«فيسبوك» تُطلق رسمياً عملتها الرقمية «ليبرا»
العالم الآن – تقدمت شركة «فيسبوك» رسمياً خطوة إلى الأمام (الاثنين) في خططها لإنشاء عملتها الرقمية «ليبرا»، على الرغم من الانتقادات الكثيرة للمشروع والانسحابات من طرف الشركاء المؤسسين.
وعقدت جمعية «ليبرا»، وهي منظمة غير ربحية تشرف على العملة الرقمية، اجتماعها الرسمي الأول في جنيف، الذي شكّلت فيه الهيكل التنظيمي للمشروع، وأعلنت الشركات الأعضاء فيه، والتي أصبحت 21 شركة بدلاً من 27 شركة، أعلنت التزامها بالمشروع عند الكشف عنه أول مرة، وذلك بسبب انسحاب عدد من الشركات من المشروع مؤخراً.
ومع أن مجلس الإدارة الذي أُعلن عنه ما زال يضم شركات كبرى مثل «أوبر» و«فودافون» و«ليفت» و«سبوتيفاي»، فإنه فقد شركات مهمة متخصصة في القطاع المالي مثل شركات «فيزا» و«ماستركارد» و«إي باي» و«باي بال».
ووقّعت الشركات الأعضاء ميثاق اتحاد «ليبرا»، وتم تشكيل مجلس إدارة للمجموعة يضم؛ ديفيد ماركوس من شركة «فيسبوك»، ومعه كاتي هاون من شركة «أندريسن هورويتز»، وباتريك إليس «باي يو»، وماثيو ديفي «كيفا»، ووينسيز سيزاريس «إكسابو»، حسب ما نقلته مجلة «تايم» الأميركية.
وقالت جمعية «ليبرا» في بيان إن 180 كياناً إضافياً – لم يتم الكشف عن هويتهم – عبروا عن اهتمامهم بالمشروع، واستوفوا المتطلبات الأولية اللازمة للانضمام له.
وفي ضربة قوية لـ«ليبرا»، أعلنت شركات «فيزا» و«ماستركارد» و«إي باي» وموقع «سترايب» يوم (الجمعة) الماضي انسحابها من مشروع عملة «ليبرا» الرقمية المقرر طرحها في منتصف 2020، والتي تواجه معارضة متزايدة من قبل سلطات تنظيم الأسواق وابتعاد شركائها.
وأكدت مجموعتا البطاقات المصرفية «فيزا» و«ماستركارد» ومنصة التجارة الإلكترونية «إي باي» وخدمة الدفع «سترايب» لوكالة الصحافة الفرنسية تخليها عن المشروع، بعد أسبوع على خطوة مماثلة قام بها موقع «باي بال» الشريك الآخر لـ«فيسبوك» في المشروع.
وقال ناطق باسم «فيزا»: «سنواصل تقييم الوضع، وسنتخذ قرارنا الأخير بموجب عدد من العوامل، بينها قدرة المجموعة على تلبية كل توقعات سلطات التنظيم بشكل مرضٍ تماماً».
ويفترض أن تؤمن «ليبرا» وسيلة دفع خارج الدوائر المصرفية التقليدية، تتيح شراء سلع أو إرسال أموال بدرجة سهولة إرسال نص فوري.
وأكدت الشركات الأربع مجدداً دعمها للأفكار التوجيهية للمشروع مثل إدخال الديمقراطية على طرق الوصول إلى الخدمات المالية أو تطوير العملات الرقمية.
وقال دانتي ديسبارت، من هيئة «ليبرا»، إن «تشكيلة هذه الهيئة يمكن أن تتوسع مع الوقت، لكن المبادئ المؤسسة لإدارة وتكنولوجيا (ليبرا) وطبيعة المشروع المفتوح، يمكن أن تؤمن ملاءة شبكة الدفع».
وكان ديسبارت قد اعترف (الجمعة) بأن «الرحلة ستكون طويلة وصعبة» بعد انسحاب «باي بال»، مؤكداً أن «إطلاق مشروع طموح مثل (ليبرا) يحتاج إلى الجرأة وبعض القوة المعنوية».
وتتعرض شبكة التواصل الاجتماعي وشركاؤها لضغوط متزايدة من السلطات التي تشعر بالقلق من الاستخدامات السيئة الممكنة للعملة، وتشير إلى السمعة السيئة لمجموعة التكنولوجيا العملاقة التي تتخذ في ولاية كاليفورنياً مقرا لها، في السرية وحماية البيانات الشخصية.
وكان وزراء مالية مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى حذروا خلال اجتماعهم الأخير في فرنسا في يوليو (تموز) الماضي من المخاطر التي تشكلها مشروعات طرح عملات افتراضية مثل (ليبرا).
وعهدت «فيسبوك» بإدارة العملة إلى شركة «ليبرا»، وهي «كونسورسيوم» لشركاء يفترض أن يستثمر كل منهم 10 ملايين دولار في المشروع.
ووجّهت وزارة الخزانة الأميركية طلبات لهؤلاء الشركاء، مطالبة بمراجعة كاملة لبرامجهم ضد غسل الأموال، حسبما ذكر مصدر قريب من الشركة المعنية.
ويفترض أن تستمع لجنة في الكونغرس الأميركي لرئيس «فيسبوك» مارك زاكربرغ في 23 أكتوبر (تشرين الأول).
” الشرق الاوسط”