العالم الآن – استطاع الفنان السوري، جمال سليمان ترك بصمة قوية في الدراما الرمضانية عبر أعمال مميزة على مدار السنوات الماضية، ويشارك في الماراثون الجاري بمسلسل «حرملك» السوري، بجانب دور شرفي بمسلسل «زي الشمس» المصري.
جمال سليمان أكد في حواره لـ«الشرق الأوسط»، أن مسلسل «حرملك» يسعى لاستعادة أمجاد المسلسلات التاريخية. وأوضح أن تسويق بعض الأعمال الدرامية يتسبب في ظلم النجوم أحياناً. واعتبر الفارق الزمني الطويل بين عرض الجزء الأول والثاني من مسلسل «أفراح إبليس» في صالح العمل. وإلى نص الحوار.
في البداية ما الذي حمسك للمشاركة في مسلسل «حرملك»؟
- ضخامة العمل هي التي شجعتني على المشاركة، بجانب التمثيل مع عدد كبير من الأبطال في مقدمتهم سلافة معمار، ودرة، وأحمد فهمي، وباسم ياخور، وسامر المصري، ونبيل عيسى، وغيرهم، فضلاً عن تفاصيل المسلسل المهمة، التي تدور في إطار تخيلي من القرن التاسع عشر، حين بدأت الدولة العثمانية العليا بالانهيار بسبب الديون المتراكمة وانتشار الفساد والانفلات الأمني، وكل ذلك في إطار من الشخصيات والخطوط الدرامية المتشابكة العريضة.
حدثنا عن طبيعة دورك؟
- أجسد شخصية رجل اسمه جاد، قضى طفولة معذبة، ثم وهو في سن المراهقة انتسب إلى الجيش الانكشاري حيث برزت مواهبه القتالية التي جعلت منه قائداً عسكرياً تستخدمه السلطنة في قمع حالات التمرد والتي بدأت مع منتصف القرن التاسع عشر وأخذت تنتشر بغرض إسقاط السلطنة، وقد أدت هذه المسيرة إلى أن جعلت جاد مرشحاً قوياً ليكون كيخي دمشق في أعقاب الفوضى التي انتشرت بها بعد رحيل إبراهيم باشا عنها.
معنى ذلك أن العمل يعد توثيقاً لتلك الحقبة التاريخية؟
- لا هو ليس كذلك على الإطلاق، لأن العمل يستخدم الفترة التاريخية ومواصفاتها ويقوم بمزجها بكثير من الحكايات والشخصيات المتخيلة بسبب البعد الدرامي طبعاً.
هل نستطيع القول إن هذا المسلسل يعتبر انفراجة لعودة المسلسلات التاريخية مرة أخرى للساحة الدرامية العربية؟
- أتمنى أن يكون كذلك، فالمسلسل يسعى بالفعل لاستعادة أمجاد المسلسلات التاريخية، لا سيما أن الشاشات العربية تحتاج لمثل هذه النوعية من الأعمال التاريخية المهمة، وأنا أختلف مع الذين يقولون إن الأعمال التاريخية فقدت جمهورها، بل أعتقد أن ذلك مجرد تخمين غير مبني على معطيات دقيقة، ودليلي على ذلك هو المتابعة والاهتمام الذي حظي بهما المسلسل التركي «قيامة أرطغل»، وكذلك المتابعة الجيدة التي تحظى بها أعمالنا التاريخية التي تم إنجازها قبل عقد ونصف عندما يعاد عرضها.
المسلسل إنتاج سوري خاص… كيف تقيم هذه التجربة حالياً؟
- أود القول إنه قبل الحرب ومنذ 20 عاماً والإنتاج السوري الخاص هو الذي يتصدر المشهد، ولكنه مر بمراحل وظروف مختلفة آخرها ظروف الحرب في سوريا وتشتت شمل الكتاب والممثلين والمخرجين وكذلك الفنيين، حيث أصبحت الأعمال الفنية فرصة لنا كي نجتمع من جديد، والحمد لله اجتمعنا مجدداً في «حرملك» والذي لا يشتمل على ممثلين سوريين فقط، ولكن على فنانين من جنسيات أخرى كتونس ومصر.
ولماذا تم تصوير أغلب أحداث المسلسل في دولة الإمارات تحديداً؟
- بسبب ظروف سوريا الأمنية والسياسية حالياً، حيث قام النظام السوري بتهجير الكثير منا خارج البلاد، ولذلك تجدين أن جزءاً كبيراً من أعمالنا يتم تصويرها في بلدان مختلفة. وهذا العمل بالتحديد جرى تصوير معظمه في إمارة أبوظبي لأنها مقر الشركة المنتجة، ولأن حكومة أبوظبي أصدرت قوانين تشجيعية ممتازة شجعت شركات الإنتاج الفني على العمل فيها، وقد وفروا للعمل كل سبل النجاح وبالتأكيد كل العاملين يكونون مرتاحين عندما يعملون في أجواء تشجيعية.
في «حرملك» تؤدي دوراً رئيسياً ضمن الأحداث على عكس الدراما المصرية التي اكتفيت فيها بدور شرفي في مسلسل «زي الشمس»… فهل معنى ذلك أنك لم تجد عرضاً أو نصاً مغرياً بالنسبة لك في الدراما المصرية هذا العام؟
- أختلف معك في هذا لأنني في مصر انتهيت من تصوير ستين حلقة من الموسم الثاني لأفراح إبليس وهو يعرض الآن على «أو إس إن» المشفرة، فضلاً عن أنني كنت قد ارتبطت بـ«الحرملك» في وقت مبكر. أما عن مشاركتي في «زي الشمس»، فهي جاءت في وقت متأخر، وبالمناسبة ظهوري في هذا المسلسل مجرد ضيف شرف، والعمل من بطولة دينا الشربيني وسوسن بدر وريهام عبد الغفور وآخرين.
بعض رواد «السوشيال ميديا» يرون أنه من المبكر لعب دينا الشربيني دور البطولة المطلقة… ما رأيك؟
- دينا ممثلة موهوبة وقد سبق والتقيت بها في مسلسل «أفراح القبة»، حيث قدمت أداءً جميلاً، وهي طبعاً تستحق أن تكون بطلة مسلسل. ولكن إن جئنا للحقيقة فالمشكلة ليست في بطولة المسلسل، المشكلة في طريقة التسويق، فأنا أعتقد أن بعض الأشخاص أو الجهات عندما تحاول الترويج لفنان أو فنانة فإنهم يفعلون ذلك بطريقة فيها الكثير من الاستعجال والمبالغة مما يؤدي إلى استفزاز جزء كبير من المتابعين فتكون النتائج عكسية وغير مرغوب فيها بالمرة.
وهل اعترضت على بوستر «زي الشمس» الدعائي بعدما تصدرته دينا الشربيني، مما دفع الشركة للاعتذار لك؟
- العمل يضم عدداً من الأبطال إلى جانب دينا الشربيني مثل أحمد السعدني وريهام عبد الغفور، وأحمد داود، وكلهم نجوم أثبتوا أنفسهم خلال عدة أعمال، وبالتالي من حقهم أن يتصدروا البوستر والحملات الدعائية، أما أنا فمجرد ضيف شرف في العمل، ولا أظن أنه من المناسب وضع صورتي في أي من البوسترات الخاصة بالعمل، لا في المركز ولا حتى في مكان جانبي. والحقيقة أن هذا البوستر لم يصدر عن شركة الإنتاج، وبالتالي لم يكن الاعتذار واجباً، لكن شركة الإنتاج مشكورة اعتذرت نيابة عن صاحب هذا البوستر.
في السنوات الأخيرة ظهرت موضة تصدر نجم العمل للبوسترات الدعائية في إعلانات الـoutdoors بل وانفرادهم فيها… هل يشكل هذا يعد ظلماً لباقي أبطال العمل؟
- في مثل هذه الحالات قد يقع الظلم الأكبر على النجم أو النجمة موضوع البوستر قبل أن يقع على زملائه في العمل، وكما قلت إذا بالغت في تعظيم هذا النجم أو ذاك فإنك ستستفز الآخرين ضده وستظهره بمظهر الشخص الأناني والمتمركز حول نفسه، ولا أحد ينكر طبعاً أن النجوم هم النجوم، والنجومية لقب لا يأتي بالمجان، كما لا يمكن تصنيعه لا بالبوسترات ولا بغيرها، ولكن النجومية عملية تراكمية، وعلاقة يبنيها الفنان مع جمهوره عبر سنين طويلة.
لو جئنا للجزء الثاني من مسلسل «أفراح إبليس»… كيف تقيم عرضه على قناة مشفرة؟
- أعتقد أنها بداية جيدة فقناة «أو إس إن» لها جمهورها، وبالتالي العمل سيحظى بمتابعة ممتازة، ونحن في انتظار عرضه على القنوات غير المشفرة.
هل وجود فارق زمني مدته 8 سنوات بين الجزأين الأول والثاني في صالح العمل أم لا؟
- مؤلف العمل مجدي صابر، استطاع أن يضيف كثيراً من الأحداث والخطوط الدرامية التي تعكس ما استجد خلال السنوات الماضية، وخاصة فيما يتعلق بتنامي ظاهرتي التطرف والإرهاب، لذلك أعتقد أن فارق التوقيت بين عرض الجزء الأول والثاني في صالح المسلسل.
” الشرق الاوسط”