لقاء الشاعرة سمر نادر – لبنان

0 1٬050

العالم الآن –

نبذة قصيرة عن السيرة الذاتية للشاعرة اللبنانية سمر نادر .

السؤال الأول :
أين تصنف سمر نفسها في داخل الحقل الأدبي الذي بات واضحا أنه متعدد الذائقة

– الحقل الأدبي غنيّ ومواسمه وافرة ، فيه التين والزبيب ، فيه القمح و العسل والخمر المعتّق.
وأنا في مرآة شمسي أراني سنبلة بالغة الرهافة والشاعرية تغوص حواسها في سهول ذهبية شديدة التوهّج والخصوبة.
وأنا في مرآة لغتي أنثى تجاوزت الخوف من أدغال اللغة حتى أمطرتها سماوات الدهشة وسكنت المسافة الفاصلة بين البوح والجنون.
وأنا في مرآة ذاتي شاعرة تناغمت مع قصائدها كما النهر مع فيضه ، كما الجرح مع نزفه ، كما الجسد مع الروح.

السؤال الثاني :
نتحدث عن الشخصيات الأدبية الملهمة التي بلورت وصقلت الشخصية الأدبية للشاعرة سمر نادر

 

– اول ما تفتحت براعم قراءاتي كانت في بساتين جبران وكأنه “انجيلي الثاني ” الذي تركت بصمته عبيرها الاخاذ في حنايا الروح ،
ابهرني بصوره و خياله واختياره للمفردات وحتى اليوم كلما اقرأه يجتاحني شعور بأنها قراءتي الاولى.
ثم تنقلت في حدائق الشغف وقطفت ما فيها من شعر وروايات ؛ قرأت للسياب، نزار قباني ،صلاح عبد الصبور ، درويش ، سميح القاسم ، وديع سعادة ،نازك الملائكة ، وغيرهم كثر لا يسعني تعدادهم كلهم ؛
اعادني سؤالك لسنوات في الذاكرة لعمر الثالثة عشر ، لأول رواية قرأتها لمرغريت ميتشل “ذهب مع الريح” وقتها تملكتني بهجة وكأن الكون كله بين كفيّ ، اما اليوم فقد اتاحت لي التكنولوجيا عبر نافذتها
الواسعة أن تعرّش افكاري وتتعمق جذوري حيث تهوى في احواض الادب العالمي .
باختصار ….
انا قارئة نهمة اقرأ كل كتاب تقع عيني عليه ويشدّني بسحره.

سؤال الثالث :
عن إنتاجك الأدبي أدرت ديوانا واحدا بعنوان إمرأة من نار
كيف تشكل هذا الديوان ومتى أصدر و ماذا أضاف لك كأول إطلالة لك على جمهورك المتابع
وما هي الأصداء التي تلت إصدار الديوان
وهل سيكون لك إصدارات في الوقت القادم

-إن تسمية نتاج ادبي فضفاضة جدا” لديوان واحد هو ثمرة قصائد ونصوص لمرحلة من عمر العشرين كان هاجسي الاول فيها طباعة كتاب فأنا ولدت في بيت متذوق عاشق للشعر الشعبي و”العتابا “؛ و ديوان “امرأة من نار” تجربتي الاولى ، صدر في ٢٠٠٧ لكنه لم يترك اصداء لامعة لسوء في النشر والتوزيع ولأن اطلالتي كانت خجولة
فأنا بطبعي اكره الاضواء.
لهذا السبب لم أنشر حتى اليوم ديوان آخر مع أن تجربتي قد نضجت جدا قاموس مفرداتي أصبح أغنى وأثرى وأشمل. لم يضف لي الديوان شيء سوى انه زوّدني بشحنة فرح ٍ غامر توازي فرح الأم بمولدها الجديد.
هذا الفرح أنتظر ولادته الثانية بالتحضير لمجموعتين :
الأولى نصوص بعنوان
” بكَ أعبر فوضاي” قيد الانجاز ،
والثانية جمع كل ما تركه جدي من قصائد في محاولة لأن يكون
أرثاً ثقافياً لعائلتي.

السؤال الرابع :
المعروف أن لبنان له خصوصية جدا في كل المجالات وتحديدا تلك الأدبية ،
كيف ساهمت لبنان في تشكيل الوعي الأول لك
وماذا يمكن أن تقولي الآن لوطنك لبنان في ظل الأزمات المتلاحقة ؟

سأختصر الإجابة واقول انا إبنة الحرب وعيت على الحرب وكبرت مع الحرب وبالشعر حاولت دائما” إلغاء حرف الراء ليبقى فقط الحب.
رغم كل الأزمات والحروب كان ولا يزال لبنان بالنسبة لي بوصلة القلب .
هل تكفيك إجابتي ؟؟؟!

السؤال الخامس :
يدور حديث كبير بين جمهورين الأول يقول أنه من المستحيل فصل الثقافي عن السياسي والآخر يقول انه ليس ضروريا أن يدمج بين الثقافي والسياسي
الشاعرة سمر نادر أين تجد نفسها في هذا السجال
وهل يمكن للشاعر أن يكون بلا موقف ؟

الثقافة جدول ضوء رقراق
والسياسة ضفة موحلة ،
(هذا رأيي الخاص)
لا إستغناء لواحد عن الآخر ، متلازمان بقدر ما هما مختلفان ، والشاعر رسول بيئته ومجتمعه اذاً لا بد ان يكون في عمق المشهد السياسي .
اما عني ، أكره السياسة والخوض في غمارها لأني مؤمنة أن الشعر روح خلقت فقط من أجل الإرتقاء بنا نحو فضاءات الجمال.

 

السؤال السادس ”
في ظل تمريس مفهوم السلطة الأبوية وجدنا نماذج نسوية استطاعت أن.تحفر إسمها في ذاكرة الشعوب والمجتمعات
هل تعتقد الشاعرة سمر أنها وفي اثناء تواجدها في حقل أدبي تهيمن عليه الرجال فإنها تؤكد على إمتياز ونجاح المرأة وقدرتها على التواجد في كل الحالات ؟

-مجتمعنا شرقي جدا” ورغم كل التقدم والتطور مازال فيما يخص المرأة رهينة افكاره الصدئة ومهما حاولت المرأة اثبات وجودها تبقى في خلفية المشهد الثقافي و الاجتماعي ليس لأنها غير كفؤة او لا تتمتع بقدر عالٍ من الذكاء والابداع لكن لأن الرجل في مجتمعنا لا يؤمن بقدراتها و لا يعتبرها منافسا” او ندا” له.

السؤال السابع.:
كيف توفق سمر نادر بين شخصيتها الإنسان وشخصيتها الأدبية و الى أي الشخصيات تنسحب أكثر وترتاح أكثر .؟

الشاعر مرآة ذاته ، وعليه لا امتلك شخصيتين ابداً ولا ارتاح لواحدة اكثر
من الأخرى ،أنا امارس إنسانيتي بشاعرية وأعيش شاعريتي بأنسانية بكل شفافية ودفق وعشق للحياة

السؤال الثامن :
في ظل انفجار موجات السوشيال ميديا وما لازمها من.انحطاط.للذائقة الأدبية عند.كلا الطرفين اثماتب والمتلقي هل صار من الضروري إيجاد طريقة للحفاظ على هوية الأدب وتحصينه ؟

الثورة الثقافية الإلكترونية ظاهرة فرضت نفسها بقوة على واقعنا ، صحيح انها وفرت للكثيرين سهولة الانتشار ومشاركة الاخرين كتاباتهم واراءهم والتفاعل عبر الصفحات والمواقع الاجتماعية واعطتنا فرصة لإغناء افكارنا وزيادة معرفتنا الاّ انها بالوقت نفسه بكثرة الاخطاء وركاكة النصوص (وهنا لا اعمم) افقدت الادب خصوصيته وسلبت الكتاب اهميته وهويته (الى حد ما) .
ولا أتصور انه يمكننا إيجاد طريقة للحفاظ على هوية الأدب الاّ من خلال التركيز على ثقافة المتلقي و ذائقة القارئ و تمييزه واختياره الدقيق والواعي لما يمكنه متابعته عبر السوشيال ميديا.

السؤال التاسع :
هل صحيح أن جمال المرأة الكاتبة والشاعرة يطغى أحيانا على نصوصها وأدبها من وجهة نظر المتلقي
بمعنى هل تذوب الصورة الجميلة داخل النص
أم تبقى ندا له ؟
وهل توافقين على أن بعض الجمهور يتبع الشكل لا اللغة ؟

الجمال جمال له سطوته الرهيبة في شتى مجالاته و وجوهه وهذا ينطبق ايضا” على جمالية النص الذي يفرض وجوده ويسحب من رئتيك شهقة الدهشة رغما” عنك . قد يطغى جمال الشاعرة على قصيدتها حتى نظنهما واحد والعكس وبالعكس .
وهنا أرفع صوتي لأقول ثمة الكثير من القصائد الباهتة لمعت او( تمّ تلميعها) في صفحات التواصل الاجتماعي بسبب إعجاب المتابعين بالشاعرة الجميلة.

رأيي بصراحة تامة كختام لحوارنا
نص جميل مع وجه جميل نعمة
نص رديء مع وجه جميل نقمة.

سمر نادر

…..

حرر هذا الحوار في 12 مايو 2018

 

 

مقالات ذات الصلة

اترك رد