تقارير الإعدام في كوريا الشمالية: ما مدى مصداقيتها؟

0 254

العالم الآن – يقال في وسائل علام دولية إن مبعوث كوريا الشمالية في الملف النووي أُعدم في إطار تطهير مسؤولين شاركوا في قمة فاشلة مع الولايات المتحدة.
ولكن هناك ما يدعو إلى التعامل بحذر شديد مع التقارير بشأن إعدام مسؤولين في كوريا الشمالية، إذ يصعب التحقق من صحة المزاعم التي غالبا ما تكون خاطئة.
تحدثت الحكومة ووسائل إعلام في كوريا الجنوبية في الماضي عن عمليات تطهير، لكن بعد أسابيع قليلة ظهر المسؤولون الذين من المفترض أنه تم إعدامهم بجانب الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون.
وفي هذه المرة، أخبر مصدر مجهول صحيفة في سيول أن كيم هيوك-تشول، مبعوث كوريا الشمالية السابق لدى الولايات المتحدة والشخصية الرئيسية في المحادثات التي سبقت القمة بين كيم جونغ-أون والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في هانوي، قد أعدم في مطار في بيونغيانغ.
ويزعم المصدر أن هيوك-تشول عوقب إلى جانب أربعة مسؤولين تنفيذيين آخرين بوزارة الخارجية، حيث تم اتهامهم جميعا بالتجسس لصالح الولايات المتحدة وتقديم تقارير غير جيدة عن المفاوضات دون القدرة على قراءة النوايا الأمريكية بشكل مناسب.
يُزعم أيضاً أن كيم يونغ-تشول، الذراع الأيمن للزعيم الكوري الشمالي الذي أرسل إلى واشنطن للمساعدة في ترتيب قمة هانوي، قد تم إرساله الآن إلى معسكر للعمالة وإعادة التعليم بالقرب من الحدود الصينية.
والتقرير جدير بالتصديق ظاهريا. فقد توارى هؤلاء المسؤولون الرئيسيون عن الأنظار منذ انعقاد القمة في فبراير/ شباط. من الواضح أن كيم جونغ-أون غاضب من نتائج محادثاته مع دونالد ترامب، وربما كان يبحث عن شخص يلومه.
فقد فشلت مقامرته الدبلوماسية مع الولايات المتحدة حتى الآن في تحقيق نتائج، وهو الأمر الذي يضعه تحت ضغط. فالعقوبات الاقتصادية الصارمة لا تزال سارية. وقد تعثرت المحادثات بين واشنطن وبيونغيانغ. وربما تم اتخاذ قرار في بيونغيانغ بأن على شخص ما أن يدفع الثمن.

تجدر الإشارة إلى أن صحيفة “رودونغ سينمون” الرسمية أشارت إلى “خائنين” و”مارقين” غير محددين في مقال افتتاحي بالأسبوع المنصرم. وقالت الصحيفة إن أولئك الذين “ارتكبوا (أفعالا) ضد الحزب” و”أفعالا ضد الثورية” سيخضعون “للحكم الصارم من الثورة”. ولم يتم الكشف عن أسماء، لكن الرسالة كانت واضحة.
نفذ كيم جونغ-أون عمليات إعدام في الماضي. إذ تم في عام 2013 إعدام عم كيم ذي النفوذ، جانغ سونغ-ثايك، بتهمة الخيانة. وأعلنت أجهزة المخابرات في كوريا الجنوبية وفاته قبل أيام من إعلان كوريا الشمالية عن الأمر. لكن تبين، في كثير من الأحيان، أن مثل هذه التقارير كانت أخباراً كاذبة.

الأكثر شهرة في هذه الحالات كان وفاة المغنية هيون سونغ-وول المزعومة في عام 2013، حين أعلنت الصحيفة الكورية الجنوبية ذاته أنها تعرضت لإطلاق “وابل من نيران المدافع الرشاشة بينما كان أعضاء فرقتها الموسيقية يشاهدون”.
لكن في العام الماضي، ذهبت سونغ-وول إلى سيول على رأس وفد كوري شمالي قبل دورة الألعاب الأولمبية الشتوية وهي في أبهى حللها، مرتدية معطفا من الفرو. وهي الآن واحدة من أهم النساء في كوريا الشمالية.
وفي عام 2016، قال مسؤولو المخابرات في كوريا الجنوبية إن القائد العسكري السابق ري يونغ-غيل أُعدم بسبب الفساد. لكنه ظهر في وسائل الإعلام الحكومية بعد بضعة أشهر إثر حصوله على ترقية.
غالبا ما تكون المصادر داخل كوريا الشمالية أكثر أصول المراسلين قيمة، ولكنها أيضا واحدة من أكثر مصادر القلق لدينا، حيث لا توجد وسيلة للتحقق من مزاعمهم.
وتحاول أجهزة المخابرات في الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية التحقق من مصير كيم هيوك-تشول، لكن حتى تقرر بيونغيانغ إعلان الأمر بنفسها، قد لا نعرف أبدا ما حدث له.
” bbc”

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد