القمم العربية … بقلم : خالد أحمد الضمور – الأردن …
العالم الآن – مع بداية وعيي كان لي أن احضر مؤتمرا كشفيا عربيا سنة 1964 ضمن مجموعة كشافة الأردن للمشاركة في المؤتمر الكشفي السادس في مدينة ابو قير – الإسكندرية . من ضمن المشاركين 16 شاب وفتاة من الكرك تزامن ذلك المؤتمر مع انعقاد مؤتمر القمة العربي الثاني في الإسكندرية بحضور زعامات ذلك الزمان برئاسة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وكان موضوع اللقاء تحويل إسرائيل لمياه نهر الأردن لبحيرة طبريا ، وكوني كنت عضوا في حزب البعث العربي الاشتراكي فلقد تتلمذنا على مواكبة قضايا الأمة والوطن رغم صغر سننا وقلة وسائل التثقيف و التواصل الاجتماعي في ذلك الحين فكنا نجتهد وبنهم لقراءة كل ما يقع بين أيدينا من وسائل علمية ومعرفية لبناء قدراتنا ومعرفتنا فكرا وعقيدة . وخلال وجودنا في المؤتمر وتبادل الحديث مع أعضاء الوفود المختلفة حول موضع تحويل نهر الأردن و ما يجري في العالم العربي في ذلك الحين استطعت أن اجذب انتباه الكثير من المشاركين العرب كبارا وصغارا عند شرحي لقضية تحويل نهر الأردن ورسم الخارطة لبحيرة طبريا في مرتفعات الجولان ومجرى نهر الاردن ووجود الاحتلال الاسرائلي غرب النهر والأردن شرق النهر ومما جذب انتباهي ان الكثير من إخواننا العرب في ذلك الحين يجهلون موقع الأردن وسؤال طريف سألني إياه احد الكشافة من مصر (هي الأردن وجه ابلي ولا بحري ) استغرب الكثير منهم وعي طالب لازال على مقاعد الدراسة يشرح قضية سياسية مع الرسم لخارطة المشروع ولمجري نهر الأردن وسرقة مياهه ولقد أجبت على أسئلتهم بوعي لقضية سياسية . تابع معي قبل أيام احد أحفادي الاحتفال بيوم الكرامة وسألنى لماذا هذا الاحتفال وعندما قلت له بمناسبة معركة الكرامة تسائل وما هي معركة الكرامة واليوم وانا اتابع مجريات المؤتمر الثلاثون للقمم العربية يسالنى عما أتابع وأيضا لا علم له بقمم عربية ولا جامعة عربية ولا يعرف من زعماء الأمة أحدا . و رغم شرحي شعرت إنني أسير عكس التيار وخارج العصر فالجهل للأمة جارف وقلت في نفسي لا يختلف المجتمعون عن حفيدي فالكل مغيب رغم حضوره.