فرقة” نايا” النسائية…تستحضر عيون التراث العربي والفلكلور الاردني في فضاءات جرش
العالم الآن – حضور أنثوي، حوارية آلات موسيقية، غناء جماعي وفردي،تنويعات من الغناء والموسيقى، لمسات انثوية، وثياب اقرب الى اللون اللؤلؤي الموشى باللون الفيروزي” لون الإحساس بالجمال”،ومزين بخطوط عربية هي مقاطع خالده، شعرا غنته نساء، او قيل في نساء.
“نايا”..الفرقة النسائية الموسيقية الاردنية، التي تأسست عام 2011، لكن المنجز أكبر بكثير من عمر السنوات، فقد سافرت كثيرا، وشاركت في مناسبات، وتطور الأداء الذي جاء مبنيا على قناعة رئيسة ومؤسسة الفرقة” د. رلى جرادات”، بأن لدينا من كنوز التراث مايستحق ان نحافظ عليه من العبث، وأن المرأة هي الأجدر بالتصدي للمهمة،وكلما مر الوقت، و”نايا” تعمل كحارسة لهذا التراث الغنائي الموسيقي العربي والاردني، مع حساسية عالية تجاه أي اجتهاد، في التغيير بهذا التراث.
في المسرح الشمالي، في فضاءات جرش، كان هذا الحضور البهي فرقة نايا، عازفات ومطربات،ينثرون البهجة في أجواء المهرجان،في حضور يحمل رسالة ان المرأة قادرة على إثبات ذاتها،وأنها شريكة اساسية، ومبدعة،وقادرة على التصدي للقضايا الكبيرة، وان هذه اللمسة الانثوية، هي دلالة للقوة والثقة والثبات، وأن استمرار “نايا” بهذا الثبات والتألق، هو بحد ذاته رسالة واضحة، بان المرأة هنا..شريكا فاعلا..ومن مبدا التكافؤ،وتقليص مساحة الذكورة المهيمنة على المشهد الحياتي بدون مبرر.
“نايا” قدمت أمسية من الزمن الجميل، امام جمهور ذوّاق ومتفاعل مع غناء وعزف صبايا” نايا”،فكانت البداية مع قالب موسيقي سماعي شتّ عربان،من أنامل العازفات” د. رلى جرادات – قانون، ود. ديما سويدان – عود، ومروة السيد – عود، وزينب سامرائي – كمان، ونادين قبعين – ايقاع، واّلاء تكروري – فلوت + ايقاع، ومي حجارة – كونترباص”، واختيار هذا الاستهلال بهذا القالب له علاقة بهوية الفرقة.
بعد ذلك تتناوب كل من “دينا هيلات، ولينا صالح” على الغناء، مع تداخل اصوات الفرقة في الأداء الجماعي.
البداية ومن تراث سوريا، ” ياجارحة قلبي”،بصوت “دينا هيلات”، صوت دافيء، واحساس يحمل المعنى، وبعدها استهلال على العود، تظهر الفنانة”لينا صالح، بموال “مريت على ديارهم بعد العشا”، ثم ” اغنية ” قتّاله”بمرافقة عازف الطبل ” احمد نواصره”.
وفي أداء جماعي مدهش ، تقدم الفرقة موشح” لما بدى يتثنى”، لتعود “دينا”،بأغنية جميلة” هالليله حلوه.
ولأن الفرقة تهتم بكنوز الغناء العربي، وتتجول بين ازاهيره،فاختارت من المغرب اغنية| ” مرسول الحب” بصوت “لينا صالح”،لتظهر الفنانه “دينا هيلات” وتغني واحدة من الروائع المصرية ” حلوين من يومنا والله”.
وصلة جميلة من التراث الاردني، وسط حماسة الجمهور، ودخول ضارب الطبل” احمد نواصرة” ، وعازف المجوز” بلال ابو جابر”، حيث تبدأ ” د. رلى” ب” شمالي ياهوى الديرة”، ثم الدلعونا، وظريف الطول، وجفرا ” لتنتهي واحدة من الأماسي الجميلة، حيث تلاقت فضاءات الأندلس،والإبداعات العربية، في المدينة العتيقة” جرش”.
وقد قام مدير المهرجان” أيمن سماوي” بتقديم درع المهرجان لرئيسة الفرقة، تكريما وتقديرا لها وفرقة”نايا”.