تزايد تدفق “قوارب الموت” من السواحل الليبية
العالم الآن – أعلنت القوات البحرية الليبية، السبت، إنقاذ 61 مهاجراً غير شرعي كانوا على متن قارب مطاطي على بعد 60 ميلاً شمال غربي مدينة الزاوية، مشيرة إلى أن المهاجرين الذين جرى إنقاذهم، من جنسيات أفريقية مختلفة (غانا ونيجيريا وإريتريا والسودان ومصر).
وقال مكتب الإعلام والثقافة البحرية إن عملية الإنقاذ نفذها زورق الدورية “فزان” التابع لجهاز حرس السواحل، قطاع طرابلس، بعد تلقيه بلاغ استغاثة أثناء دوريته في المياه الليبية، الخميس في 16 مايو (أيار).
وأوضح أن المهاجرين نقلوا إلى قاعدة طرابلس البحرية، وسلموا إلى جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية، فرع طرابلس، بعد تقديم المساعد الإنسانية والطبية اللازمة لهم.
تدفق بعد انحسار
شهد مايو تدفقاً لافتاً لقوارب المهاجرين، التي يطلق عليها في ليبيا قوارب الموت، بعد تراجع أعدادها في الأشهر الماضية. ما أثار علامات استفهام حول أسباب هذه الزيادة في هذا التوقيت، الذي يشهد توتراً أمنياً ومعارك عسكرية غرب ليبيا، وهي المنطقة التي تتركز فيها عمليات تهريب المهاجرين إلى سواحل أوروبا.
وتبرز التقارير المتتالية عن عمليات إنقاذ المهاجرين غير القانونيين، الصادرة في مايو، هذه الزيادة المضطردة في أعدادهم. وتشير تقارير صادرة عن خفر السواحل الليبية والإيطالية والألمانية التابعة لعملية صوفيا، التي يشرف عليها الاتحاد الأوروبي، إلى إنقاذ 619 مهاجراً حتى 18 مايو، منهم 12 فقط في شرق ليبيا، بينما استمر تمركز عمليات تهريب البشر في الساحل الغربي لليبيا. ومن المتوقع أن ترتفع هذه الأرقام في الأيام المتبقية من الشهر الحالي.
وبالمقارنة بأعداد المهاجرين المعلن عنها في ابريل نيسان) الماضي، فإنها بلغت 200 مهاجر فقط في الشهر المذكور، وفق ما أظهرت بيانات الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود الخارجية (فرونتكس) وحمايتها، التي اعتبرت هذا الرقم تراجعاً كبيراً في تدفقات الهجرة غير النظامية الآتية إلى القارة العجوز عبر طريق وسط المتوسط.
تزايد مفزع
وكانت “فرونتكس” قالت في أبريل إن إجمالي الوافدين عبر طريق وسط المتوسط في الأشهر الأربعة الأولى من العام 2019 بلغ حوالي 880 مهاجراً، بانخفاض نسبته 91 في المئة، مقارنة بالفترة نفسها من العام 2018، فيما يشكل التونسيون والجزائريون العدد الأكبر بين الوافدين.
وأشارت إلى أن جميع طرق الهجرة الرئيسية إلى الاتحاد الأوروبي سجلت انخفاضاً في عدد المهاجرين غير النظاميين في أبريل بنسبة 19 في المئة، مقارنة بالشهر السابق، ليصل إلى 4900 شخص.
كارثة محزنة
وكان مايو قد شهد كارثة إنسانية، حين أعلنت السلطات التونسية، في العاشر منه، وفاة 70 شخصاً على الأقل من المهاجرين الأفارقة، وإنقاذ 16 آخرين، إثر غرق مركب هجرة غير شرعية، انطلق من ليبيا.
ووقعت الحادثة في المياه الدولية قبالة المياه الإقليمية التونسيّة (أكثر من 40 ميلاً بحرياً) في ولاية صفاقس.
يأتي كل ما سبق ذكره وسط خلاف كبير حول تحمّل المسؤولية في إيواء المهاجرين، الذين يُنقذون، بين دول الاتحاد الأوروبي ما أدى في بعض الأوقات إلى تعطيل عملية صوفيا التي يشرف عليها الاتحاد في المتوسط.
وتتحمّل إيطاليا الجزء الأكبر من عمليات إيواء المهاجرين، ما دفعها إلى طلب رفع الدعم المقدم لها من الاتحاد الأوروبي في هذا المجال. وهددت أكثر من مرة بإغلاق شواطئها في وجه المهاجرين، إذا لم تتلقَ هذا العون. وكان آخرها، رفض وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني، فتح موانئ بلاده لاستقبال مهاجرين أنقذتهم سفينة إغاثة غير حكومية ألمانية قبالة المياه الليبية منذ أيام، قبل السماح بدخولهم إثر تدخل رئيس الوزراء الإيطالي شخصياً لحل هذه المسألة.
” اندبندنت”