تصادم قوى أوروبية بسبب القتال في ليبيا الذي أسفر عن مقتل 56 شخصاً
العالم الآن – قالت الأمم المتحدة يوم الخميس إن القتال بين قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) والقوات الموالية لحكومة طرابلس أسفر عن مقتل 56 شخصا وأجبر ستة آلاف آخرين على النزوح من ديارهم في العاصمة على مدى الأسبوع المنصرم، وذلك في وقت نشب فيه خلاف بين فرنسا وإيطاليا حول كيفية التعامل مع تجدد الصراع.وبعد زحفها من جهة الجنوب، توقفت قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر عند الضواحي الجنوبية لطرابلس على بعد حوالي 11 كيلومترا من وسط العاصمة.
وأثناء الليل، سمع مراسل لرويترز كان في وسط طرابلس أصوات إطلاق رصاص وانفجارات أثناء مواجهات بين قوات حفتر والقوات الموالية لحكومة رئيس الوزراء فائز السراج حول المطار الدولي السابق ومنطقة عين زارة.
وحملة حفتر للسيطرة على طرابلس هي أحدث حلقات دائرة العنف والفوضى التي تشهدها ليبيا منذ الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011.
وفي روما، طالبت إيطاليا، وهي المستعمر السابق لليبيا، فرنسا، التي تربطها علاقات وثيقة بحفتر، بالامتناع عن مساندة أي فصيل، وذلك بعدما قال دبلوماسيون إن باريس عرقلت إصدار بيان للاتحاد الأوروبي يدعو حفتر لوقف الهجوم.
وقال ماتيو سالفيني نائب رئيس الوزراء الإيطالي لراديو آر.تي.إل 102.5 ”سيكون أمرا بالغ الخطورة إذا اتضح أن فرنسا عرقلت، لأسباب اقتصادية أو تجارية، مبادرة من الاتحاد الأوروبي لتحقيق السلام في ليبيا وساندت طرفا في القتال“.
وأضاف ”بصفتي وزيرا للداخلية فلن أقف موقف المتفرج“.
ويقول مسؤولون ليبيون وفرنسيون إن فرنسا، التي تملك استثمارات نفطية في شرق ليبيا، سبق أن قدمت مساعدات عسكرية لحفتر خلال السنوات الماضية في معقله بشرق البلاد. وكانت أيضا لاعبا رئيسيا في الحرب التي اندلعت للإطاحة بالقذافي.قال سالفيني إن فرنسا سحبت مؤخرا سفيرها من روما ”لأسباب أقل أهمية بكثير“ وذلك بعد لقاء جمع زعماء من حركة خمس نجوم شريكة حزب الرابطة الذي يقوده مع محتجين من حركة ”ذوي السترات الصفراء“ الفرنسية.
وأضاف ”يعتقد البعض أن (التدخل العسكري الذي قاده حلف شمال الأطلسي في ليبيا عام 2011) في ليبيا والذي شجع عليه (الرئيس الفرنسي السابق نيكولا) ساركوزي كان مدفوعا بمصالح اقتصادية وتجارية أكثر منه بالمخاوف الإنسانية“.
وتابع ”آمل ألا نرى نفس الفيلم يتكرر مرة أخرى“.
وقالت مسودة بيان للاتحاد الأوروبي يوم الأربعاء إن هجوم حفتر على طرابلس يعرض المدنيين للخطر ويعرقل العملية السياسية ويهدد بتصعيد ذي تبعات خطيرة على ليبيا والمنطقة. وأوقفت فرنسا صدور البيان.
وقالت مصادر دبلوماسية فرنسية يوم الخميس إن فرنسا لم تعترض على دعوات لحفتر لوقف هجومه لكنها طلبت فقط إدخال تعديلات تتضمن ذكر محنة اللاجئين ووجود متشددين تصنفهم الأمم المتحدة كإرهابيين ضمن القوات المناهضة لحفتر.
وقالت أحدث إحصائية للخسائر البشرية أصدرتها منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة إن 56 شخصا قُتلوا أغلبهم مقاتلون كما أُصيب 266 آخرون في طرابلس. وأضافت أن بعض القتلى مدنيون وبينهم طبيبان وسائق سيارة إسعاف.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن عدد الأشخاص الذين نزحوا من ديارهم تضاعف إلى مثليه خلال الثماني وأربعين ساعة الماضية ليصل إلى ستة آلاف شخص.
وإلى جانب العواقب الإنسانية، يهدد تجدد الصراع في ليبيا بعرقلة إمدادات النفط وزيادة الهجرة عبر البحر المتوسط إلى أوروبا وإجهاض خطة السلام التي أعدتها الأمم المتحدة وتشجيع الإسلاميين المتشددين على استغلال الفوضى.
وليبيا نقطة عبور رئيسية للمهاجرين الذين تدفقوا إلى أوروبا في السنوات الأخيرة بتدبير من عصابات الاتجار في البشر.
وزحفت قوات الجيش الوطني الليبي من معقلها في شرق ليبيا للسيطرة على الجنوب ذي الكثافة السكانية المنخفضة والغني بالنفط في وقت سابق هذا العام، قبل أن تبدأ قبل أسبوع الزحف نحو طرابلس حيث تتمركز حكومة السراج المعترف بها دوليا.
” رويترز “