تصدع التحالف المؤيد للحكومة في اليمن بعد سيطرة الانفصاليين على عدن

0 249

العالم الآن – سيطر الانفصاليون الجنوبيون في اليمن على عدن، مقر الحكومة المعترف بها دوليا، مما أدى إلى تصدع التحالف الذي تقوده السعودية والذي يحاول كسر قبضة حركة الحوثي المتحالفة مع إيران على البلاد.
وهدد التحالف في وقت متأخر يوم السبت بعمل عسكري لوقف القتال وأمر الانفصاليين بالانسحاب من معسكرات الجيش التابعة للحكومة. ودعت الرياض إلى عقد قمة طارئة لاستعادة النظام.

ووصفت حكومة عبد ربه منصور هادي المدعومة من السعودية في وقت سابق خطوة المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات بأنها انقلاب.

وقال العقيد الركن تركي المالكي المتحدث باسم التحالف في بيان ”تدعو كافة المكونات والتشكيلات العسكرية من الانتقالي وقوات الحزام الأمني إلى العودة الفورية لمواقعها والانسحاب من المواقع التي استولت عليها خلال الأيام الماضية، وعدم المساس بالممتلكات العامة والخاصة“.

ووافق المجلس الانتقالي الجنوبي على وقف إطلاق النار. وقال المتحدث باسم المجلس في بيان ”استجابة المجلس الانتقالي، لبيان قيادة تحالف دعم الشرعية، والتزامه التام بإيقاف إطلاق النار“.

وقال المالكي إن التحالف أمر بوقف فوري لإطلاق النار اعتبارا من الساعة الواحدة صباحا بالتوقيت المحلي يوم الأحد وأنه سيستخدم القوة العسكرية ضد من ينتهكون وقف إطلاق النار.

وعقدت أعمال العنف جهود الأمم المتحدة الرامية لإنهاء الحرب المستمرة منذ أربع سنوات والتي قتلت عشرات الآلاف ودفعت أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية إلى شفا المجاعة.

وقالت مصادر طبية إن الاشتباكات على مدى أربعة أيام بين الانفصاليين والقوات الحكومية أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن تسعة مدنيين وأكثر من 20 مقاتلا. وأدت المعارك إلى محاصرة المدنيين في منازلهم مع تضاؤل إمدادات المياه.

وقال قائد عسكري من المجلس الانتقالي الجنوبي إن الانفصاليين يجرون محادثات للسيطرة سلميا على القصر الرئاسي الخاوي في منطقة كريتر بعد أن قال مسؤول عسكري في السابق إن الانفصاليين سيطروا على القصر.

وقال مسؤولون حكوميون إن الانفصاليين استولوا على منزل وزير الداخلية أحمد الميسري بعد أن تم إجلاؤه من مقر إقامته بمساعدة قوات التحالف. ويقيم الرئيس هادي في العاصمة السعودية الرياض.

ودعا الأمير خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع السعودي الأطراف في عدن إلى تغليب الحكمة والحوار وتوحيد الصفوف ضد الحوثيين.

وقال الأمير خالد على تويتر“ نرفض أي استخدام للسلاح في عدن والاخلال بالأمن والاستقرار، وندعو لضبط النفس وتغليب الحكمة ومصلحة الدولة اليمنية، لذلك دعت المملكة لحوار سياسي مع الحكومة اليمنية الشرعية في مدينة جدة“.

وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية إنها قدمت دعوة للحكومة اليمنية وللأطراف الأخرى في عدن للاجتماع في الرياض لوقف ”الفتنة وتوحيد الصف، وذلك للتصدي لميليشيا الحوثي“.
وفي وقت سابق دعت الإمارات العضو في التحالف لكنها دربت وسلحت آلاف الانفصاليين الجنوبيين إلى الهدوء وحثت الجانبين على التركيز على مواجهة الحوثيين.

ودعا وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان مبعوث الأمم المتحدة لليمن مارتن جريفيث إلى بذل الجهود وممارسة الضغوط من أجل تحقيق هذا الهدف.

* ضعف قبضة التحالف

كانت الاشتباكات قد اندلعت يوم الأربعاء بين الانفصاليين وقوات الحكومة بعد أن اتهم الانفصاليون حزبا إسلاميا حليفا لهادي بالتواطؤ في هجوم صاروخي استهدف عرضا عسكريا في عدن وأعلن الحوثيون مسؤوليتهم عنه.

ويقول محللون إن الحوثيين ربما استخدموا الهجوم العسكري لاختبار قدراتهم على الأرض بعد أن خفضت الإمارات في يونيو حزيران وجودها العسكري في اليمن تحت ضغط من الحلفاء الغربيين لإنهاء الحرب ومخاوف من تصاعد التوتر مع إيران في الخليج.

وقد يضعف تحرك الانفصاليين ضد هادي قبضة التحالف في أي مفاوضات مع الحوثيين لتشكيل حكومة انتقالية لإنهاء الحرب.

وقال فارع المسلمي من مؤسسة تشاتام هاوس لرويترز ”هذا نبأ سار للحوثيين ونبأ سيئ للسعوديين… ينهي انفراد الحوثيين بالانقلاب على هادي“.

وقال نائب وزير الخارجية في حكومة الحوثي يوم السبت إن الأحداث التي وقعت في عدن أثبتت أن حكومة هادي، التي تسيطر على عدن وسلسلة من البلدات الساحلية الغربية، غير ملائمة للحكم.

وقال حسين العزي ”على القوى الرئيسية الموجودة على الأرض أن تنخرط في حوار جاد وبناء لإخراج البلد إلى طريق اتحادي يرضي الجميع في إطار وطني موحد“.

وتحاول الأمم المتحدة تطبيق اتفاق سلام في مدينة الحديدة الساحلية الرئيسية إلى الشمال من عدن لتمهيد الطريق أمام محادثات سياسية أوسع لإنهاء الحرب.
وصعد الحوثيون، الذين يسيطرون على صنعاء والحديدة والمراكز الحضرية الأخرى، ضرباتهم بالصواريخ والطائرات المسيرة على المدن السعودية، مما أدى إلى تعقيد جهود الأمم المتحدة لتنفيذ اتفاق سحب القوات في الحديدة والذي تم التوصل إليه بين الحوثيين وحكومة هادي بالسويد في ديسمبر كانون الأول.

وعلى نطاق واسع في المنطقة يعتبر الصراع في اليمن حربا بالوكالة بين السعودية وإيران. وينفى الحوثيون أن يكونوا دمى لدى إيران ويقولون إن حركتهم ثورة على الفساد.
” رويترز”

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد