تصعيد الاحتكاك التجاري بين الصين وامريكا لا يحل المشكلة

0 310

 

كتبت/فاطمة بدوى
أعلن بعض المسؤولين في الولايات المتحدة مؤخرًا أن البلادستُنفذ فرض تعريفات إضافية على الصادرات الصينية على مراحل، مما يؤدي إلى زيادة مخاطر جديدة من الاحتكاكات التجارية. تنحرف مثل هذه الممارسة عن المسار العقلاني ولا تساعد في حل المشكلة، كما لا تصب في مصالح الصين والولايات المتحدة وشعوب العالم.
منذ أكثر من عام، كانت الصين اضطرت إلى تنفيذ ثلاث جولات من الإجراءات المضادة من أجل حماية حقوقها ومصالحها المشروعة، وذلك بموقف حازم وتدابير عقلانية. وفي ظل تزايد خطر تصاعد الحرب التجارية وتأثيرها السلبي على الصين والولايات المتحدة والعالم، تعتقد الصين أنه من الضروري إلغاء التعريفات الجمركية على بضائع صينية بقيمة 550 مليار دولار أمريكي ومنع تصعيد الحرب التجارية.

أظهرت البيانات أنه في الربع الثاني من هذا العام، انخفض معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي إلى 2.1% ، أي أقل بكثير من 3.1% في الربع الأول، ويبدو أن الاقتصاد الأمريكي قد تباطأخلال الحرب التجارية. في الوقت نفسه، أفقدت تدابير زيادة التعريفات الأمريكيةالمزارعين الأميركيينأكبر سوق تصدير، وأفادت التقارير أن الآلاف من المزارع في الولايات المتحدة قد تقدمت بطلب للإفلاس هذا العام. بالإضافة إلى ذلك، تم نقل الرسوم الجمركية المرتفعة على البضائع الصينية إلى المشترين والمستهلكين الأمريكيين، مما رفع التكاليف الاقتصادية المحلية الأمريكية. وأوضح وزير الخزانة الأمريكي السابق لورنس سامرز أن حرب التعريفة الأمريكية ضد الصين “ستفشل بلا شك” ، وأن الشركات الأمريكية ستخسر تريليونات الدولارات من الأرباح المتوقعة. كما نشرت صحيفة الواشنطن بوست مؤخرًا أن ما يقرب من ثلاثة أرباع الاقتصاديين الذين شملهم الاستطلاع حكموا على أن الولايات المتحدة ستقع في حالة ركود خلال العامين المقبلين.

في الوقت نفسه، حذر البنك العالمي وصندوق النقد الدولي ووكالات أخرى مرارًا وتكرارًا من أنه إذا استمرت الاحتكاكات التجارية في التصاعد، فسيتم جر الاقتصاد العالمي إلى مزيد من الركود. في الأيام الماضية، دعا المجتمع الدولي عمومًا الولايات المتحدة إلى وقف الحمائية التجارية واحتضان العولمة التجارية.
وبما أن البلدين يعتبران أكبر اقتصادين في العالم فإن المصالح الصينية والأمريكية مندمجة بشكل عال، وظل التعاون خيارا أفضل للجانبين والتشاور هو الطريق الصحيح لحل المشاكل، ويعارض الجانب الصيني بحزم إشعالالحرب التجارية وظليبدي رغبتهفي حل المشاكل عبر التشاور والتعاون بهدوء وعقلانية، ويأمل في تهدئة الجانب الأمريكي والعودة إلى مدار حل المشاكل عقلانيا للبحث عن طريق حل المشاكل معا على أساس المساواة والاحترام المتبادل.
لا يوجد منتصر في الحرب التجارية ، بينما حل الخلافات بين الجانبين عبر التشاور والتعاونلا يخدم الصين والولايات المتحدة فحسب بل يخدم العالم كله أيضا.

مقالات ذات الصلة

اترك رد