رئيس حكومة الوفاق الليبية في بروكسل وسط مساعٍ أوروبية للتهدئة
العالم الآن – اجتمع قادة الاتحاد الأوروبي برئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها من الأمم المتحدة فايز السراج الأربعاء في بروكسل في مسعى لاحتواء الأزمة المتصاعدة في البلد الشمال افريقي الذي حذرت ألمانيا من تحوله إلى “سوريا ثانية”.
والتقى السرّاج، الذي تواجه حكومته هجومًا تشنّه قوات خصمه المشير خليفة حفتر التي تسيطر على شرق البلاد، وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الذي حذّر في وقت سابق من أن ليبيا أمام “محطة فاصلة”.
وإلى جانب بوريل، التقى السرّاج رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال ووزير الخارجية الألماني هايكو ماس الذي شارك الثلاثاء في محادثات عاجلة تتعلق بالشأن الليبي مع نظرائه الفرنسي والبريطاني والإيطالي.
وجاء تحذير بوريل بعدما سيطرت قوات حفتر التي تحظى بدعم من الإمارات ومصر وروسيا، على مدينة سرت الساحلية وسط ليبيا في إطار سعيه للسيطرة على طرابلس والإطاحة بحكومة الوفاق الوطني.
وفي بيان صدر لاحقا، تعهد الاتحاد الأوروبي “تكثيف الجهود للتوصل الى حل سلمي وسياسي”، وأمل أن توفر ما تسمى عملية برلين – وهي محادثات برعاية الامم المتحدة يتوقع أن تجري في العاصمة الالمانية – طريقا للتوصل الى الحل.
وصرح ماس الاربعاء أن السراج قدم دعمه الكامل لعملية برلين وتعهد “تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه هناك – وهو وقف اطلاق نار وحظر أسلحة مع الدول المجاورة، ولكن والأهم من ذلك العملية السياسية برعاية الأمم المتحدة”.
– تدخل خارجي –
لم يتم تحديد تاريخ معين لمؤتمر برلين، إلا أن ماس لمح إلى امكان عقده في الأسابيع المقبلة.
وحذّر بوريل من أن “الوضع غاية في الخطورة”، بعدما دان الثلاثاء “التدخل” التركي في النزاع الليبي.
ومن المقرر أن يصل ميشال إلى تركيا نهاية الأسبوع لاجراء محادثات مع الرئيس رجب طيب إردوغان، بينما يعتزم بوريل لقاء قادة ليبيين آخرين بينهم حفتر في مسعى للتوصل الى حل للوضع.
وأفادت أنقرة أنها أرسلت 35 جنديًا تركيًا من اجل عمليات تدريب وتنسيق لدعم حكومة الوفاق الوطنية، مصرّة على أنهم لن ينخرطوا في أي عمليات قتالية.
وتعيش ليبيا منذ إطاحة نظام معمر القذافي في 2011 فوضى أمنية بينما انقسمت السلطة فيها بين حكومة الوفاق الوطني في طرابلس وقوات حفتر في شرق البلاد.
وتصاعدت حدة التوتر العام الماضي عندما شنّ حفتر هجومًا للسيطرة على طرابلس، بدعم من الإمارات ومرتزقة روس تنفي موسكو تواجدهم.
ويسعى الاتحاد الأوروبي لمنع خروج النزاع عن السيطرة خشية استغلال مجموعات إرهابية على غرار تنظيم الدولة الإسلامية الوضع لشن هجمات، ووسط قلق من أن تدفع الاضطرابات مزيداً من المهاجرين لعبور المتوسط باتّجاه القارة.
” ا ف ب “