إيران تنتقد الاوروبيين لعدم وفائهم بالتزاماتهم بموجب الاتفاق النووي

0 220

العالم الآن – شنّ رئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية الأحد هجوما على القوى الأوروبية، مؤكدا أنه لم يكن أمام إيران خيار آخر سوى تقليص التزاماتها في الاتفاق النووي بسبب “الوعود التي لم يفوا بها”.

وكان رئيس المنظمة الإيرانية علي اكبر صالحي يتحدث للصحافيين بجوار المدير العام بالنيابة للوكالة الدولية للطاقة الذرية كورنيل فيروتا الذي يزور طهران ليوم واحد.

وتأتي الزيارة غداة إعلان طهران بدء تشغيل أجهزة طرد مركزي متطورة من شأنها زيادة مخزونها من اليورانيوم المخصّب، في خفض جديد لالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

وهذه ثالث خطوة تتخذها الجمهورية الإسلامية للتنصل من التزاماتها في الاتفاق النووي في محاولة لإجبار سائر موقعي الاتفاق على الوفاء بالتزامهم عبر تخفيف العقوبات الأميركية.

وتحاول بريطانيا وفرنسا وألمانيا انقاذ الاتفاق النووي الذي بات في خطر منذ انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب منه في شكل أحادي العام الفائت وبدأ بإعادة فرض إجراءات عقابية ضد إيران.

وقال صالحي للصحافيين “كان من المفترض أن يكون الاتحاد الأوروبي بديلا من الولايات المتحدة لكن لسوء الحظ فشلوا في الوفاء بوعودهم”.

وقال في اشارة الى التسمية الرسمية للاتفاق، خطة العمل الشاملة المشتركة “سمعنا المتحدث باسم الاتحاد الاوروبي يقول إنهم ملتزمون خطة العمل الشاملة المشتركة طالما كانت ايران ملتزمة بها”.

وتابع متهكما “أنا اتساءل: هل هم ملتزمون عدم الالتزام؟ هل هم ملتزمون عدم الوفاء بالوعود؟ لسوء الحظ، قام الأوروبيون بذلك حتى الآن”.

– “طريق باتجاه واحد” –
ووصف صالحي الاتفاق النووي بأنه بات “طريقا باتجاه واحد”. وقال إنّ “الطريق كان من المفترض أن يكون باتجاهين. اذا كان سيصبح اتجاها واحدا، ستتخذ الجمهورية الإسلامية القرارات الصحيحة في الوقت الصحيح مثلما فعلت في هذه الخطوات الثلاث”.

وخلال زيارته، تم إبلاغ فيروتا ب”الأنشطة (الإيرانية) المعلنة المتعلقة ببحوث وتطوير أجهزة الطرد المركزي”، بحسب ما جاء في بيان للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وفي آخر تقرير أصدرته في 30 آب/اغسطس، ذكرت الوكالة الدولية أنها تواصل التحقق من مدى امتثال إيران لنصوص الاتفاق من خلال الكاميرات وعمليات التفتيش التي تجريها.

لكنها لمحت إلى قلقها حيال قدرتها على مواصلة عمليات التفتيش قائلة إن “التواصل المستمر (…) يحتاج إلى تعاون كامل وفي الوقت المناسب من قبل إيران”.

وحضّت فرنسا، التي تقود الجهود الأوروبية لإنقاذ الاتفاق، الأحد إيران على وقف تحركاتها باتجاه تقليص التزاماتها بالاتفاق النووي.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إن “قنوات الحوار لا تزال مفتوحة حتى اليوم” لكن “على إيران التخلي عن هذا النوع من الأعمال”.

ويرمي الاتفاق أساسا إلى تخفيف العقوبات المفروضة على إيران في مقابل وضع قيود على برنامجها النوويّ.

– تدقيق الوكالة الدولية –
اتّخذت طهران سلسلة خطوات لخفض تعهداتها بموجب الاتفاق النووي بعدما انسحبت واشنطن منه في أيار/مايو 2018 وأعادت فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية.

وفي 1 تموز/يوليو، أعلنت طهران أنها زادت مخزونها من اليورانيوم المخصّب ليتجاوز السقف الذي حدده الاتفاق (300 كلغ).

وبعد أسبوع، أعلنت أنها تجاوزت الحد الأقصى لتخصيب اليورانيوم المنصوص عليه بالاتفاق (3,67%).

والسبت، أعلنت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أنه تم تشغيل عشرين جهاز طرد مركزي من طراز “آي آر-4” وعشرين جهازا من طراز “آي آر-6” المتطور.

وبموجب الاتفاق النووي، يسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم باستخدام أجهزة طرد مركزي من الجيل الاول “آي آر -1″.

ورغم الإجراء الإيراني الأخير، شددت طهران على أنها ستواصل السماح لمفتشي الأمم المتحدة بمراقبة منشآتها النووية، تماشيًا مع ما ينص عليه الاتفاق النووي. ورداً على ذلك، أشارت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أن مفتشيها على استعداد للتأكد من مدى امتثال إيران للاتفاق.

واجرى فيروتا أيضا مباحثات مع وزير الخارجية محمد جواد ظريف.

وتأتي زيارة فيروتا لطهران قبل يوم من اجتماع فصلي مرتقب لمجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، ستتم فيه مناقشة مهمتها للتحقق والمراقبة في إيران.
” ا ف ب “

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد