الصفدي : جهود ملكية مكثفة لاسناد الاشقاء الفلسطينيين

0 221

العالم الآن – إذا ما قررنا حضور “ورشة عمل البحرين” سنؤكد مواقفنا ونرفض ما لا ينسجم معها

** الورشة ليست بداية التاريخ ولا نهايته

** سنقول لا بثقة لأي طرح لحل القضية الفلسطينية لا ينسجم مع ثوابتنا

** سنتعامل إيجابيا مع أي طرح إيجابي

** تم رفض العديد من الطروحات في السابق لأنها لم تلب شروط الحل

** لا سلام شاملا دون انتهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة

** أمن أشقائنا في الخليج أمننا وندعو لخفض التصعيد

** نحن دولة واثقة راسخة لها احترامها وقادرون على حماية مصالحنا

– أجرت قناة المملكة حوارا مع وزير الخارجية وشؤون المغتربين ايمن الصفدي مساء أمس الخميس تناول جملة من الموضوعات المتعلقة بالسياسة الخارجية الاردنية والقضايا الإقليمية والدولية. وفيما يلي نص الحوار :قناة المملكة: : إلى اي مدى لمستم تفهما لموقف الأردن في ما يخص الصراع الفلسطيني -الإسرائيلي ( خلال لقاءاتكم الأخيرة مع مسؤولين أوروبيين) ؟ الصفدي: هذه اللقاءات هي جزء من الدبلوماسية الأردنية المكثفة التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني من أجل الإبقاء على تواصلنا مع شركائنا وأصدقائنا في المجتمع الدولي لخدمة مصالحنا الوطنية، ولخدمة مواقفنا في ما يتعلق بالقضايا الاقليمية أيضا، وفي مقدمها القضية الفلسطينية، التي كما تعرف ويعرف الجميع، بالنسبة لنا هي القضية المركزية الاولى. ثمة شبكة علاقات راسخة ومتينة للمملكة نوظفها من أجل ان نعالج قضايانا الوطنية اقتصاديا واستثماريا الى غير ذلك، وأيضا من أجل خدمة ثوابتنا، خصوصا في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية. وجلالة الملك يقود جهودا مكثفة. التقى خلال الشهرين الماضيين عددا كبيرا من الزعماء الأوروبيين، وكل ذلك استهدف أن نبني على هذه العلاقات المتينة، وأن نكرس فهم المجتمع الدولي للموقف الأردني. نثمن المواقف الأوروبية التي في مجملها هي داعمة للمواقف الأردنية ومثمنة للدور الأردني في المنطقة، ومؤكدة على تمسكها بحل الدولتين سبيلا وحيدا لحل الصراع .
ورشة البحرين:سؤال: الملفات مترابطة في هذا الشان، خصوصا في ظل الحديث عن السياسة الخارجية الأردنية، وهذا يقودنا إلى ما تم تداولة في بعض وسائل الاعلام نقلا عن البيت الابيض حول مشاركة الأردن في ورشة البحرين، وهناك بعض المصادر الرسمية الأردنية ردت على هذه التصريحات ونفتها. ما هي حقيقة الموقف الأردني من ورشة البحرين من المشاركة من عدمها؟ الصفدي: بداية أود أن أقول إننا نحن من يعلن مواقفنا. ونحن عندما نتخذ قرارنا، سنعلنه بوضوح وبثقة وباستناد إلى مواقفنا الواضحة والثابتة والراسخة والتي يعرفها الجميع. السياسة الخارجية الأردنية تستند الى ثوابت وإلى مواقف واضحة. ثوابتنا في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية أكدها جلالة الملك بشكل لا يقبل أي تفسير. هي ثوابت واضحة: لا حل للقضية الفلسطينية إلا عبر انتهاء الإحتلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط 7 حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. هذا هو الموقف الأردني. هذا هو الموقف العربي. هذا هو الموقف الاسلامي، هذا هو الموقف الذي يدعمه العالم، ونحن لم نعلن موقفا رسميا إزاء ورشة البحرين لأننا نمارس حقنا في أن نقيم، وفي أن نشاور، وفي أن نتشاور مع أشقائنا وأصدقائنا. وعندما نتخذ القرار سنعلنه بوضوح. إذا شاركنا فنحن نشارك لنؤكد على ثوابتنا، لنقول موقفنا بوضوح وثقة. وهذا الموقف يعرفه الجميع كما قلت. إذا شاركنا فهو جزء من الاشتباك الايجابي الذي يقوده الأردن دائما من أجل التأكيد على ثوابته في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وفي أي موقف أو قضية اخرى. واذا لم نشارك فسنكون اتخذنا قرارنا بناء على تقييمنا أيضا. بالنهاية هي ورشة عمل. هي ليست نهاية التاريخ ولا بدايته. هي ورشة عمل إذا قررنا أن نذهب، نسمع وإذا كان الطرح منسجماً مع مواقفنا فنستعامل معه. اذا كان الطرح غير منسجم مع مواقفنا فسنقول لا. وهذا ليس أول مؤتمر يشارك به الأردن. كما تذكر شارك الأردن منذ فترة في مؤتمر وارسو وماذا كانت النتيجة؟ ذهب الأردن بموقف واضح أكد على ثوابته، أكد أن لا حل للقضية الفلسطينية إلا بتلبية جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمها حقه في الحرية والدولة. موقف الأردن من التوطين واضح. موقف الأردن من اللاجئين واضح. موقف الأردن من القدس واضح. وبالتالي إذا ذهبنا نذهب لنقول هذا الموقف. واذا لم نذهب فسيكون هنالك أيضا مبررات مستندة الى ثوابتنا وخدمة مصالحنا الوطنية. نحن لا نعمل في فراغ. نحن نعمل في مجتمع دولي. السؤال هو ما هي الثوابت الأردنية، وهذه واضحة. ما هو الموقف الأردني، وهذا واضح. ماذا سيقول الأردن وهذا ايضا واضح. ونحن ننسق ونقيم علينا أن نعرف ماذا سيكون في هذه الورشة، من سيحضر، ما هو مستوى التمثيل؟ وكل هذه قضايا ننظر لها بأهمية. ونحن من يقرر موعد إعلان قرارنا. وتوقيت الإعلان هو جزء من ادارة الملف. الخطة الاميركية للسلام
سؤال: ورشة عمل البحرين البعض ينظر لها بأنها نتاج لخطة السلام الأمريكية او ما يعرف بصفقة القرن. هل تعتقد بأن الجهود الأمريكية ما زالت متواصلة باتجاه هذه الخطة، خصوصا بعد التغييرات التي حدثت في اسرائيل من فشل في تشكيل الحكومة وإعادة الإنتخابات، بالإضافة الى إنتخابات تحضيرية للإنتخابات الأميركية في العام القادم؟
الصفدي: كما قلنا أكثر من مرة، لا نعرف ماذا سيقدم الأميركيون. ولسنا وحيدين في هذا الموقف. العالم كله يقول بأنهم لا يعرفون ماذا سيقدمون. الولايات المتحدة تقول إنها تدرس خطة ستقدمها عندما تكتمل. لا نعرف متى سيقدمونها وماذا سيقدمون. والكل يسأل نفس السؤال: ماذا سيكون في الخطة الاميركية ومتى ستوضع الخطة الاميركية؟لكن ما نعرفه، وما يعرفه الأميركيون، وما يعرفه العالم هو ثوابت الموقف الاردني: نريد سلام شاملا ودائما. ومن أجل ان يكون السلام شاملا ودائما، لا بد أن يلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وفي مقدمها كما قلت حقه في الحرية والدولة على خطوط 7 حزيران 67 وعاصمتها القدس الشرقية. ومرة اخرى في ما يتعلق بورشة البحرين وغيرها، أكدنا أكثر من مرة أن لا حل اقتصاديا للصراع. الحل سياسيى ومقومات ومتطلبات الحل السياسي واضحة وهذا هو الموقف الأردني وهذا ما سنقوله. وفي ما يتعلق بصفقة القرن، لنفترض أن الولايات المتحدة قدمت صفقة مقبولة وتلبي شروط تحقيق السلام، سنتعامل معها بكل ايجابية. إذا قدمت صفقة غير مقبولة ولا تلبي شروط الحل كما أعلناها وأكدناها وأكدها العالم العربي والعالم الاسلامي واستنادا إلى ثوابتنا سنقول لا.وإذا لم تكن مقبولة، لن تكون اول طرح يطرح ويرفض. طرحت عديد الطروحات في الماضي وعندما كان جزء منها مقبولا تم التعامل معه، وعندما كان غير مقبول، لم يتم التعامل معه. ونحن كما قلت بتنسيق كامل مع أشقائنا في السلطة الوطنية الفلسطينية. الأردن وفلسطين ينسقان بشكل كامل ومستمر. منطلقاتنا واحدة. ثوابتنا واحدة. ونكمل بعضنا البعض، ولكل مساحة التحرك التي يتحرك داخلها ووفق رؤيته لكيفية ادارة الملف. ولكن ننطلق من ذات الثوابت ونستهدق الاهداف ذاتها. ومرة اخرى، العالم العربي كله، العالم كله يريد سلاما شاملا ودائما. ونحن أعلنا ما هي شروط تحقيق هذا السلام. وهذا موقف أكده جلالة الملك أكثر من مرة، ويعرفه العالم كله. وبالتالي أعتقد أن علينا أن نكون واثقين من أن اَي شيء سيطرح لن يكون منسجما مع ثوابتنا سنقول له لا بكل ثقة.
سؤل: إذن هذه هي صفقة الحل العادلة بالنسبة للأردن بناءا على ما تحدثت به؟
الصفدي: الحل العادل هو الحل الذي يلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وفي مقدمها الحق في الحرية والدولة وحل قضية اللاجئين. وأعتقد أن ثوابتنا واضحة: في ما يتعلق بالتوطين، جلالة الملك أكد اكثر من مرة برفض ذلك بالمطلق. أكد أن لا حل خارج حل الدولتين. أكد أن لا حل على حساب الأردن. ونحن دولة واثقة راسخة لها علاقاتها ولها احترامها الدولي ولها مواقفها المعلنة والمحترمة. وكما كنا في السابق قادرين على الدفاع عن حقوقنا، نحن قادرون على الدفاع عن حقوقنا الآن ايضا .

العلاقات العربية والتوتر في الخليج
سؤال: الأردن يتمتع بعلاقات مميزة مع دول العالم، وهذا جراء السياسة الخارجية التي يقودها جلالة الملك. ولكن البعض يتحدث أيضا بأن هناك تباينا لربما في مواقف او حتى في مستوى العلاقات مع بعض الدول. كيف تقيم علاقة الأردن الان مع .. نتحدث تحديدا عن دول الخليج وتحديدا دولة قطر؟
الصفدي: سيدي بداية في ما يتعلق بالمواقف العربية، وخصوصا في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، جئنا للتو من مكة المكرمة، كانت هنالك قمة عربية وكان هنالك قمة إسلامية، والمواقف العربية كلها أكدت على ثوابت الحل ومرجعياته، وفي مقدمها مبادرة السلام العربية. فالموقف العربي والموقف الاسلامي المدعوم من موقف دولي يؤكد على ثوابت الحل التي ذكرت لك للتو، وهي حل الدولتين وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة. في موضوع القدس هنالك أيضا إجماع وهنالك مواقف واضحة راسخة كلها تؤكد على أن القدس الشرقية هي عاصمة الدولة الفلسطينينة التي يجب أن تقوم حرة مستقلة على التراب الوطن الفلسطيني شرطا لتحقيق السلام الدائم والشامل. علاقاتنا العربية ممتازة. علاقتنا مع المملكة العربية السعودية علاقات استراتيجية وأخوية وقائمة على تاريخ كبير من التعاون والتنسيق. علاقتنا مع دولة الإمارات العربية أيضا علاقات تاريخية وقوية وأخوية. ورأيت مخرجات اللقاءات التي أجراها جلالة الملك مع جلالة خادم الحرمين الشريفين، ومع سمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي. هذه العلاقات ثابته وراسخة. وفي ما يتعلق بقطر فأيضا علاقاتنا مع الأشقاء في قطر علاقات جيدة، وثمة تنسيق وتشاور في كل القضايا التي تعنينا. الأردن كان دائما ملتزما بناء علاقات عربية-عربية متوازنة فاعلة مبنية على الاحترام المتبادل، ومبنية على التعاون والتشاور والتنسيق إزاء التحديات التي تواجهنا جميعا لأن تاريخنا واحد، وحاضرنا واحد، وأيضا التحديات التي نواجهها في معضمها واحدة وتتطلب تنسيقا كبيرا. والأردن دائما كان داعيا وسباقا إلى التنسيق العربي وإلى بناء علاقات عربية قوية.
سؤال: كيف ينظر الأردن الى ما يحدث في منطقة الخليج الاعتداءات في خليج عمان وما سبقه من اعتداءات)؟
الصفدي: ما جرى اليوم هو تصعيد خطير. أمن الخليج العربي هو ركيزة للأمن والسلم الدوليين. وندعو الى خفض التوتر، وندعو الى العمل على إيجاد اليات فاعلة من أجل الحؤول دون تفاقم ما يجري هناك. كما أكد جلالة الملك؛ أمن المملكة العربية السعودية، أمن الامارات العربية المتحدة، أمن الخليج العربي هو جزء من أمننا، ونقف مع أشقائنا في التصدي لأي تهديد لأمنهم، ونتضامن معهم بالمطلق في حماية أمنهم وحماية استقرارهم. ودانت المملكة أمس الهجوم على مطار أبها. ونحن ندين أي عمل يستهدف أمن اشقائنا. المنطقة لا تحتاج الى مزيد من التوتر. يجب أن نعمل جميعا من أجل نزع فتيل التوتر، والبحث عن الخطوات والسبل والاجراءات التي تخفض التصعيد وتحفظ أمن واستقرارها.

–(بترا)

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد