بعد ربع قرن من إلغاء نظام الفصل العنصري.. كيف تبدو جنوب إفريقيا

0 280

العالم الآن – تغيرت حياة الملايين من أبناء جنوب أفريقيا نحو الأفضل منذ انتهاء نظام الفصل العنصري قبل ربع قرن. في ما يلي نلقي نظرة على التغيرات التي طرأت على هذا البلد خلال ربع قرن.
معدلات الفقر
تعتبر دولة جنوب أفريقيا الأكثر تطوراً من الناحية الصناعية في قارة أفريقيا، وتشمل الصناعة مختلف القطاعات من الزراعة إلى الخدمات المالية إلى السياحة. وهناك اقتصاد غير الرسمي كبير ويلعب دوراً مهماً.
وجنوب أفريقيا عضو في مجموعة البريكس التي تضم روسيا والبرازيل والهند والصين وفي مجموعة العشرين التي تعرف باسم جي 20. ورغم أن البلاد تمتلك ثاني أكبر اقتصاد في القارة الافريقية لكنها تعاني أيضاً من أشد حالات التفاوت الطبقي المتوارثة عن مرحلة الفصل العنصري إلى حد كبير.

والهوة ما بين من يملكون ومن لا يملكون شاسعة للغاية. ففي المدن الكبرى تجد ناطحات السحاب التي تعانق عنان السماء والقصور التي تحيط بها أسوار عالية وهي شواهد تبرز حجم الثروة الكبير المتوفر في هذا البلد. لكن في الوقت نفسه، وعلى بعد مرمى حجر، تجد أحياء الصفيح التي تمتد على مدى البصر.
ويمثل الفقر والبطالة أهم المشاكل التي تواجه الحكومة، وتعاني الغالبية السوداء من معدلات فقر عالية مقارنة بالآسيويين والبيض من أبناء البلد. وارتفع معدل الفقر بين السود والمختلطين خلال الفترة ما بين 2011 إلى 2015 حسب تقارير حكومية.

ساعدت السياسات الاجتماعية التي تبنتها الحكومة في تحسين حياة الفقراء إلى حد كبير عبر توفير الماء والكهرباء والصرف الصحي والرعاية الصحية بشكل مجاني، وخاصة خلال المرحلة التي تلت تفكيك نظام الفصل العنصري.

جنوب أفريقيا صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في أفريقيا، لكنها تعاني من تراجع النمو الاقتصادي مقارنة بالاقتصاديات الكبيرة النامية ويعزى ذلك بشكل أساسي إلى التوتر السياسي السائد في البلاد وانعدام الاستقرار وتراجع قطاع المناجم الذي يمثل انتاجه أحد أهم صادرات البلاد، ونتيجة لذلك تراجع مستوى معيشة السكان وعلى رأسهم الفقراء.
ويتراجع دخل الفرد بشكل مطرد منذ 2010 إذ وصل الفارق بين دخل الفقراء ودخل الاغنياء إلى أكثر من عشرة أضعاف.
أما في مجال سوق العمل فتمثل اليد العاملة السوداء أقلية في مجال الوظائف التي تتطلب مهارات عالية. ورغم أن البيض لا يمثلون سوى 10 في المئة من اليد العاملة في البلاد لكنهم الأكثر مهارة والأعلى دخلاً والأغنى، وهم أفضل من حيث التحصيل الدراسي، وبالتالي فإن نسبة البطالة بين السود هي الأعلى.
كما يعاني سوق العمل من التمييز ضد النساء بغض النظر عن اللون. ولدى الرجال فرص أفضل للحصول على وظائف مقارنة بالنساء وهم أكثر حظاً في تبوأ مناصب أهم.
ولا تتجاوز نسبة النساء بين المدراء في البلاد 30 في المئة بزيادة 10 في المئة مقارنة بعام 1995.
وكانت نسبة الرجال الذين يعملون في مجال الخدمة المنزلية عام 1995 أكثر مما هو الحال في الوقت الراهن، لكن النساء يشكلن الغالبية هذا المجال حالياً ويتجاوز عددهم مليون شخص الآن.
عام 2017 كانت هناك 35.8 جريمة قتل لكل 100 ألف من السكان وهذه النسبة هي من بين أعلى النسب عالمياً، لكن هذه النسبة زادت بشكل مطرد منذ خمس سنوات.
وكانت النسبة ضعف ذلك خلال العام الذي سبق إلغاء نظام الفصل العنصري عام 1993.
وتشعر الجماعات المدافعة عن حقوق الإنسان بالقلق تجاه تزايد الهجمات التي تستهدف الأجانب في البلاد، إذ يعيش فيها 3.6 مليون أجنبي وخاصة من أبناء زيمبابوي وموزامبيق وليسوتو من إجمالي عدد السكان البالغ 50 مليون نسمة.
وبلغت الهجمات ضد الأجانب ذروتها عام 2008 وتراجعت بعد ذلك، لكنها عادت إلى الارتفاع عام 2015 وغالباً ما تكون هذه الهجمات بسبب الخلافات على فرص العمل، وكالعادة يتهم الوافدون بأخذ فرص العمل من أبناء البلد.
من ناحية اللغات ولون البشرة فإن جنوب أفريقيا أشبه ما تكون بقوس قزح من حيث تعدديتها. ويتحدث السكان 11 لغة مستقلة ومعترفاً بها رسميا. ويأمل المسؤولون أن يساعد ذلك في تعزيز الشعور بالفخر لدى السكان الأصليين ويكرس التعددية الثقافية.
لكن أغلب سكان جنوب أفريقيا وخاصة السود يتحدثون ثلاث لغات. وحسب مسح جرى عام 2011 يتحدث 22 في المئة من المواطنين لغة اللزولو وتليها لغة كاوسا بنسبة 16 في المئة والأفريكان 13 في المئة، وتأتي اللغة الانجليزية في المرتبة الرابعة كلغة أساسية لكنها اللغة الأساسية في مجال الأعمال، وهي اللغة الثانية التي يتحدث بها أغلب السكان. ويفضل أغلب الطلاب السود دراسة الانجليزية بدلاً من الأفريكان.
” BBC “

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد