من المنوفية.. قصة الصورة الأشهر لاحتفال أسرة بفوز صلاح بـ “الشامبيونزليج” …
العالم الآن – منير حرب – حول الشاشات التف الملايين من مُشجعي كرة القدم، لمتابعة نهائي دوري أبطال أوروبا لـعام 2019، بين فريقي ليفربول وتوتنهام الإنجليزي، من بينهم أسرة بسيطة في قرية كفر الخضرة، بالمنوفية، وثق ذلك المصور “كريم عصام” لتنتشر مشاهد تشجعيهم للاعب المصري محمد صلاح وفوز فريقه على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط آلاف التعليقات حول تلك العائلة وقيمة الصورة.. مصراوي تواصل مع صاحبها للحديث عن كواليس التقاطها، سر اختيار المكان والأسرة، ومعايشته لتلك المباراة من خلال كاميرته.
منذ نحو عام، اشتهر “كريم” في قريته بالتجول في كُل مكان، والتقاط صور للعائلات والحياة في المكان عبر كاميرته “اشتغلت فترة محاسب لأني خريج تجارة، ودلوقتي في الأسقف المعلقة، لكن بحب التصوير وتوثيق الحياة في بلدنا” لذا حينما اقترح على عمه “عماد علي” الحضور إلى منزله وتصوير العائلة خلال مشاهدتهم لمباراة نهائي دوري أبطال أوروبا، وافق على الفور “اختارته لأنه الوحيد اللي عنده الريسيفر اللي بيجيب الماتش في البلد” رغم بساطة الحال لكنه يعشق الكرة منذ صغره “ميقدرش يفوت ماتش، فحوش واشتراه بـ 300 جنيه”.
في الأيام العادية يمتليء البيت بالزوار من أجل مشاهدة المباريات العالمية والإفريقية “بس في رمضان عشان التراويح والناس اللي رايحة تشتري هدوم عيد من المركز كان العدد قليل” بعد صلاة العشاء مباشرة توجه عصام رفقة عدسته إلى بيت عمه “فرشنا قدام البيت عنده، الجو كان أحسن” افترشوا حصيرة وترابيزة صغيرة وُضع عليها التلفزيون “حتى ملحقناش الجون الأول، جيه بسرعة كنا لسه بنجهز” فور جلوسهم لمشاهدة المباراة طلب منهم عدم الانتباه إليه “وهما شوية ودخلوا في جو الماتش مكونش حاسين بيا” حضر الجلسة عمه وأبنائه وأطفال من الأسرة.
التقط كريم نحو 300 صورة على الأقل للحدث “كنت مهتم أبين أجواء المكان والإضاءة، وظهور صلاح على الشاشة مع الفرحة والانتباه على وشوشهم” أراد المصور العشريني الحصول على كادر من أعلى المكان “لكن خوفت أفوت صورة حلوة لو صلاح جاب جون تاني” فيما انصب اهتمامه على طفل يرتدي تي شيرت للاعبنا المصري “عبدالصبور لاعيب أوي، في أولى ابتدائي ونفسه يطلع زي محمد صلاح”.
لم يمنع انشغال عاشق التصوير بالمنوفية، من الانفعال مع أحداث المباراة، اللحظات الصعبة التي مرت على ليفربول، الضغط الكبير من توتنهام لإدراك التعادل، ثم الهدف الثاني من أوريجي الذي أنهى على آمال المنافس “وعمي والأطفال كانوا مبسوطين، عشان صلاح كمان” بعد دقائق من انتهاء المباراة ودع كريم أسرته من أجل مطالعة نتائج الصور “اخترت 3 صور بشكل عشوائي، كنت عايز أشارك الناس الصور وسط الاحتفالات” لينشرها سريعا على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
لم يصدق كريم ما جرى، آلاف المشاهدات للصورة في دقائق “كنت قايلهم إن الصورة هتتشاف كويس بس مش للدرجة دي” يشاركها الجميع بتعليقات أثلجت صدر المصور الشاب “أكتر تعليق بسطني (من أجل هؤلاء خُلقت كرة القدم)”سعادة امتلكت قلبه طوال ساعات الليل “معرفتش أنام، الصورة عمالة تلف.. وصحفيين يكلموني، حسيت إني عملت حاجة كويسة”.
وسط هذا الزخم من الإشادة كان على كريم أن يترك كل هذا “عشان عندي شغل في الأرض بتاعتنا” تمتلك أسرته قطعة أرض “بنزرعها درة وخيار وطماطم، فضلت من بعد الفجر كام ساعة وروحت كملت فُرجة على التعليقات” بينما أبلغ عمه والأطفال بما حدث لصورهم وسط فرحة منهم خاصة الصغار “دا يخليني أكمل في مشروعي إني أوثق كل حاجة في قريتي” متمنيًا أن تأتيه فرصة قريبًا في القاهرة للعمل في مهنة التصوير بصورة احترافية.