لوكسبمورغ الناجحة إقتصادياً باتت وجهة مفضلة للعمالة الفرنسية

0 796
العالم الآن – باسم خطايبة -تشكل لوكسمبورغ نقطة جذب للعمال الاجانب وغالبيتهم العظمى من الفرنسيين نظرا لقوة اقتصادها ومتوسط راتب سنوي يعتبر الاعلى في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. لكن ارتفاع أسعار العقارات يدفع نصف هؤلاء الى السكن خارج حدود الدوقية الكبرى، ما يؤدي إلى ازدحام في حركة السير والقطارات. يعرف هنري ديليسكو ذلك لان الطريق تستغرق نحو ساعة و15 دقيقة لقطع مسافة 72 كم تفصل بين منزله في متز الفرنسية والحي التجاري في كيرشبرغ، في لوكسمبورغ. ويقول الرجل الخمسيني في هذا الصدد “قبل خمس سنوات، كانت المسافة تستغرق 45 دقيقة بين منزلي ومكان عملي”. ويضيف الامين العام لجمعية مستخدمي القطار الاقليمي بين ميتز ولوكسمبورغ “نواجه جمودا في تطوير البنى التحتية للطرق والسكك الحديد”. ويتابع ديليسكو “يستقل القطار الاقليمي بين فرنسا ولوكسمبورغ يوميا 12 الف مسافر في اتجاه او آخر. لا يوجد سوى خط واحد فقط الى لوكسمبورغ وخط آخر الى فرنسا”. وهناك مشاريع حاليا في لوكسمبورغ بكلفة 292 مليون يورو لمضاعفة الخطوط بين بتمبورغ (الجنوب) والحدود الفرنسية كما يقول المدير العام لشركة سكك الحديد في لوكسمبورغ ومارك وينغلر. واضاف لوكالة فرانس برس “لقد استثمرنا الكثير في المعدات المتحركة وقمنا بزيادة عدد القطارات”. في آذار/مارس، أعلنت لوكسمبورغ انها ستضخ 110 ملايين يورو إضافية في السكك الحديد المتجهة إلى فرنسا، وتشمل الاشغال توسيع الارصفة، وتعزيز إمدادات الكهرباء، وتركيب قطارات ذات سعة اكبر. والهدف هو مضاعفة عدد مستخدمي هذا القطار الاقليمي بنسبة 2,5 بحلول عام 2030. -“مستوى المعيشة”- يسكن 52% من الفرنسيين العاملين في بلدان مجاورة في بلدهم من أصل 182 ألفا ويتوقع المعهد الوطني للإحصاء في لوكسمبورغ ان يتراوح عدد العمال الأجانب بين 72 و 132 الفا بحلول عام 2035. يقول ديليسكو ان “بعض العمالة العابرة للحدود ترغب في الاستقرار في البلد لان ذلك يحد من الوقت الذي يستغرقه التنقل. ولكن بغض النظر ما إذا كان للإيجار أو الشراء، فإن من الصعوبة بمكان العثور على سكن في لوكسمبورغ عندما يكون الراتب متوسطا”. ومع سعر وسطي قدره 730 الف يورو، فإن سعر المنزل أعلى بثلاث مرات منه في منطقة اللورين المجاورة، وفقًا لبيانات من مكتب الإعلان العقاري “ات هوم.لو”. تقول سيلفي دوموتييه التي انتقلت إلى لوكسمبورغ بعد تنقل استمر عشرة أعوام بين البلدين “ادفع 2100 يورو مقابل 80 متراً مربعاً متضمنة الرسوم”. وتابعت المراة (50 عاما) “لا يمكن مقارنة الامر من حيث مستوى المعيشة. هنا لا ادفع ضريبة السكن او ضريبة الأملاك ليست هناك الضرائب الموجودة في فرنسا والتي تشكل عبئا ثقيلا”. يبلغ متوسط الراتب السنوي في لوكسمبورغ 50,453 يورو وفقا لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، اي اكثر بنسبة 46% مقارنة بفرنسا. من جهته، يقول انطوان اوبرلاندر “بعد فترة، وبفضل لوكسمبورغ، تمكنا من الحصول على مكان وحياة سهلة نسبيا”. وعمل خبير الكمبيوتر هناك لأكثر من خمسة عشر عاما قبل أن يعود إلى فرنسا. وأوضح هذا الوالد “لو بقيت في لوكسمبورغ ، لكان لدينا 2500 يورو أكثر في الشهر”. لكن بالنسبة له، فإن “لوكسمبورغ بمثابة فخ”. ويتابع “كنا حصلنا على الكثير من المال لكننا سنرغم على العمل في لوكسمبورغ لسداد قرض الرهن العقاري، وثمن السيارة، دون أن يكون لدينا خيار المغادرة”. في عام 2016، دفع أصحاب العمل في لوكسمبورغ مبلغ 10,6 مليار يورو إلى العمالة العابرة للحدود، ما يجعل الدوقية الكبرى ثالث وجهة في أوروبا، وفقا لارقام “يوروستات”، وراء ألمانيا وسويسرا.
مقالات ذات الصلة

اترك رد