إيران.. عائلات المتظاهرين القتلى ترفض “دية الدم” من خامنئي

0 231

العالم الآن – بويا بختياري، شاب إيراني في الـ27 من العمر، قتل برصاصة في الرأس يوم 17 نوفمبر عندما كان يتظاهر سلميا ضد ارتفاع أسعار البنزين إلى جانب والدته وشقيقته في مدينة كارج القريبة من طهران.

وبينما استخدمت السلطات العنف المفرط للجم الغضب الشعبي وقتلت ألف متظاهر، أعلنت أنها ستدفع “دية القتل” لعائلات الضحايا الذين “لم يشاركوا في أعمال عنف” مثل بختياري.

لكن الأم الثكلى تعهدت بألا تقبل أبدا أي أموال مقابل دم ابنها، لأن الملايين من ريالات النظام لن تعيد لها ولدها.

وكان المرشد الأعلى علي خامنئي، قد وافق، الخميس، على تدابير لتهدئة الأزمة وسمح بدفع تعويضات مالية لأهالي المتظاهرين “غير العنيفين” الذين قتلوا على يد قوات الأمن. وقالت السلطات إن هؤلاء سيعتبرون “شهداء” وستحصل أسرهم على مزايا.

ويمنح وضع “شهيد” عموما للعسكريين الذين يقتلون على جبهات القتال. ويفتح منح هذا الوصف المجال أمام تقديم إعانات مالية لأسر وأبناء الضحايا، بالإضافة إلى تسهيلات لحصولهم على عمل أو دخولهم للجامعات.

وبحسب ما ذكر موقع خامنئي، فإن التقرير قدمه، بطلب من المرشد الأعلى، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني، ويهدف للإضاءة على “أسباب الاضطرابات” وتحديد هويات القتلى وظروف موتهم.

والدة بويا قالت في حديث مع “راديو فاردا”، إن “كل قطرة دم نزلت من جسد ابنها تساوي الملايين”.

وعلى الرغم من تهديدات النظام الرامية إلى تخويف وإسكات أسر ضحايا الاحتجاجات الأخيرة، إلا أن والديْ بويا وأهالي شبان آخرين لقوا مصرعهم بنيران قوات الأمن على مر السنين، لم يتراجعوا.

هذه الأسر، قررت الحديث إلى وسائل الإعلام المتمركزة خارج إيران لفضح ممارسات النظام التي تقتل من دون عدل أبناءها، حتى لا يصبح هؤلاء نسيا منسيا، وعلى أمل أن يلقى من قتلوهم بدم بارد في يوم ما جزاءهم.

وقالت والدة بويا وهي مدّرسة، إن وحدة الاستخبارات التابعة لوزارة التعليم استدعتها قبل يومين لتخويفها. ذلك لم يؤثر في هذه الأم التي قتل ابنها أمام عينيها، بل إنها قررت عدم دفن مأساتها بعد دفن ابنها، وكانت من أوائل أقارب الضحايا الذين تحدثوا إلى وسائل الإعلام في الخارج عما حدث لهم.

ووصفت السيدة بختياري، ابنها بأنه “بطل قومي سعى إلى الحرية والعدالة والحقيقة”، لكن السلطات عاجزة على منحها للشعب.

والد بويا، الذي يملك مشروعا تجاريا صغيرا كان يديره ابنه، والذي شارك في الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينيات لخمس سنوات، رفض وعائلته قبول تعاطف السلطات التي يرون أنها من أصدر أوامر إطلاق النار على المتظاهرين.

واختار على عكس ذلك، نشر صورة لولي عهد شاه إيران المنفي رضا بهلوي على حسابه على إنستغرام وشكره على اتصاله بعائلته وتقديم تعازيه، على غرار ما قام به العديد من الأقارب والأصدقاء والناشطين.

تحدي الأسرة هذا، يعرضها للخطر، إذ يعتبر النظام أن أي تعبير إيجابي إزاء العائلة المالكة السابقة يساوي الخيانة.

التكتيكات ذاتها لجأ إليها النظام في عام 2009 لإسكات أسر ضحايا الاحتجاجات الرافضة لنتائج الانتخابات الرئاسية وعرضت المال على عدد من الأهالي.

ولعل أبرز هؤلاء الشابة ندا آغا سلطان، التي كانت في الـ26 من عمرها، وشاهد العالم كيف سلبت منها حياتها عندما أطلقت عليها ميليشيا الباسيج النار أثناء مشاركتها في الاحتجاجات بطريقة سلمية. في محاولة بائسة، سعت السلطات إلى شراء الأسرة بالمال ووعدت بالقبض على قاتلها بل إن هدية من خامنئي نفسه كانت على الطاولة مقابل سكوتها.

والدة ندا، أبلغت “راديو فاردا” بأن هدية خامنئي أعيدت إليه من دون أن يتم لمسها. وكانت عبارة عن مزهرية تحمل توقيعه.

وأضافت “قلت للقاضي لم أكن أريد أموال مقابل دم ابنتي، أردت العثور على قاتل طفلي”، وأردفت “لقد مرت ثماني سنوات منذ ذلك الحين وما زلت أنتظر”.

الشابة ندا أصبحت رمزا لوحشية النظام الإيراني عندما تم عرض لقطات لحظاتها الأخيرة على شاشات التلفزيون في جميع أنحاء العالم. وقالت التايمز إن مقتلها “ربما يكون أكثر الوفيات التي شهدها تاريخ البشرية على نطاق واسع”.

لكن يبدو أن السلطات الإيرانية تعلمت درسا جيدا في 2009. فبمجرد اجتياح الاحتجاجات شتى مناطق البلاد، قطعت الانترنت لمنع انتشار لقطات أظهرت ردها الوحشي على المتظاهرين من الوصول إلى وسائل الإعلام في الخارج.

لكن الصور ومقاطع الفيديو الدامية وصلت إلى من أراد مشاهدتها رغم أنف النظام.
” الحرة”

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد