الصفدي ووزير اللجوء والهجرة في لوكسمبرغ يبحثان سبل تعزيز التعاون

0 265

العالم الآن – بحث وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي اليوم الخميس، مع وزير الخارجية والشؤون الأوروبية ووزير اللجوء والهجرة في لوكسمبورغ جان أسيلبورن سبل زيادة التعاون بين البلدين واستعرض معه التطورات في المنطقة خصوصا تداعيات إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي عزمه ضم المستوطنات اللاشرعية وضم منطقة غور الأردن وشمال البحر الميت في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأكد الصفدي واسيلبورن أهمية البناء على الروابط القوية بين البلدين واستعرضا خطوات تعزيز التعاون الثنائي في المجالات كافة. وثمن الوزير الضيف الدور الرئيس والجهود المستمرة التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة. وشدد على حرص بلاده تطوير العلاقات مع المملكة في شتى المجالات وتقدير لوكسمبورغ للدور الذي تقوم به المملكة في استضافة اللاجئين السوريين وتقديم الدعم لهم، مشيرا إلى استمرار بلاده في الوقوف إلى جانب الأردن وإلى جانب كل ما من شأنه أن يعزز العلاقات بين الأردن والاتحاد الأوروبي.
وشكر الصفدي الوزير الضيف على مواقفه بلاده الداعمة للمملكة في الاتحاد الأوروبي ومواقفها إزاء القضية الفلسطينية. وفي تصريحات صحفية أعقبت اللقاء أكد الوزيران أن تنفيذ إعلان رئيس الوزراء ضم المستوطنات اللاشرعية في منطقة غور الأردن في الأراضي الفلسطينية المحتلة خرق للقانون الدولي سيقوض كل الجهود السلمية.
وقال الصفدي في تصريحاته إن العلاقات الثنائية بين البلدين تتطور بشكل جيد سواء على المستوى الثنائي أو في إطار الاتحاد الأوروبي.
واضاف “تحدثنا بالتحديد عن بعض الخطوات العملية لتفعيل التعاون” ومنها تجديد اتفاقيه للنقل الجوي والتي ستسهم في زيادة التدفق السياحي وتتيح تعاونا تجاريا أكبر. وشكر الصفدي وزير خارجية لوكسمبورغ على المواقف الثابتة لبلاده في دعم المملكة ودعم الشراكة الأردنية الاوروبية في إطار الاتحاد الأوروبي.
وأشار الصفدي إلى أن المحادثات حول قضايا المنطقة ركزت على “الإعلان الكارثي لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو عن عزمه ضم المستوطنات اللاشرعية و منطقه غور الأردن و شمال البحر الميت و فرض السيادة الاسرائيلية عليها”. وحذر الصفدي من أن تنفيذ هذا “الإعلان الكارثي سيقوض ليس فقط حل الدولتين الذي يجمع العالم تقريبا برمته على أنه السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار، ولكن أيضا سيقتل العملية السلمية برمتها لأنه سينسف الأسس التي قامت عليها الجهود السلمية بشكل عام وسيؤدي إلى ضياع عقود من الجهود الدولية من أجل تحقيق السلام.” وزاد “أكدنا على ضرورة ان يتخذ المجتمع الدولي إجراءات فاعله وسريعة لمنع تنفيذ هذا القرار.”وتابع الصفدي “قبل ان التقي معالي الوزير اجتمعت مع سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن لتأكيد ضرورة ان يتحرك مجلس الأمن والمجتمع الدولي ليمنع تنفيذ هذا القرار لأنه إذا نفذ سيكون نهاية العملية السلمية برمتها وسيدفع المنطقة باتجاه فقدان الأمل واليأس ما سيتفجر غضبا وسينعكس ليس فقط على المنطقة ولكن سيهدد الأمن والسلم الدولي”.
وقال الصفدي إن تنفيذ الإعلان الإسرائيلي “سيكون المسار الأخير في نعش العملية السلمية .” وشدد أن “الأمن لا يتأتى من خلال تكريس الاحتلال ومصادرة الأراضي وهدم البيوت وتوسيع المستوطنات اللاشرعية وخرق القانون الدولي. الأمن طريقه تحقيق السلام الشامل الذي يضمن حقوق الشعب الفلسطيني في العيش بحرية” لافتا إلى مبادرة السلام العربية التي قدمت طرحا شاملا لسلام دائم يضمن أمن إسرائيل ويحقق الأمن الحقيقي على أساس حل ينهي الاحتلال الذي بدأ في العام 1967. وأكد الصفدي “ان ضم 30% من مساحة الضفة الغربية المحتلة وفرض السيادة على المستوطنات اللاشرعية هو خرق للقانون الدولي، وهو خرق لكل قرارات الشرعية الدولية، وهو أيضا كما قلت نهاية العملية السلمية، ما يستدعي جهدا دوليا واضحا وصريحا” للتصدي له. وأضاف “نحن في المملكة يقوم جلاله الملك عبد الله الثاني حفظه الله بجهود مكثفة وتحركات دبلوماسية واسعة من اجل إسناد الأشقاء الفلسطينيين وحشد موقف دولي داعم يرفض كل القرارات الاسرائيلية الأحادية التي تهدد العملية السلمية وتهدد الأمن والسلم في المنطقة والعالم وللدفع باتجاه تحرك دولي فاعل لإطلاق جهد حقيق لتنفيذ حل الدولتين الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط 4 حزيران 1967 وعاصمتها القدس المحتلة سبيلا وحيدا لتحقيق السلام.”وأكد الصفدي أن المملكة مستمرة في هذه الجهود بالتعاون مع أشقائنا ومع أصدقائنا في المجتمع الدولي من أجل الحؤول دون تنفيذ هذا القرار الكارثي بتداعياته وانعكاساته على المنطقة وأمنها وسلمها.” وأعلن الصفدي بأن المملكة ستشارك بعد غد في اجتماع منظمه التعاون الإسلامي على المستوى الوزاري الذي دعت إليه المملكة العربية السعودية لبلورة موقف إسلامي موحد يضاف الى الموقف العربي الموحد الذي أعلن عنه في الاجتماع غير العادي لوزراء خارجية الدول العربية الذي عقد في القاهرة ودعا له الأردن بالتنسيق مع الأشقاء في دولة فلسطين وجمهورية مصر العربية من اجل التصدي لهذا القرار.
واكد الصفدي في رد على سؤال “موقفنا في الاردن واضح وثابت، أدنا هذا القرار ورفضناه ومستمرون بالعمل بالتنسيق مع الأشقاء والأصدقاء من أجل أن نحول دون قتل العملية السلمية عبر تنفيذ القرار اللاشرعي الذي يعتزم رئيس الوزراء الإسرائيلي تطبيقه.”وقال “المرحلة خطيرة. القرار غير مقبول وخطر والموقف الدولي الذي رأيناه، الموقف عربي والموقف الإسلامي والمواقف التي عبر عنها المجتمع الدولي كلها تتحدث بلغة واحدة هي أن هذا الإعلان مرفوض وأن العبث بمستقبل المنطقة شئ يرفضه العالم كله وسيكون هناك تحرك فاعل ان شاء الله من اجل الحؤول دون تطبيق هذا القرار”.
من جانبه ثمن وزير خارجية لوكسمبورغ مواقف الاْردن وقيادته الحكمية وقال “نحن في أوروبا نعتبر الاردن شريكا أساسياً لاستقرار المنطقة، وفي الحرب على داعش (الإرهاب) ونحن في المجتمع الدولي والاتحاد الاوروبي ممتنون للأردن على ما يقدمه من مساعدة للاجئين السوريين الذين يعيش 90 بالمئة منهم في المدن والقرى الاردنية”. واضاف “نحن نعلم ونقدر الأوضاع الصعبة التي يعاني منها الاردن وقد دعمنا الموقف الاوروبي، لافتا إلى القرار المفوضية الأوروبية تقديم قرض إضافي ميسر للمملكة بقيمة في تقديم 500 مليون يورو . وبخصوص اعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنجامين نتنياهو عزمه ضم أراض في الضفة الغربية وغور الاْردن قال الوزير أسيلبورن “إذا ما تحول الإعلان الاسرائيلي إلى حقيقة بعد الانتخابات الاسرائيلية فهذا يعني موت عملية السلام، وهو -اَي الإعلان- مخالف للقانون الدولي وللعديد من قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.” واستغرب اسيلبورن استخدام مثل هذه الإعلانات في الحملات الانتخابية، وقال “حتى خلال الحملات الانتخابية فإن على السياسيين ان لا يؤذوا الاخرين لمصالح انتخابية، وأن القانون الدولي لا يسمح بتغير الحدود من جانب واحد. وهذا مبدأ معمول به منذ الحرب العالمية الثانية ويجب احترامه”.
واكد اسيلبورن “ان لم يتمكن الفلسطينيون من العيش في دولتهم بأمان فلن يكون من الممكن ضمان أمن إسرائيل على المدى المتوسط والطويل”. كما شدد على أهمية احترام حق الجميع في هذه المنطقة في العيش بسلام وكرامة. وان الاحترام لهذه الحقوق هو الأساس، وأنه يجب إرسال رسالة واضحة بان احترام الشرعية الدولية وضرورة إنهاء هذا الصراع هو أمر أساسي للعالم أجمع.
–(بترا)

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد