للجوع معنى واحد .. وخطاب الزعيم واحد – د.هيثم العجلوني – فلوريدا

0 618

العالم الآن – . للرغيفِ لونٌ واحد ، وللجوعِ معنى واحد ، وللقهرِ طعمٌ واحد ، وللخطابات صلاحيّه تنتهي في زمنٍ واحد ، ورغم ان العالم يدور كما الارض التي عليها ، ما زال خطاب الزعيم العربي واحد ، مكرر منذ الخطاب الاول والتصفيق الاول ، يكرّره في كل مناسبه او ازمه او ضائقه ، مع القليل من التغييرات والإضافات ، كبعض من الآيات او الاحاديث النبويه ، او امثله مُبهّره بحكمه ، او مُحلّاةٌ ببعض الشعر احياناً ، والكثير من الزعيق والتهديد المُركّب ضمن جُملٍ طويله غالباً ، فيحصد ذات التصفيق وهتافات التضحيه بالأرواح والدماء ، خطابات مهينه ، مُقزّزه ومُعبّأه ، استحسنوا سواهم نتائجها فراحوا يسرقونها من بعضهم البعض ، حتى الجيران باتوا يقلدون صفاقة حكام العرب ، وان كانت المقارنه مجحفه ، إلا انها تصلح اليوم من اجل خاطر التوقيت ! تصوروا ، يسأل النظام العراقي اليوم شعبه الجائع الثائر برغم ثرواته ، من اين لك هذا الطعام الوفير في الميادين ، ومن الذي يُموّله عيني !! عوضاً عن اجابتهم ماذا فعلتم بقوّادين الفساد ، وأكلة حقوق العباد ، واين ذهبتم بمليارات البلاد !! فيما نظام لبنان كان الاكثر طرافه ، اذ يتساءل المحشّشون هناك ، من اين يا تُرى يأتي الثوار بهذه الشاورما والعصائر والحلويات ، ( عودك رنّان ! ) غير عابئين بأن هذه الجموع الهادره ، إنما خرجت عليكم لتسألكم لا ان تجيبكم ، من اين لكم انتم كل هذا يا اوغاد !! وبينما آيات الله في إيران ، الذين شيطنوا كُلّاً من ثورتي العراق ولبنان قبل صياح ديكهما ، خرجوا يُولولون ويشيطنون شعبهم الخارج عليهم نتيجة الفقر والعازه ، وحقه في مطالبه بالتوقف عن تبديد مليارات الشعب المحاصر على مليشيات خارجه على القوانين في بلادها !! غير ان الأظرف من ذلك كله ، ان جمهورية الثوره الاسلاميه ، والتي كانت اول انجازاتها حال انتصارها هي احتلال السفاره الامريكيه مع الطاقم مدة 444 يوماً ، انظروا حجم التسامح !! اضافة الى استعداء اربعة قارات بسلاح الابتزاز والتهديد والارهاب !! هرعت اليوم ، تشكو من المُحرّضين الشياطين والمندسّين والمتآمرين ضدها ، وكأن نظامها سويسري وحرسها الثوري سويدي ، ومتناسيةً أم الملالي بانها سيدة العهر والتآمر والعنصريه ، وانها تُعد اكبر قوه تحريضيه في العالم ، وأشرس متآمر في التاريخ على العرب بعد اسرائيل ، بل وهي التي تسعى عالمكشوف بكل ما تملك من موارد ، لتطوير اسلحتها ، وزرع مليشيات ثوريه مذهبيه في دول المنطقه ، لنسف استقرارها والسيطره عليها ! متناسية هي الاخرى بان دزينة القوميات المختلفه التي خرجت عليها ، انما خرجت لتسأل المشعوذين ، اين كانت تذهب عائدات تصدير النفط قبل الحصار ، وكم هو معدل النمو منذ انتصار الثوره ، وكم تدنّت نسبة البطاله منذ عهد الشاه ، وما هي الفوائد التي جناها الشعب من نشر وزرع مليشيات ثوريه في دول الجوار ، واين هي القدس اليوم التي اوهمتمونا بان تصنيع السلاح وبناء الحرس الثوري ، وتشكيل عشرات المليشيات المسلحه ، واستعداء الغرب والجيران ، ودفع المليارات انما بُذل من اجل تحريرها !!؟ وهكذا كما تلاحظون يا ساده ، سواء ولدت الثوره في المغرب ام في المشرق ، فان التهمة للثوار كخطابات الزعيم ايضاً واحده ! ولست ادري من الذي يحمل جينات الاخر ، العرب ام الفرس !؟، في كل الاحوال ، لقد ضُربت الانظمه القمعيه الشموليه في عامودها الفقري ، وضربت ايران في عمق كبريائها ( ثورتها ونفطها و ريالها ) ، ولكن برغم ذلك ، دعونا لا نتوقع ان يتوقف الزعيق المُخنّث ضد المتظاهرين ، والتهديد الأنثوي ضد اسرائيل ، وان الخطابات سوف تختلف والاتهامات ستتغير ! وبالمناسبه ، لو كان لي رأي مسموع ، لنصحت الشعوب بالتوقّف عن المطالبه باسقاط الانظمه الديكتاتوريه ، بل باسقاط كتبة خطاباتهم الخارجين من نعال تاريخ انظمتهم المهترئه !! .
معذره اطلت عليكم ،، وطاب الإصباح بكم …. 🦅🌴

” I can is more powerful than I.Q .”

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد