في يوم المرأة العالمي… شكراً لأمي – علي الشطرات – الأردن

0 412

شكراً لأُمّي التي كانت تصحو قبل الفجر، لتوقظ الشّمس من نومها، وتضع الطّحين في المُنخل، وتهزّه بيديها، وتضيف له الماء السّاخن والخميرة والملح، وهي تسبّح بحمد الله، وتغطيه بوعاء وتدفّئه ببطانيّة، كي يختمر بعد دقائق، وتتوجّه بعدها لتستعدّ لأداء صلاة الفجر، وتقف في حوش دارنا في مخيّم البقعة، مردّدة مع المؤذِّن ما يقول، وداعية لأبي وأخواتي وإخوتي ولي، بالتّوفيق والنّجاح والصّحّة، مطلقة صوتاً خفيضاً، يلحّ علينا بأن نستيقظ من نومنا، قائلة (يَ اولاد إصحو.. مشبعتوش نوم يمّه؟!)، كي نبدأ يوماً جديداً في الحياة، بعد أن تكون قد وضعت الحطب تحت الصّاج الجالس على ثلاثة من الحجارة، ليتحوّل العجين إلى أرغفة مباركة برائحة يديها الكريمتين.

شكراً لأُمّي التي ربّتني وإخوتي الأربعة وأخواتي الثلاث على تقوى الله واحترام النّاس والاستقامة في الحياة وحُبّ الوطن.

شكراً يا أُمَّ علي.. صديقتي الصّابرة المكافحة، طويلة البال، التي تحمّلت الكثير.. الكثير من ولدناتنا، وكنت تقابلين إلحاحنا في طلب الأشياء بابتسامات تشقّ بؤس الحياة.

رحم اللّه أُمّي التي فاضت روحها إلى بارئها ليلة الجمعة، السّابع والعشرين من رمضان، قبل ثلاثة عشر عاماً.

اشتقت لك يمّه.

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد