داعش يستهدف معسكرا لقوات حفتر في سبها

0 260

العالم الآن – تعرض مقرّ عسكري تابع لـ “الجيش الوطني الليبي” بقيادة المشير خليفة حفتر في مدينة سبها إلى هجوم مسلح أوقع تسعة قتلى، وأعلن تنظيم “داعش” مسؤوليته عن الهجوم مشيراً إلى “تحرير كل الأسرى المحتجزين داخل المعسكر”، وهو أمر لم يتسن التحقق منه من مصادر رسمية. ومع استمرار عمليات المجموعات المحلية المسلحة المناوئة للجيش الليبي في الجنوب، تطرح تساؤلات حول هدف هذه العمليات وما قد تجنيه في ظل الوضع العسكري الجديد في المنطقة.

تصفية بالرصاص وذبح

وفي التفاصيل، تعرض أحد معسكرات الجيش الوطني جنوب ليبيا، لهجوم مسلح استمر منذ ليل الثالث من مايو (أيار) حتى ساعات الصباح الأولى من الرابع من مايو على يد مجموعات مسلحة مختلطة بحسب المصادر العسكرية هناك، وهو معسكر تستقر فيه الكتيبة 160 مشاة التابعة للجيش. وأسفر الهجوم الذي تصدى له أفراد الكتيبة عن سقوط تسعة قتلى بحسب بيانات مركز سبها الطبي، وقتلوا جميعهم تصفية بالرصاص في حين ذبح أحدهم، ويعتبر هذا الهجوم الأكبر من نوعه الذي تنفذه الجماعات المحلية المناوئة للجيش في الجنوب.

ما هو عمل الكتيبة 160 مشاة؟

يقع مقر الكتيبة 160 مشاة عند مدخل المدينة الشمالي على مسافة 10 كيلومترات عن سبها، ويحده شمالاً مستودع سبها النفطي الذي يغذي كل المنطقة بالوقود والغاز، وجنوباً مطار سبها الدولي الذي تؤمنه وحدات من مديرية الأمن الوطني، وتتبع هذه الكتيبة الجيش الوطني الليبي، وتقوم بمهام عدة منها حماية مستودع سبها النفطي، وتأمين نقاط مرورية مهمة على تخوم المدينة، كما تقع في مقرها أعمال تدريب المستجدين في الجيش، وتضم سجناً تحتجز فيه متهمين بأعمال ذات صلة بالإرهاب، وبعض كبار المتورطين في أعمال خارجة عن القانون كتهريب الوقود، وأعمال السطو المسلح وسرقة أسلاك الكهرباء.

انسحاب المهاجمين ومحاولة اللحاق بهم

بعد كر وفر، انسحبت المجموعات المهاجمة تاركة خلفها تسعة جنود جرت تصفيتهم، في حين انتشرت وحدات الكتيبة 160 في محيط المنطقة لتأمينها ومحاولة اللحاق بالمهاجمين، وجرى نقل الجثامين لمركز سبها الطبي، وتوالت ردود الفعل حول هذه العملية التي فاجأت الجميع داخل عاصمة الجنوب.

مطالبة بحماية سبها

المجلس البلدي لبلدية سبها أصدر بياناً استنكر فيه العملية التي وصفها بالإرهابية، واستهجن الطريقة التي قتل بها أفراد الجيش تصفية وذبحاً، كما أكد المجلس البلدي مطالبته القيادة العامة بالجيش الليبي بضرورة توفير قوة لحماية المرافق الحيوية بالجنوب وتأمينها، وتقديم الدعم اللازم للوحدات العسكرية الموجودة في المنطقة.
تعتبر العملية الأخيرة تطوراً ملحوظاً في عمل الجماعات المحلية المناوئة للجيش، ويقول حامد رافع الخيالي عميد بلدية سبها لـ “اندبندنت عربية”، إن هذه المجموعات كانت تنفذ عملياتها في قرى صغيرة وفي أطراف بعض المدن في الجنوب بقصد إنهاك الجيش واستنزاف قدراته، ولكن بعد أن تركز الجهد الحربي في طرابلس بدأت في تنفيذ عمليات أكثر داخل المدن الكبرى، فكان هجومها على قاعدة تمنهنت العسكرية ومن ثم الهجوم على مقر كتيبة الـ 160 مشاة، وسبق ذلك كله أكثر من هجوم على بلدة غدوة، الأمر الذي يوجب أن تضع القوات المسلحة نصب أعينها سياسة تمنع هذه الجماعات من تنفيذ عمليات أخرى تطاول بها المزيد من أبناء الجنوب.

عدم استقرار الوضع العسكري بالجنوب

لكن الوضع العسكري في الجنوب غير مستقر، فبحسب مصدر عسكري فضل عدم ذكر اسمه، فإن معظم الوحدات العسكرية انتقلت للمشاركة في معركة تحرير طرابلس، وبقيت وحدات غير كافية.

ولن تستطيع الأخيرة تأمين كل مناطق الجنوب الواسعة فضلاً عن أن الجماعات المحلية المناوئة للجيش صارت تضم بين أفرادها مجموعات متطرفة تسعى لتخفيف الضغط عن نظيراتها في طرابلس، من خلال تنفيذ عمليات تستنزف قدرات الجيش وتنشر الرعب بين الناس في إطار دفع القوات المسلحة لإرسال وحدات تؤمّن الجنوب، بالتالي يخف الضغط عن الجماعات المحاصرة في طرابلس.

حالة من الترقب والحذر في سبها

في المدينة تسود حالة من الترقب والحذر مخافة وقوع هجوم مماثل، فالوضع العسكري لا يزال كما هو، والوحدات العسكرية المحلية لا تزال غير قادرة على فهم آلية وتحركات المجموعات المسلحة، كما أن الأحداث في طرابلس تتسارع وتتعقد ويصعب معها التكهن بنهاية قريبة للحرب هناك، بالتالي استمرار قدرة مناوئي الجيش على إنجاز هجمات جديدة في أكثر من مكان.
” اندبندنت”

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد