الموريتانيون يصوتون لانتقال غير مسبوق للسلطة

0 242

العالم الآن – ينتخب الموريتانيون السبت خلفا للرئيس المنتهية ولايته محمد ولد عبد العزيز. وسيجد الرئيس الجديد نفسه خصوصا في مواجهة تحديات الحفاظ على استقرار هذا البلد الشاسع الواقع في منطقة الساحل، وتحسين الوضع الاقتصادي والأداء في مجال حقوق الإنسان.

وسيلي هذا الاقتراع أول انتقال للسطة من رئيس منتخب الى آخر في هذا البلد الذي شهد سلسلة انقلابات بين 1978 و2008، تاريخ انقلاب الجنرال محمد ولد عبد العزيز.

لكن الخصوم الخمسة لمرشح السلطة الجنرال السابق محمد ولد شيخ محمد أحمد الملقب ولد الغزواني، بسبب عدم تمكن ولد عبد العزيز من الترشح بعد ولايتين، ينتقدون مسعى ادامة نظام “عسكري” ويخشون حدوث عمليات تزوير.

وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها بشكل عام في الساعة السابعة بتوقيت غرينتش، أمام 1,5 مليون ناخب مسجل من اصل 4،5 ملايين موريتاني، ويستمر التصويت حتى الساعة 19,00 ت غ، بينما يتوقع أن تعلن أولى النتائج مطلع الأسبوع المقبل.

وفي ملعب نواكشوط الأولمبي حيث من المقرر أن يصوت ولد الغزواني، وكذلك في مكتب مجاور حيث صوت ولد عبد العزيز بعيد الساعة 08,30 ت غ، تشكلت طوابير طويلة من الناخبين مع فتح مكتب التصويت في مشهد غير معهود في هذا الحي الراقي.

ودعا ولد عبد العزيز الى اختيار رئيس يقود البلاد على “طريق الامن والاستقرار”. وحذر مرارا من “العودة الى الوراء” اذا لم ينتخب رفيق دربه ولد الغزواني.

وقد صوت الرئيس السابق للحكومة الانتقالية (2005-2007) سيدي محمد ولد بوبكر الذي يعتبر أبرز منافس لمرشح السلطة، حوالي الساعة 09,00 في المدرسة نفسها التي صوت فيها مرشح آخر هو المعارض التاريخي محمد ولد مولود.

وقال محذرا “نبقى متيقظين، وعلى استعداد للتنديد بأي محاولة للتزوير”، مشيرا إلى “مؤشرات مثيرة للقلق”، منها خصوصا غياب مراقبين دوليين وتركيبة اللجنة الانتخابية.

وشدد ولد بوبكر على ان “الشعب وشبابه لن يسمحوا بسرقة أصواتهم”، ويدعم هذا المرشح ائتلاف واسع يضم خصوصا حزب “تواصل” الإسلامي، بالاضافة الى رجل الأعمال النافذ محمد ولد بوعماتو.

-طوابير للرجال وأخرى للنساء-

ووقف الرجال والنساء جنبا الى جنب لكن في صفين منفصلين، وبدت صفوف الناخبات أقل عددا.

ويتولى كل ناخب التأشير أمام اسم المرشح الذي انتخبه على بطاقة واحدة تحمل ارقام المرشحين من واحد الى ستة ورمز كل مرشح (ميزان،سنبلة قمح، اسد، مفتاح، ابريق شاي، ماشية).
وقالت الناخبة خديجة بوبكر “الناس محتاجة لرئيس يغير اوضاعهم”.

من جهته، ذكر الناخب عبد الباقي العالم الذي وصل في وقت مبكر لأداء واجبه الانتخابي لوكالة فرانس برس “أجد في برنامج المرشح كل ما يلبي تطلعاتي”، بدون أن يكشف المرشح الذي سيصوت له.

أما عبد الله ولد الفتاح فقد عبر عن تأييده “للتغيير السلمي”. وقال “نريد تغييرا جذريا أي المساواة والتعليم والعدالة الاجتماعية”.

وتعهد مرشحو المعارضة للانتخابات الرئاسية بدعم أي مرشح منهم يتمكن من المرور الى الجولة الثانية التي ستنظم عند الضرورة في 6 تموز/يوليو.

وكان محمد ولد عبد العزيز وصل إلى السلطة على أثر انقلاب ثم انتخب في 2009 وأعيد انتخابه في 2014 في اقتراع قاطعته أحزاب المعارضة الرئيسية.

وقد أمن الرئيس المنتهية ولايته استقرار هذا البلد الذي شهد في بداية الألفية اعتداءات جهادية وعمليات خطف أجانب، وذلك عبر اتباع سياسة تقضي بتعزيز قدرات الجيش وتشديد مراقبة الأراضي وتنمية المناطق النائية.

وتتركز الانتقادات لموريتانيا على احترام الحقوق الأساسية في مجتمع يشهد عدم مساواة وفوارق اجتماعية واتنية عديدة.

وعلى الصعيد الاقتصادي، لا يزال النمو البالغ 3,6 ٪ في 2018، على الرغم من التحسن، غير كاف مقارنة بالنمو الديمغرافي، وفقا لتقرير للبنك الدولي نشر في ايار/مايو.

وأشاد البنك الدولي باستعادة “استقرار الاقتصاد الكلي”، حيث بلغ متوسط توقعات النمو السنوي 6،2 ٪ خلال الفترة 2019-2021. لكنه دعا إلى إزالة العقبات أمام القطاع الخاص، مشيرا في المقام الأول إلى صعوبات “الحصول على قروض” و “الفساد”.
” أ ف ب “

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد