أسوشيتد برس: ملك الأردن لا يمكنه تجاهل بقاء الأسد

0 278

العالم الآن – اعتبرت وكالة “أسوشيتد برس” أن تطورات الأوضاع في سوريا تضطر الأسرة العربية إلى إعادة قبول سوريا في حضنها، مهما كانت مواقفها الحقيقية إزاء الرئيس بشار الأسد.

وذكرت الوكالة، في تقرير نشرته اليوم الأحد، أن الدول العربية تتجه الآن نحو العودة إلى العمل مع الأسد، في خطوة لم تكن قابلة للتصور خلال السنوات الماضية، مشيرة إلى أن الرئيس السوري نجا بعد ثماني سنوات من الحرب وصرف مليارات الدولارات بغية الإطاحة به.وأشارت الوكالة إلى أن الدول الخليجية التي كانت من أبرز داعمي المسلحين المجابهين للأسد تقف اليوم صفا من أجل إعادة افتتاح سفاراتها لدى دمشق، بسبب خوفها من ارتفاع نفوذ إيران وتركيا في البلاد الواقعة بقلب المنطقة العربية وسعيها إلى المشاركة في مشاريع إعادة الإعمار المربحة.

وأشارت الوكالة إلى أن سحب القوات الأمريكية من شمال شرق سوريا سيكون خطوة مهمة نحو استعادة حكومة دمشق سيطرتها على البلاد، لتكون محافظة إدلب بعد ذلك آخر معقل للمسلحين في سوريا.

وأما بخصوص أوروبا فيحظى الأسد فيها بتأييد من الحركات اليمينية والشعبوية والتي ترى فيه حصنا منيعا علمانيا في وجه المتطرفين.

وحتى تركيا التي تعهد رئيسها رجب طيب أردوغان سابقا بأداء الصلاة في الجامع الأموي بدمشق يوم إسقاط الأسد بدأت في الفترة الأخيرة تلوح بإمكانية العمل مع الرئيس السوري “إذا فاز بالانتخابات الديمقراطية”.

وشهدت الفترة الأخيرة إعادة افتتاح المعابر الحدودية بين سوريا وجيرانها بعد سنوات من التوقف عن العمل، وسط أنباء عن قرب استئناف أكبر شركات الطيران العربية رحلاتها من وإلى دمشق وقرب عودة سوريا إلى حضن الجامعة العربية.وتابعت الوكالة أن هذه التطورات قد تكون “محيرة للعقل”، وخاصة أن الأسد كان يواجه خطر الهزيمة قبل بضع سنوات، لكن بدء روسيا عمليتها العسكرية في سوريا مكنت قوات حكومة دمشق مدعومة من حلفائها الإيرانيين من ترجيح كفة الميزان لصالحها.

ولفتت الوكالة إلى أن العزلة الدولية التي تعرضت لها الحكومة السورية منذ بداية الأزمة في عام 2011 لم تكن كاملة، حيث حافظت روسيا والصين والبرازيل والهند وجمهورية جنوب إفريقيا على علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق، كما لم يتخل لبنان والعراق والجزائر عن اتصالاته مع سوريا.

وقال الباحث في مركز رفيق الحريري التابع للمجلس الأطلسي، فيصل عيتاني، إن “إعادة تأهيل سوريا من قبل الدول العربية أمر لا مفر منه”، موضحا أن المملكة السعودية حاولت سابقا إسقاط الأسد عبر دعم المسلحين، لكنه سينجو على ما يبدو، وفي هذه الظروف ستحاول الرياض التأثير على الرئيس السوري بهدف تقليص نفوذ إيران في بلاده، وذلك مع تفادي التصعيد المباشر مع طهران.

واعتبر التقرير أن محاولة السعودية تحسين العلاقات مع الأسد ستكون بمثابة اعتراف المملكة علنا بعجزها عن الإطاحة به، فيما تعد مشاركة الحكومات والشركات الخليجية مسألة حيوية بالنسبة لجهود إعادة إعمار سوريا والتي تقدر تكلفتها بما بين 200 و350 مليار دولار.

وقال الباحث في مؤسسة The Century Foundation آرون لوند: “آجلا أو عاجلا، لكن إذا بقي الأسد في منصبه، ستحاول دول المنطقة على ما يبدو الاستفادة قدر الإمكان من هذا الوضع. بإمكان السياسيين الأمريكيين البقاء في عزلتهم الرائعة خلف المحيط، لكن ذلك ليس بإمكان الملك الأردني عبد الله الثاني”.

المصدر: أسوشيتد برس

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد