السعودية تدين “العدوان” التركي وأمير قطر يبحث التطورات السورية مع إردوغان
العالم الآن – أدانت السعودية مساء الأربعاء ما اعتبرته “عدواناً” تركيّاً على مناطق الأكراد في شمال شرق سوريا، محذّرةً من أنّ الهجوم يُهدّد أمن المنطقة ويُقوّض جهود محاربة تنظيم الدولة الإسلاميّة المتطرّف.
وبينما أبدت الإمارات والبحرين موقفين مماثلين، أعلنت قطر أنّ أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اتّصل بالرئيس التركي رجب طيّب إردوغان وناقش معه “المستجدّات” في سوريا، من دون أن تدين الإمارة الثريّة العمليّة.
وقالت وكالة الأنباء القطريّة إنّ الشيخ تميم اتّصل بإردوغان واستعرض معه “العلاقات الاستراتيجيّة بين البلدين الشقيقين وسُبل دعمها وتعزيزها، إضافةً إلى مناقشة آخر التطوّرات الإقليميّة والدوليّة، لاسيما مستجدّات الأحداث في سوريا”.
ولم تُدن قطر، التي دعمت المعارضة السوريّة في النزاع ضدّ النظام السوري، الهجومَ التركي، رغم الانتقادات التي تعرّضت لها تركيا من دول عربية عدّة، ودعوة جامعة الدول العربيّة إلى عقد اجتماع طارئ السبت.
وقطر حليف رئيسي لتركيا منذ أن قطعت السعودية والبحرين والإمارات العلاقات معها في حزيران/يونيو 2017، فيما يشوب العلاقات التركيّة السعوديّة توتّر منذ مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده باسطنبول على أيدي عناصر سعوديّين قبل نحو عام.
وفي وقت سابق، قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجيّة السعوديّة إنّ المملكة تُدين “العدوان الذي يشنّه الجيش التركي على مناطق شمال شرق سوريا في تعدٍ سافر على وحدة واستقلال وسيادة الأراضي السوريّة”، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء الحكوميّة.
وفيما اعتبر المصدر أنّ الهجوم يُمثّل “تهديدًا للأمن والسلم الإقليمي”، حذّر من أنّه “بصرف النظر عن الذرائع التي تسوقها تركيا”، فإنّ العمليّة قد تقوّض “الجهود الدوليّة في مكافحة تنظيم داعش الإرهابي في تلك المواقع”.
وبدأت تركيا بعد ظهر الأربعاء هجوماً على مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد في شمال شرق سوريا ما تسبّب بنزوح آلاف المدنيّين، في خطوة أتت بعد حصول أنقرة على ما بدا أشبه بضوء أخضر من الولايات المتّحدة التي سحبت قوّاتها من نقاط حدوديّة.
وقُتل 15 شخصاً، بينهم ثمانية مدنيّين، في القصف التركي على مناطق سيطرة الأكراد، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً طارئاً مغلقاً الخميس لبحث الهجوم التركي، بناءً على طلب بلجيكا وفرنسا وألمانيا وبولندا وبريطانيا.
ودعمت السعوديّة جماعاتٍ مسلّحة معارضة لنظام الرئيس بشّار الأسد منذ بدء النزاع في سوريا عام 2011، في حرب قُتل فيها مئات الآلاف.
وعلى غرار السعوديّة، أدانت الإمارات بدورها “العدوان العسكري التركي على سوريا”، معتبرةً أنّه “يمثل تطوراً خطيراً واعتداءً صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة وتدخلاً صارخاً في الشأن العربي”.
كما أدانت البحرين الهجوم، مطالبةً مجلس الأمن “بالإسراع في الاضطلاع بمسؤوليّاته في التصدّي لهذا الهجوم”.
وهذا ثالث هجوم تشنّه تركيا مع فصائل سوريّة موالية لها في شمال سوريا، بعد هجوم أوّل في العام 2016 سيطرت بموجبه على مدن حدودية عدّة، وثان عام 2018 سيطرت على أثره على منطقة عفرين في شمال سوريا.
” ا ف ب “