مخرجات قرار التقسيم وصفقة القرن الامر سيان – فتحي احمد
العالم الآن – بعد اعلان تفاصيل صفقة القرن بشكل رسمي بات المشهد اقرب الى تصفية أوسلو بما يخدم الفكر الحريدي واقصى اليمين المتطرف في إسرائيل . نحن امام حرب عقائدية بموجبها يدعي اليهود ان فلسطين يهودية من خلال تزيف الحقائق وتطعيم أمهات الكتب بالإسرائيليات في المقابل فلا بد ان نعرج قليلا على ما ذكره بعض قادة الحركة الصهيونية مثل ارنو روبين رئيس رابطة بريش شالوم التي تأسست في عام 1925 والتي كانت تؤمن حركته بحل يستند على الثنائية القومية للنزاع العربي الإسرائيلي هذه الفجوة الفكرية بين اليسار واليمين كانت لحد ما اقرب للحل في ظل تقوقع اليمين في ذلك الوقت . في الغرف المغلقة لا نستطيع ما عرفت ما دار في الاجتماع الذي جمع نتنياهو وترامب وغينتس رئيس حزب ابيض اسود اليساري ما زالت الرؤية بين المرشحين للانتخابات الإسرائيلية في مارس القادم ضبابية اما سر وجود الاثنين في واشنطن ربما لتوحيد قطبي الرحى والاتفاق على برنامج واحد يواجهان من خلاله مخرجات صفقة القرن اذا ما عدنا الى بنود وتفاصيل صفقة القرن فأن محتواها لا يلبي الغرور الديني لليمين الإسرائيلي وقد جاء الرد من وزير الدفاع الإسرائيلي على هذه الصفقة بأنه لا دولة فلسطينية اذن المجتمع الإسرائيلي محكوم اليوم اكثر من أي وقت مضى الى التطرف اليميني الذي بات هو الذي يحدد سياسة إسرائيل وشكل الدولة لقد كانت علامات الرضا على اسارير نتنياهو واضحة عندما اخذ الضوء الأخضر من ترامب لضم الاغوار هذا يعني ان حدود دولة إسرائيل رسمت والاعلان عن الدستور الإسرائيلي المعطل الذي حل محله قانون بقوة الدستور بات وشيكا فالهدف هو ليس تمرير هذه الصفقة فحسب رغم انها خطت بأيدي صهيونية صرفة هذا ليس المهم لقد ذهب نتنياهو وترامب المتصهين الجديد الى ابعد من ذلك وهو ان المغزى من الصفقة تعني تعبيد الطريق امام تهويد الضفة الغربية ومصادرة مزيد من الأراضي من اجل ضم الضفة الغربية حيث سيصوت الكنيست مطلع الأسبوع القادم لضم الاغواراساليب احتيال على القضية واللف عليها وتفريغها من محتواها فما اشبه اليوم بالأمس قرار التقسيم عام 1947 اعطى إسرائيل 55% من فلسطين التاريخية مع تدويل القدس وما تبقى دولة عربية هذا القرار كان للصهيونية تحفظ عليه في السر فهي ملكت اكثر من النصف ووضعت كل ثقلها السياسي والعسكري وشكلت الدولة لتستعد بعد ذلك لاحتلال ما تبقى من فلسطين عام 1967 حتى يكون القارئ على بينة فأن الضفة الغربية اهم من تل ابيب حسب الفكر التوراتي مما جعل صناع القرار في إسرائيل يحكمهم اللوبي اليميني المتطرف من اليمين واقصى اليمين واشدهم فتكا اليمين الديني بشقيه الغربي والشرقي الذي جر خلفه اليمين العلماني فالمفاوض الإسرائيلي لا يحمل في جعبته امام العالم سوى شيء واحد ان الضفة الغربية هي مملكتنا المدمرة فأنه يحرم التنازل عن شبر واحد منها ودليل ذلك مقتل رابين بعد اتفاق أوسلو مباشرة اذن ما هي صورة الضفة الغربية في العقل الصهيوني ؟
هو مكان نزول المشيخ ( المسيح ) منها تشكل قاعدة الانطلاق نحو بناء الهيكل المزعوم وفي الفكر التوراتي فان الأرض المقدسة حسب مفاهيمهم أينما وطيء اليهودي من بعد موسى فهي ارض إسرائيلية يهودية صرفة بمعنى ان رؤية الفكر الصهيوني التوراتي العقائدي للضفة الغربية تشكل زاوية متينة لتحقيق الدولة على ارض الواقع فهم يعتبروا ان التاريخ العبري تشكل في الضفة الغربية هذه نقطة الفصل التي تحكمنا وتحدد بوصلتنا .