أردوغان يهاجم منتقدي الهجوم السوري في خطاب حاد اللهجة
العالم الآن – دافع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بقوة عن توغل بلاده العسكري في شمال شرق سوريا يوم الخميس رافضا موجة انتقادات دولية ومهددا بإرسال أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ سوري إلى أوروبا.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يلقي كلمة خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك يوم 24 سبتمبر أيلول 2019. تصوير: كارلو أليجري – رويترز.
وأثار الهجوم الجوي والبري انزعاج خصوم وحلفاء تركيا الذين يقولون إنه قد يضر بالحملة على تنظيم الدولة الإسلامية، ويفاقم الأزمة الإنسانية السورية، ويعقد الصراع المستعر منذ ثمانية أعوام بدرجة أكبر.
وقال أردوغان إن العملية ضد المقاتلين الأكراد السوريين المدعومين من واشنطن ستسمح للاجئين السوريين بالعودة ”إلى ديارهم“ وتعهد بعدم السماح بفرار سجناء الدولة الإسلامية المحتجزين في سجون بشمال شرق سوريا.
وقال أردوغان في خطاب حاد اللهجة رد فيه على منتقدي العملية ”هم ليسوا صادقين، فهم يقولون كلاما مرسلا ونحن في المقابل نقوم بالأفعال وهذا هو الفارق بيننا“.وخص أردوغان بالذكر الاتحاد الأوروبي ومصر والسعودية، اللتين نددتا بالعملية التركية، وقال إنه ينبغي لهما ”أن يبتعدا“ ويتركا تركيا تخوض المعركة.
وقال الرئيس التركي لأعضاء من حزبه العدالة والتنمية في أنقرة ”لنبدأ بالسعودية. انظروا إلى المرآة. من أوصل اليمن إلى هذا الحال؟“ وذلك في إشارة إلى التدخل العسكري السعودي في اليمن.
وتساءل ”ألم يُقتل عشرات الآلاف من الناس في اليمن؟“
والعلاقات متوترة بين تركيا ومصر أيضا منذ عزل الجيش المصري الرئيس السابق محمد مرسي، حليف أردوغان، في عام 2013.
وقال أردوغان ”يا مصر، ليس لكي أن تتحدثي نهائيا. انت بلد (يحكمها) قاتل للديمقراطية“.
وقال اردوغان، موجها حديثه للاتحاد الأوروبي الذي لا تزال تركيا تتطلع للانضمام إليه رغم انتقادات الاتحاد لسجل حقوق الإنسان التركي، إن التكتل المؤلف من 28 بلدا لم يكن مخلصا أبدا مع بلاده، وحذر الاتحاد من أنه سيواجه عواقب صارمة إذا تحدث عن التحركات التركية بشكل سلبي.
وأضاف ”أيها الاتحاد الأوروبي… إذا حاولت وصم هذه العملية بأنها احتلال فإننا سنفتح الأبواب وسنرسل إليكم 3.6 مليون لاجئ“.
وتستضيف تركيا 3.6 مليون سوري. وبناء على اتفاق جرى إبرامه في 2016، قدم الاتحاد مليارات اليورو مساعدات لأنقرة مقابل تحركها لكبح تدفق المهاجرين إلى أوروبا لكن تركيا تقول إن الأموال قليلة بالمقارنة بما يصل إلى 40 مليار دولار تقول إنها انفقتها على اللاجئين.
وقال أردوغان ”ندعو هؤلاء الذين يغمضون أعينهم أمام كل هذه التطورات وينتقدون تركيا أن يتحلوا بالوعي بدلا من ذلك“.
وأضاف أنه بمجرد سيطرة تركيا على شمال شرق سوريا فإن الدولة الإسلامية ”لن تتمكن من تأسيس وجود لها في المنطقة. أود أن أقدم هذا الضمان للعالم“.
وبعدما قال مسؤول كردي سوري كبير إن الهجوم التركي سيضعف قدرة قواته في شمال شرق سوريا على حراسة السجون التي تضم أسرى التنظيم، قال أردوغان إن تركيا قادرة على التعامل مع الموقف.
وأضاف الرئيس التركي ”سنبقي في السجون كل من يتعين الإبقاء عليهم في السجن وسنعيد أولئك الذين تقبل بلدانهم استعادتهم“.
كما كرر أردوغان تأكيده خطط توطين أكثر من مليون لاجئ في شمال شرق سوريا التي قوبلت بشكوك عميقة في الولايات المتحدة وأوروبا.
وتخشى الدول الغربية من أن يشمل المشروع نقل سوريين من العرب السنة إلى مناطق يغلب عليها الأكراد في شمال شرق البلاد. لكن تركيا تقول إن أي تغيير ديمغرافي سيصحح فقط إجراءات اتخذتها السلطات الكردية بالمنطقة من قبل.
وقال أردوغان ”العرب والتركمان والأكراد وكل الجماعات العرقية الأخرى ستعود لديارها“ مضيفا أن تركيا ستبني مساكن لمليون شخص لم يعد لديهم منازل. وأضاف ”نخطط للقيام بذلك بتمويل دولي“.
” رويترز”