العالم الآن -أماني صالح- لم يكن الرسم على الورق كافياً لها وهي صغيرة، ولذلك، اختارت هذه الفنّانة السعودية طريقة أخرى لعرض أعمالها الفنّية: الجدار.
ولطالما استحوذ على الفنّانة السعودية، حنان كمال، حبها لرسوم الكرتون. ودفعتها مخيّلتها الواسعة إلى نقل أفكارها إلى رسومات ملموسة على الورق.
ولكن لم يكن ذلك كافياً بالنسبة إلى حنان الصّغيرة، إذ قالت الفنّانة التي تبلغ من العمر 25 عاماً، في حديثها معنا: “لم يكن الورق كافياً بالنسبة لي، وأردت المزيد. ولذلك، بدأت باستخدام مواد مختلفة للتعبير عن فنّي، واخترت الجدار”.
وواجهت الفنّانة السعودية العديد من التحديات خلال رحلتها الفنّية بسبب كونها أنثى في مجالٍ يهيمن عليه الذكور، ولذلك، اختارت “P!NK !N” الذي يرمز إلى اللون الوردي والقوة الأنثوية، كلقبها التي تستخدمه في عالم الغرافيتي، لأنه “يُثبت أن الإناث يمكنهنّ ممارسة فن الغرافيتي أيضاً، وأن هذا الفن هو للجنسين معاً”.
وعبّرت كمال أيضاً عن نظرتها الإيجابية تجاه الإصلاحات الأخيرة في المملكة العربية السعودية قائلةً: “كان المجتمع يحكم علينا في الماضي، ولكن ليس بعد الآن، فأصبح داعماً لنا، بالإضافة إلى حكومتنا”.
وترغب كمال أن تُحول العالم إلى مكان مفعم بالألوان من خلال لوحاتها الجدارية، ولكن ليس ذلك فحسب، إذ تُعبّر لوحاتها أيضاً عن قضايا اجتماعيّة تتمحور حول حقوق الحيوانات، والتلوّث، وتمكين المرأة.
ويمكن أن تجد أعمالها في أنحاء السعودية، ومن إحداها جدارية في جِدّة تهدف إلى تشجيع النساء، إذ تبيّن اللوحة فتاة في وضعية التّأهب للسباق ترافقها جملة تقول “الفتيات يُدرن العالم”.
كما أن لها جدارية أخرى تتزين بكلمتي “امرأة ذهبيّة”، ويتبيّن شغف كمال لفنّها خلال عملها على هذه اللوحة حيث أصرّت على إكمالها رغم كون الطقس سيئاً وعاصفاً آنذاك في السعودية.
واستذكرت الفنّانة الموقف الذي حصل لها قائلةً: “لم تتوفر لدينا الكهرباء بسبب تحطيم العاصفة لمصدر الإنارة.. وكنت أعمل على ضوء المصباح الصادر من الهاتف المحمول”.
وبالإضافة إلى حصدها لمراكز متقدمة في العديد من المسابقات على المستوى المحلي، مثل مسابقة “Red Bull Doodle Art”، وضعت كمال بصمتها أيضاً في دبي من خلال كونها أحد المشاركين الذين ساهموا في صنع أطول جداٍريّة سُجلت بموسوعة غينيس كأطول جدارية للغرافيتي في العالم في عام 2014.” CNN ”