حروبٌ لا جبهات فيها- هيثم العجلوني- فلوريدا

0 702

العالم الآن -فقط لغرض الحَصْر ، يمكن تسميتها بديهيات ، او حروبٌ لا جبهات فيها ، اذ من البديهي ان نندهش قبل ان نتوصل الى شيء مدهش ، وبديهي ان يعرف ساعي البريد كل سكان الحي وربما بعض أسرارهم ، وهنالك وجه آخر للثرثره والعبث يمثّل اناس يعبثون بمشاعرنا ، وبمثُلنا ، بحاضرنا ومستقبلنا ، يصنعون لنا تاريخاً في كل يوم ، مليء بالألم والقهر وربما العهر ، فتزدحم في خواطرنا المتشابهات كتلك التي في ذمة التاريخ ، وان كان لا بدّ من مفارقه او مقارنه ، فان من المفارقه ان مررنا به اطفالاً نقرأه اليوم في صفحات التاريخ ، وبعض ما مررنا به شُبّاناً ما زلنا نعضّ عليه كجرحٍ عصيّ على الإلتئام ، او كرواية لا نستطيع العيش خارجها ، وقد ” نغُضّ الطرْف ” مثل عنتره ، ما جعل كتابة مذكراتنا نوعاً ما امراً سهلاً ، اسهل من اعلام الدول ، وحيث لكل علم نصرٌ وروايه ، وثمة ما بين ظهرانينا من يعبث اليوم بالحقيقة والحب وأواصر العلاقات في وضح النهار ، فيصبح عدو التاريخ صديقاً ، ورفيق التاريخ عدوّاً ، وقد سمعنا صدى اصطدام القصائد على طاولة واحده في كل الامكنه ، ورأينا كيف ادخلها شعراءها في دوَّامة حروب لا تنتهي فيما بينها ، فلا يفاجئنا إن اصبح التناقض سمة عيش ، والانفصام طريق يؤدي الى الجنه ، فيما المثاليات اصبحت تؤدي الى ما وراء الشمس او القضبان ، ومن قبح المسلّمات ان تتصدّر الغوغائية في هذا الزمان مجالس القرار والحلول ، وبرغم زخم المسميّات وتقلّب المتغيرات ، تبقى هذه للابد محسوبة على الثوابت ،، ” الحقيقة والعاطفه ” ، وإن كرهنا ، وجهان لحياة واحده ، 

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد