شقيق لجين الهذلول يصرح بأن أخته تعرضت للتعذيب والتهديد بالقتل
العالم الآن – تأجلت محاكمة 11 ناشطة سعودية في مجال حقوق المرأة محتجزات منذ مايو / أيار الماضي لأجل غير مسمي.
وتواجه هؤلاء الناشطات اتهامات عدة من بينها التجسس، إلا أنه يعتقد أن دعواتهن المتكررة للتصدي لنظام ولاية الرجل فى المملكة ودفاعهن عن حق المرأة في قيادة السيارة قبل إقراره في يونيو/ حزيران الماضي هي السبب وراء احتجازهن.
وأفادت أسر الناشطات المحتجزات، لوكالة رويترز للأنباء، بأن القاضي أجل جلسة المحاكمة “لأسباب خاصة”.
ومنذ احتجاز هؤلاء الناشطات، نشر الكثير من التفاصيل حول مزاعم إساءة معاملتهن على يد السلطات.
وتحدث وليد الهذلول أخو الناشطة لجين الهذلول مع بي بي سي قائلا إن “أخته مصدومة مما حدث لها وأنها تفضل أن تبقى في السجن على أن يفرج عنها بعد أن تمت الإساءة لسمعتها خلال احتجازها”.
وأضاف وليد الهذلول، إن أخته اقتيدت بعد إلقاء القبض عليها إلى مقر احتجاز سري قرب سجن “ذهبان” شديد الحراسة في جدة.
وبحسب وليد، أكدت لجين لعائلتها أنها قبعت في الطابق السفلي من مقر الاحتجاز و”تعرضت للصعق بالكهرباء والإيهام بالغرق”.
واتهم وليد الهذلول، سعود القحطاني المقرب من ولي العهد محمد بن سلمان بالإشراف على تعذيب أخته.
وزعم وليد، أن القحطاني كان يضحك بينما كان يهدد لجين بالاغتصاب والقتل.
وكان مجموعة من البرلمانيين البريطانيين المدعومين من منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان، قد حققوا في فبراير/ شباط الماضي في مزاعم إساءة معاملة الهذلول وغيرها من الناشطات.
وخلص التحقيق إلي أن هذه الانتهاكات يمكن تصديق وقوعها.
ودعا مجلس الأمن الدولي في مارس/ أذار الماضي لإطلاق سراح المحتجزات، كما وقعت أكثر من 30 دولة من بينها 28 دولة عضو بالاتحاد الأوروبي عريضة تدين احتجاز هؤلاء الناشطات.
وتقول السلطات السعودية إن المحتجزات يتمتعن بجميع الحقوق المكفولة لهن بموجب القانون السعودي.
بينما قال وليد الهذلول إن كل التفاصيل المتعلقة بظروف احتجاز أخته تكتنفها السرية، وإن إجراءات المحاكمة تفتقر إلى الشفافية.
وأكد أن العائلة لم تعرف طبيعة التهم الموجهة للجين لمدة ستة أشهر بعد احتجازها أي حتى نوفمبر / تشرين الثاني 2018.
وبحسب الهذلول، فإن التهم الموجهة للجين تتضمن “التقدم لوظيفة لدي الأمم المتحدة والاتصال بمنظمات معنية بحقوق الإنسان”.
وأضاف أن النيابة لم تقدم أية أدلة تؤيد مزاعم التجسس.
وترفض السلطات السعودية أي انتقادات لنظامها القضائي وتصر على أنه يستند إلى الشريعة الإسلامية، لكن على مستوى التطبيق دائما ما يكتنف هذه القوانين الغموض حيث تصدر أحكاما تعسفية غالبا ما تكون حسب أهواء القضاة.
وأثارت هذه القضية تحديدا موجة من الإدانات الدولية باعتبار أنها تضر بسمعة ولى العهد السعودي محمد بن سلمان.
وبالرغم من أن بن سلمان قدم نفسه للغرب في صورة الرجل الإصلاحي الذي سمح بدور العرض السينمائي وغيرها من مظاهر الترفيه في المملكة، إلا أنه يواجه شكوكا تتعلق باحتمال تورطه في قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في أكتوبر / تشرين الأول الماضي داخل قنصلية بلاده في أسطنبول، الأمر الذى تنفيه السلطات السعودية.
ويري المراقبون أن هناك تناقضا واضحا بين الحملة التي تشنها السلطات السعودية على الناشطات في مجال حقوق الإنسان والخطوات التي يتخذها ولى العهد لإضفاء النزعة الليبرالية على المجتمع السعودي.
وبحسب المراقبين، الأسرة الحاكمة في السعودية تقود خطة الإصلاح بالوتيرة التي يختارونها لا بالطريقة التي يريدها المعارضون السلميون.
وفي بلد لا يسمح بتشكيل أي احزاب سياسية يعد هذا الأمر خطيرا.
الخطوة القادمة فيما يتعلق بمحاكمة لجين الهذلول والمتهمات الأخريات هي الاستماع لرد المحكمة على دفاع المتهمات وتم بالفعل تقديمه.
وقال وليد الهذلول إن العائلة قلقة للغاية بشأن ما يمكن أن يحدث في المستقبل القريب للجين خاصة في ظل غياب الشفافية.
وأكد أن لجين صامدة رغم كل شئ، إلا أنها تشعر بالإحباط لأن السلطات السعودية لم تحقق حتى الآن بشأن شكاواها المتعلقة بالتعذيب.
“BBC”