إسبانيا تعود إلى صناديق الاقتراع في أجواء متوترة
العالم الآن – يقترع الإسبان الأحد للمرّة الرابعة في أربع سنوات، وسط مناخ أثقلته الأزمة في كاتالونيا وصعود اليمين المتطرّف الذي يدعو إلى التشدد إزاء النزعة الانفصالية للإقليم.
وعند الساعة 13,00 ت غ بلغت نسبة المشاركة 37,93 بالمئة، أي أقل بـ3,5 نقاط مقارنة بالانتخابات الأخيرة التي أجريت في 28 نيسان/أبريل.
وبعد ستّة أشهر من انتخابات تشريعية فاز فيها من دون الحصول على غالبية مطلقة، دعا رئيس الوزراء الاشتراكي بيدرو سانشيز 37 مليون ناخب إلى منحه تفويضا واضحا من أجل وضع حدّ لعدم الاستقرار السياسي الذي تشهده البلاد منذ نحو أربع سنوات.
وبعيد إدلائه بصوته أعرب سانشيز عن أمله أن “نكون قادرين على تشكيل حكومة اعتبارا من الغد والدفع بإسبانيا للمضي قدما”.
غير أنّ كلّ استطلاعات الرأي تشير إلى أنّ الناخبين لن يمنحوه ذلك، وأنّه حتى إذا فاز في الانتخابات مرّة جديدة، فلن يحصل على غالبية وازنة وسيضطر إلى التفاوض في شكل تدريجي من أجل اقرار الموازنة والتصويت على قوانين.
وتغلق صناديق الاقتراع عند الساعة 19,00 ت غ على أن تبدأ النتائج بالظهور بعد نحو ساعتين من انتهاء التصويت.
وتشير استطلاعات الرأي إلى انّ الحزب الاشتراكي سيخسر من كتلته التي تضم حالياً 123 نائباً، وسط توقّعات أن يحقق محافظو الحزب الشعبي نتيجة أفضل من الانتخابات الأخيرة التي كانت نتائجها الأسوأ في تاريخه (66 مقعداً)، وفي ظل إمكان أن يصبح حزب اليمين المتطرف فوكس الحزب الثالث في البلاد بحصده نحو 40 مقعداً، وذلك بعدما دخل مجلس النواب في انتخابات نيسان/أبريل وحصل على 24 مقعدا.
وبحسب الاستطلاعات، فإنّ الانتخابات لن تنتج لا كتلة يسارية — حزب “نستطيع” (بوديموس) والقائمة المنشقة عنه “مزيد من البلاد” (ماس بايس) — ولا تحالفا يمينيا — الحزب الشعبي، وحزبا “الصوت” (فوكس) و”المواطنون” (سيودادانوس) الليبرالي — يحظى اي منهما بالغالبية المطلقة، 176 مقعدا من اصل 350.
-“تورا إلى الحبس!”-
وبعد مواجهات أوقعت 600 جريح أواسط تشرين الأول/أكتوبر إثر الأحكام المشددة الصادرة بحق القادة الانفصاليين لدورهم في محاولة الانفصال في 2017، يطغى على الاستحقاق ملف اقليم كاتالونيا حيث تم نشر تعزيزات أمنية لضمان أمن الانتخابات.
وأثار زعيم حزب “فوكس” سانتياغو أباسكال ضجة وجدلا بدعوته إلى حظر الأحزاب الانفصالية وإلى تعليق الحكم الذاتي في كاتالونيا وتوقيف رئيسها المؤيد للاستقلال كيم تورا.
وفي آخر تجمّع انتخابي نظمه مساء الجمعة في مدريد، هتف مناصرو حزب الصوت “تورا إلى الحبس!”.
وقالت آنا اسكوبيدو، “كنت دوماً أنتخب الحزب الشعبي ولكن في الوضع الراهن، أعتقد أنّه يجب التشدد” إزاء كاتالونيا والهجرة.
ا ف ب / خورخي غيريرو
مقترعة في زهارا دي لا سييرا في 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2019
ويقود حزب فوكس أيضاً حملة ضدّ الهجرة، ويقيم صلة بين وصول المهاجرين الافارقة وما يقول إنّه ارتفاع في نسب الجريمة في اسبانيا.
والأحد قال رافايل غارسيا البالغ 84 عاما إنه صوّت لمصلحة اليمين في مدريد دفاعا عن “وحدة إسبانيا والمتقاعدين”، من دون أن يسمي الحزب الذي اقترع لمصلحته.
– التصدي لعودة زمن فرانكو –
يسعى بيدرو سانشيز إلى حشد الكتلة اليسارية الناخبة في مواجهة صعود “فوكس” ويصف حضور هذا الحزب بأنّه بمثابة عودة لزمن الجنرال فرانكو.
ويندد سانشيز باليمين الذي لم يتردد في التحالف مع الحزب الجديد من أجل السيطرة على الأندلس، المنطقة الأكثر اكتظاظا في اسبانيا، وعلى مدريد، الأغنى، وعلى بلدية العاصمة.
وكرر سانشيز باستمرار أنّ “اسبانيا بحاجة إلى حكومة تقدّمية بهدف التصدي للفرانكوية والمتطرفين والراديكاليين”.
من جهة أخرى، لا يخفي رئيس الوزراء الإسباني أنه يفضل أن يحكم وحيداً بالاعتماد على غالبية ضعيفة بدلا من أن يسعى للتوافق مع بوديموس.
ويكرر أنّ على الأحزاب الأخرى أن تسمح لمن يحتل المرتبة الأولى بأن يحكم، وذلك من خلال التغيّب عن جلسة الثقة للحكومة في البرلمان.
وحتى الآن، يستبعد الحزب الشعبي التغيّب. غير أنّ غالبية المحللين يتوقعون أن يقوم بذلك في آخر لحظة تجنباً لمواجهة غضب الناخبين.
ويرى خوسيه اينياسيو توريبلانكا، من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، أنّ سانشيز يعتزم ضمان “تغيّب الجميع في اللحظة الأخيرة، مقابل خطر دفع الجميع إلى طريق مسدود”.
” ا ف ب”