيل والانقلاب الذي دعمته أمريكا عام 1953 للاطاحة بمحمد مصدق رئيس الوزراء الإيراني الذي كان يحظى بشعبية والغزو الأمريكي للعراق عام 2003 لإسقاط الرئيس صدام حسين.

  • شعور أمريكي ذاتي بالعار
    دعا أوباما، في خطابه الذي ألقاه بجامعة القاهرة في يونيو حزيران 2009، لتفاهم متبادل أفضل بين العالم الإسلامي والغرب وقال إن على الجانبين بذل مزيد من الجهود للتصدي للفكر المتطرف العنيف. واعتبر الجمهوريون أن حديث أوباما ينطوي على اعتذار للعالم عن أفعال الولايات المتحدة بالخارج.

وقال بومبيو ”الأنباء الطيبة هي أن عصر الشعور الأمريكي الذاتي بالعار انتهى وولت معه السياسات التي تسببت في كل هذه المعاناة غير اللازمة“.

وسرعان ما قوبلت كلمة بومبيو بانتقادات من خبراء في شؤون الشرق الأوسط بالإضافة لمسؤولين خدموا في عهد أوباما اتهموا وزير الخارجية بانتهاك العرف الأمريكي بعدم الخوض في الشأن الداخلي في الخارج.

وقال جون ألترمان مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز واشنطن للدراسات الاستراتيجية والدولية ”يبدو الأمر وكأنه تجسيد لمقولة ‭‭‭‭‭‘‬‬‬‬‬نسمع جعجعة ولا نرى طحنا‭‭‭‭‭‘‬‬‬‬‬… هناك لغة مفعمة بالطموح لكن لا يوجد التزام أمريكي فعلي بتقديم موارد. يمكنك أن تفسر ذلك بأنه محاولة لصرف الانتباه عن استمرار تراجع التزامات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط“.وعلى تويتر وصف مارتن إينديك، الذي خدم في إدارة أوباما، الكلمة بأنها ”هجوم مخز على أوباما“.

وانتقد بومبيو مباشرة خطاب أوباما عام 2009، والذي كان انفتاحا من الرئيس الجديد آنذاك على العالم الإسلامي.

وقال بومبيو ”تذكروا أنه في هذه المدينة وقف أمريكي آخر أمامكم. قال لكم إن إرهاب التطرف الإسلامي ليس نابعا من أيديولوجية. قال لكم إن هجمات 11 سبتمبر قادت بلادي للتخلي عن مُثلها ولا سيما في الشرق الأوسط.

”قال لكم إن الولايات المتحدة والعالم الإسلامي بحاجة، وأنا أنقل عنه نصا، لبداية جديدة. نتائج هذه الأحكام الخاطئة كانت وخيمة… عندما اعتبرنا أنفسنا، خطأ، أننا وراء ما يعاني منه الشرق الأوسط، كنا متهاونين في تأكيد وجودنا عندما طالبنا الوقت وشركاؤنا بذلك“.” رويترز “

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد