تحذير من الجامعة العربية من أثر تداعيات الحفريات الإسرائيلية

0 338

العالم الآن – أدانت الجامعة العربية افتتاح سلطات الاحتلال الإسرائيلي نفق ما يسمى «طريق الحجاج» في البلدة القديمة، أسفل بلدة سلوان في مدينة القدس المحتلة، باتجاه المسجد الأقصى، والذي شارك في افتتاحه كل من سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، والموفد الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، بما يؤكد «الانحياز المطلق والتبني الكامل من ممثلي الإدارة الأميركية للمشروعات الاستيطانية التهويدية في القدس، خلافاً للإجماع والشرعية الدولية»، في حين دعا أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، الدول العربية والإسلامية إلى اتخاذ الإجراءات العاجلة لتأمين الحماية الدولية للفلسطينيين.
وحذر الدكتور سعيد أبو علي، الأمين العام المساعد، رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة، في تصريح أمس، من النتائج والتداعيات الخطيرة التي ستترتب على استمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلية في الحفريات بمدينة القدس المحتلة، مؤكداً: «عدم شرعية هذه الإجراءات الإسرائيلية الاستيطانية العنصرية، التي تعد انتهاكاً لجميع قرارات الشرعية الدولية والقوانين والمعاهدات والاتفاقيات الموقعة، والرفض المطلق لجميع المحاولات الإسرائيلية الرامية لتغيير هوية البلدة القديمة للقدس المحتلة وطابعها؛ خصوصاً الحرم القدسي الشريف والمواقع الإسلامية والمسيحية الملاصقة له».
وشدد أبو علي على أن «هذه الممارسات الإسرائيلية تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، الذي يعتبر القدس مدينة محتلة وتراثاً إسلامياً خالصاً، لا حق لغير المسلمين فيه، حسب قوانين منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو)».
وطالب بوقف جميع الحفريات الإسرائيلية غير القانونية في البلدة القديمة للقدس، والتي تتعارض بشكل صارخ مع المعايير الدولية المعتمدة، كما طالب بضرورة تدخل المجتمع الدولي والنهوض بمسؤولياته القانونية والسياسية والأخلاقية للوقف الفوري لمثل هذه الممارسات العنصرية، والتأكيد على ضرورة احترام وضع القدس الشرقية كجزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، الخاضعة لأحكام القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
من جهته، دعا أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، الدول العربية والإسلامية إلى اتخاذ الإجراءات العاجلة، واستخدام الثقل السياسي والاقتصادي المطلوب لحشد الدعم والجهود الدولية «ضد المشروع الاستيطاني الإجرامي في القدس، وتعزيز فرض العقوبات على الاحتلال الإسرائيلي، وتأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، قبل أن يسيطر العنف والتطرف على المنطقة برمتها».
جاء ذلك في رسالة رسمية وجهها عريقات إلى أمين عام جامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، وأمين عام منظمة التعاون الإسلامي، يوسف بن أحمد العثيمين، شرح فيها «أشكال وآثار العدوان الإسرائيلي الممنهج والمتواصل على فلسطين، وبشكل خاص على عاصمتها القدس المحتلة، والذي يتصاعد بشكل خطير ضد المدينة وسكانها المقدسيين، بهدف محو هويتها التاريخية العربية الفلسطينية المسيحية والإسلامية، وإلغاء الوجود الفلسطيني فيها».
وأكد في معرض رسالته أنه و«بدعم مطلق من إدارة ترمب، تنسق حكومة الاحتلال مع بلديتها غير القانونية ومستوطنيها الإرهابيين ممارساتها الاستعمارية غير القانونية والوحشية، من اقتحامات متكررة ومنظمة للمسجد الأقصى المبارك بحماية جيش الاحتلال، واجتياح القرى وإرهاب مواطنيها، وإصابة أكثر من 100 فلسطيني في نهاية الأسبوع الحالي فقط في قرية العيسوية، بسبب هجمات قوات الاحتلال الإرهابية على القرية، وقتل الشهيد الشاب محمد سمير عبيد بدم بارد واحتجاز جثمانه، ووضع الخطط لتشييد (التلفريك) لصالح تربح المستوطنين من السياحة المضللة التي تقودها حكومة الاحتلال، لإيهام العالم بأن القدس الشرقية تخضع للسيادة الإسرائيلية، وأنها جزء من (القدس الموحدة)، في الوقت الذي يستعد فيه المستوطنون الإسرائيليون للسيطرة على مبنيين تابعين للبطركية الأرثوذكسية، وهدم المنازل وتشريد سكانها قسراً، وسرقة الأرض وتوسيع الاستيطان، وفرض مزيد من القيود في وجههم، في أكبر عملية تطهير عرقي يواجهها المقدسيون من أجل تهويد المدينة وإفراغها من سكانها الأصليين».
وتابع: «اليوم، وبعد أن تمّ استقبال المبعوث الأميركي جيسون غرينبلات في ورشة عمل المنامة التي عُقدت رغم إرادة الشعب الفلسطيني، يقف مبعوث الرئيس ترمب على بعد أمتار قليلة من المسجد الأقصى المبارك، لافتتاح مشروع جديد لصالح المستوطنين الإسرائيليين في القدس المحتلة، تنضم إليه جوقة من المستوطنين، يتصدرهم السفير الأميركي في إسرائيل، وعدد من المسؤولين الإسرائيليين».
وأعرب عريقات عن الإدانة الفلسطينية الشديدة لهذا «الانتهاك الصارخ للشرعية الدولية الذي يعتبر جريمة حرب، وفقاً للقانون الدولي»، مندداً «بالسلوك الاستفزازي غير المسبوق والمدبّر من قبل حكومة الاحتلال، بالتنسيق مع إدارة ترمب لتعزيز سيادة إسرائيل على المدينة المقدسة، وتطبيع استعمارها غير القانوني، وإدامة الاحتلال، والقضاء على مبادرة السلام العربية».
ووصف عريقات الأمر «باستفزاز مدروس لمشاعر الملايين من المسلمين والمسيحيين حول العالم». وأضاف: «إن جهود إدارة ترمب التي تسعى فقط إلى تعزيز الرخاء والازدهار للمستوطنين تعزز نظام الفصل العنصري والمشروع الاستيطاني الاستعماري المفروض في فلسطين، من أجل إقامة إسرائيل الكبرى، وهذا تحديداً ما يحصل اليوم في تدشين المشروع الاستيطاني الجديد برعاية غرينبلات وفريدمان، على مشارف المسجد الأقصى المبارك».

” الشرق الاوسط”

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد