“الجحيم” بين التعذيب والاغتصاب.. قصص ترويها مهاجرات إلى ليبيا

0 236

العالم الآن – قالت شبكة “سي أن أن” إن آلاف المهاجرين يدفعون الأموال لنقلهم من أفريقيا إلى أوروبا، في رحلة محفوفة بالمخاطر غالبا ما تنتهي في مراكز الاحتجاز في ليبيا حيث يتعرضون لسوء المعاملة، بينما يكون مصير النساء أثناء الرحلة الاغتصاب والتعذيب.

ونقلت الشبكة قصة 22 مهاجرا من الصوماليين، وخمسة من بنغلاديش، وواحدا من اليمن، كان بحارة ليبيون ينقلونهم “كالقطيع” على ظهر سفينة.

من بينهم عبد الصمد من الصومال، الذي أمضى ست سنوات في ليبيا، ووفر المال لدفعه للمهربين للوصول إلى أوروبا، وبينما يحكي قصته ينهره حارس ليبي ويدعي كذبه.

ولا يعترف في مراكز احتجاز المهاجرين في ليبيا بأن النساء والأطفال يحتاجون إلى اهتمام خاص، وهم أيضا عرضة للإيذاء وسوء المعاملة، وفقا لمشروع الاحتجاز العالمي، وهي منظمة غير ربحية لحقوق الإنسان مقرها في جنيف.

وقالت الشبكة إن من بين النساء الثماني اللواتي أجرت معهن مقابلات في القسم المخصص للنساء والأطفال في مركز إيواء طريق السكة، كشفت سبعة منهن أنهن اغتصبن، بعضهن مرارا وتكرارا، أثناء رحلتهن إلى ليبيا. ورفضت جميعهن إعطاء أسمائهن الأخيرة. ولم تذكر أي واحدة منهن أنها اغتصبت أثناء وجودها داخل مركز الاحتجاز.

دانيت، 18 عاما، قدمت من أريتريا، كشفت أن المهربين أثناء الرحلة، ضربوا المهاجرات بالأحزمة واغتصبوهن ثم أطعموهن، ثم اغتصبوهن من جديد.

دانيت حامل، وهي مرعوبة من احتمال إنجاب طفلها داخل مركز الاحتجاز لعدم توفر الرعاية الطبية اللازمة.

أما لاكي، فهي من الصومال سافرت إلى اليمن ثم السودان قبل وصولها أخيرا إلى ليبيا، وعلى طول الطريق، طلب المهربون المزيد من المال منها، ولكن لم يكن لديها ما يكفي. ​

وتقول لـ “سي أن أن”: “تعرضت للتعذيب وأجبرت على العمل واغتصبت. ثم أصبحت حاملا وأنجبتُ طفلا”، وقالت إنها تعرضت للاغتصاب الأخير في 2018 يونيو في الكفرة، وهي بلدة في جنوب شرقي ليبيا، ثم مرة أخرى في بني وليد جنوبي طرابلس.

وأضافت أنها رأت “الجحيم” في رحلتها، طالبة من الصوماليين عدم خوض الرحلة والاستقرار في الوطن رغم الجوع.

أما منى، 17 عاما، فقد جاءت أيضا من الصومال. وأشارت إلى أنها غادرت المنزل لأن والدها توفي ولم يكن لدى والدتها أي وسيلة لإعالة أشقائها.

وفي الكفرة، طالبت المتاجرين، الذين تعتقد أنهم من الليبيين والتشاديين، بأن تدفع لهم أو أسرتها المزيد من المال. ولم تستطع تلبية طلبهم لذلك ضربوها.

وقالت: “عذبوني وفي إحدى الليالي، حاصرني ثلاثة رجال وأخذوني إلى الخارج واغتصبوني”، وأضافت وعيناها تملؤها الدموع “في تلك اللحظة، كرهت كل شيء. أردت أن أموت”.

ووفقا للبيانات التي جمعتها المنظمة الدولية للهجرة بين يونيو ويونيو من 2019، فإن هناك أكثر من 655 ألف مهاجر من أكثر من ثلاثة عشر بلدا في ليبيا، ويقبع حوالي 6,000 منهم في مراكز الاحتجاز.

وقد حثت الأمم المتحدة مرارا السلطات الليبية على الإفراج عن المهاجرين المحتجزين، وقالت إن لديها “مخاوف جدية” بشأن سلامتهم وظروفهم في خضم الصراع الدائر في البلاد.
” الحرة”

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد