بعض الطين وحل – هيثم العجلوني – فلوريدا

العالم الآن – ..يسألني قادمون من بلادٍ ينخرُ جسدها الفساد ويحكمها زعماء مريضون بالسيطرة والسطوه والزعامة ، لا يقبلون نصيحة ولا مجرّد فكرة ان يفكّر احداً سواهم في الرئاسه ، يشكلون حكوماتهم من بطانتهم او في احسن الاحوال مناطقياً وليس منطقياً ، من بلاد برغم كثرة وتنوّع ثرواتها ، ابناؤها بلا عمل ولا امل ، او مصطفّون على ابواب سفارات العالم طالبين الهروب او الهجره ، وينتمون لامة غيومها كادحة كأبنائها ، نصف سياساتها تعفيط والنصف الاخر تفحيط ،، امة باتت كتاباتها شحيحه فلا تشتري كتباً ولا تقرأ ، ويسألون بقلق ، هل تفصحون بمصائبنا للاجانب الذين تصادقون او تعيشون وسطهم !!؟ نقول ، كيف لنا يا اخ العرب وهل نستطيع !! و دعني هنا امثل طبقة العقلاء منا ، اذ يعز علينا ويحزّ بالنفس ان نذكر بلادنا ولو حتى بكلمة سوء برغم كثرة انتقاداتنا ، فكيف لنا ان نشارك الغرباء واقع بلادنا البائس واليائس ، اذ على العكس تماماً ، نحن حتى نبالغ بالفخر ونعتدّ بانجازات جدا متواضعه ، وكلما طالنا حرج نستجير بالمضيء من التاريخ ، ونزعم اننا امة لا تكاد تخرج من كتاب حتى تدخل الى آخر ، امة حفيدة الحضارات العظمى ، تستوعب كل ثقافات العالم ولا تنام على وسادة واحده ، نوافذها مفتوحه في كل الاتجاهات ، وكل بقعة فيها متحف وتضاريسها مزهربة تعانق مزهريه ، وما زلنا يا طويلي العمر لا نساوم ، فبلادنا كما نقول لهم ، وحدها تطل على وجه الله ، وتقع تماماً عند مطلع الشمس ومربط الكبرياء ، ولكننا يا اخوة العرب ، نحن غير مسؤولين عن الحمقى والسفهاء الذين يشوهون صورة بلادهم في المهجر قاصدين !! في كل الاحوال والاوحال ، نحن بشر مصنوعون من طين ، ولكن بعضٌ الطين كما تعلمون وحْل ،،، واعذروني ان خانني التعبير ….🦅🌴