الى إبنتي في عيدها …شادن صالح – الأردن

2 2٬379


العالم الآن – شادن صالح -يا ” رسيل العمر ” … يا إبنة السبعة أعوام .. ها أنت تكبرين وأعلم تماماً أن قلبك يحمل من الحزن ما يفوق حجمه الصغير لكن لا تكترثي لذلك … ستأتين إلي وفي قلبي بساتين من ورد خبأتها لك لتأخدينها طازجة دون نقصان حين ألقاك ..ستأتين وأنا لا زلت أكتب قصائد المخاض لأقول لها في كل مرة شكراً لكل هذا الوجع والقهر لأن نهايته ” أنتِ “…
سبعة أعوام ولا زال أمامك – إن شاء الله – أعواماً مديدة ، لذا خذي ما سأقوله لك على محمل الحب ..
ستكبرين أكثر.. ستتفتحين مثل زهرة البستان وفي كل عام ستكبرين فيه سوف تدركين أنك تبنين جدراناً منيعة تقيك من رياح زمن تواجهين فيه الحياة بمفردك تقودين نفسك نحو شطآن خضراء تحملين أيمانك بالله في قلبك وعلمك في عقلك وطهارتك في بدنك .. ستكتشفين ان أسلحتك هذه هي السر الكامن في قوتك..
كنت أود مرافقتك إلى المدرسة وسؤال معلماتك عنك وإغبطك بعد كل نجاح كما كانت تفعل أمي معي … لكنني على ثقة بأن الله رحيم وسيجعلك تفعلين ذلك مع إبنتك لأن الله أرحم من أن يوجع قلبك الصغير.
ستكبرين … وسيبدأ جسدك الصغير يتغير… لا تجزعي ولا تخجلي.. سأكون بجانبك أخبرك كم تبدين جميلة وكيف تصبحين أنثى ولا أحلى وسأظل حينها أسرح لك شعرك بفرح تدمع عيني منه .. تماماً كما تفعلين أنت الآن مع لعبة الباربي… وسأقول لك في كل مرة كم أحبك …
إن جلست يوماً مع إخوتك والسعادة تغمر قلبك قولي لهم ذلك ولا تترددي بإظهار محبتك لهم… أخبريهم أنك الفسحة الأحن والقلب الأكبر وأنك الحياة الوردية التي تنير حياتهم وتستنير بهم … شاركيهم حزنهم وكوني لهم مصدر فرحهم … إن ضحكتم سوياً لا تترددي بالضحك بصوت عال معهم … إياك يا إبنتي أن تضعي دوائر العيب والحرام المغلوطة سياجاً لسعادتك …لا تجعلي كلمة ” إنتي بنت ” أن تشعرك بنقص او خجل …نعم أنت بنت ولكن ليس بمفاهيم منقوصة ومشوهة … إختاري فساتينك وقصة شعرك … دراستك وأصدقاؤك … حتى ملك قلبك أختاريه أنت … لكن تذكري أن في السماء رب يراك.. وفي الأرض لك أحمد وسيف … أجعليهم دائماً يعانقون السماء فخراً بك … هم عماد ظهرك وسند جدرانك حين تميل..
وأعلمي يا أبنتي أن الحب قوة ولا تصدقي أننا بالحب ضعفاء إختاري من يسير بجانبك ومعك إختاري من يأخذ بيدك الى بر آمن وإياك أن ينكسر قلبك فجبره غير هين … وروحي لا تقوى على ذلك..إختاري من يهتم بتفاصيلك .. حزنك وفرحك تواريخك المهمة … من يجلب لك الورد والشوكولاة بدون مناسبات … كوني محبة عطوف ودود رؤوم ..كوني نوراً زسلاماً … وكوني قوية… فلا خيار لك سوى هذا…
مهما ضاق صدرك وثقل همك لا تنس أن باب الرب مفتوح وكبير .. ما أن تطرقيه ب ” يا رب “حتى يهنأ بالك وتنامين آمنة قريرة مسيجة بالرضا..
أكبري كما تشائين وكيفما تشائين لكن حافظي على قلبك أبيضاً طاهراً وعلى عقلك نيراً متزناً
إن بكيت يوماً وقد توارى جسدي تحت التراب لا تبكي إلا وحدك .. من يرى دمعتك سيعرف كيف يبكيك يوماً… ولا بأس حين يرتاح قلبك أن تسرحي شعرك وتخرجي لتقولي أنا هنا ولا زلت أقف …
أتعلمين … سأراك وستركضين إلي وبين ذراعي سأعطيك كل حب العالم … سنبكي كثيراً ونسقط على الأرض … حينها فقط وفي غمرة من البكاء سنلعن المسافات ونسخر منها وبصوت عال ودون الإكتراث للزمان والمكان سنضحك بكل ما أوتينا من فرح في وجه هذا الكون الذي لن نشعر بشيء فيه سوانا…
” رسيل العمر ” إكسير حياتي شكراً … شكراً لأنك في حياتي” بنت ” …
وهنيئاً للأعوام التي تتزين بك

 

 

 

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة
2 تعليقات
  1. مصعب السعدون يقول

    كل عام وهي بخير وفرح،اقرالله عينك بها وباخوتها

  2. رنا الشاويش يقول

    يا حبيبتي ما أجمل كلامك ,,, انشالله بتشوفيهم من أحسن الناس يا رب

اترك رد