كشف سر انتفاخ وريد برقبة تمثال لمايكل أنجلو
العالم الآن – في الغالبية العظمى من المنحوتات، وفي فسيولوجيا الحياة اليومية للأشخاص الأحياء، فإن أحد أوردة الرقبة وهي «الوريد الوداجي» تبدو غير مرئية، وذلك لأنها لا تظهر إلا في حالات محددة.
ولكن إحدى تحف عصر النهضة، وهي تمثال ديفيد أو داود – كما يسميه البعض -، للفنان الإيطالي الشهير مايكل أنجلو، يظهر فيها هذا الوريد الذي يحمل الدم من الرأس إلى القلب منتفخاً، وهو المشهد الذي توقف أمامه طبيب أميركي، وقدم تفسيراً لسر وسبب هذا الانتفاخ في دراسة نشرت، أول من أمس، في دورية «JAMA Cardiology».
وشاهد الطبيب دانييل جلفمان اختصاصي أمراض القلب في مستشفى «سانت فنسنت» مدينة إنديانابوليس، هذا التمثال في معرض فني بفلورنسا بإيطاليا في العام الجاري، وأثار فضوله انتفاخ الوريد الوداجي في رقبته، وهي الحالة التي يمكن أن تحدث إما مع إصابة الشخص بمرض مثل «ارتفاع الضغط داخل القلب، أو ضعف القلب المحتمل» أو بسبب حالة من الإثارة المؤقتة تحدث لدى شاب يتمتع بصحة بدنية جيدة مثل الاستعداد لمعركة، وهي الحالة التي يرجح الطبيب أنها تلائم تمثال ديفيد.
وبعيدا عن منطقة الرقبة التي يظهر فيها الوريد، يصور التمثال رجلا يقف متكئا بجسده على ساق واحدة، بينما ساقه الأخرى ممتدة، وهو وضع استعداد لتحرك وشيك، وهي حالة يرى جلفمان أنها تناسب التفسير الذي ذهب إليه.
وأثنى الدكتور مارسين كوالسكي، متخصص الفيسيولوجيا الكهربية القلبية في مستشفى جامعة «ستاتن آيلاند» في مدينة نيويورك على ما توصل له جلفمان من نتائج، وقال إن «اكتشافه يسلط الضوء على القوة التشخيصية بمجرد النظر إلى الحالة، والتي تمتع بها الفنان مايكل أنجلو، الذي درس التشريح من خلال الجثث على مدى خمس سنوات كاملة».
وقال كوالسكي في تقرير نشرته أول من أمس شبكة Health Day: «من المذهل أن يصور تمثال عمره 500 عام النتائج المادية التي يمكن استخدامها في التشخيص، فاليوم يتم إجراء فحوصات تستخدم فيه التكنولوجيا الفائقة، لقد أذهلتني قدرة أنجلو على تشخيص الحالة بمجرد المراقبة».
وأضاف: «لهذا السبب آمل ألا يختفي فن الفحص البدني بين أطبائنا الشباب، وأن تستمر كليات الطب في تدريس كيفية الفحص المادي قبل التدريب على كيفية إجراء اختبارات التكنولوجيا الفائقة».
” الشرق الاوسط”