بومبيو في لندن لإجراء محادثات بشأن مرحلة ما بعد بريكست
العالم الآن – وصل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأربعاء إلى بريطانيا لتمهيد الطريق لتقارب تجاري مع الحليف التاريخي للولايات المتحدة في مرحلة ما بعد خروج لندن من الاتحاد الأوروبي المقرر بعد يومين.
ومع موافقة البرلمان الأوروبي على اتفاق بريكست، بدأ العد العكسي للخروج التاريخي للندن من الاتحاد الأوروبي الجمعة الساعة 23,00 ت غ، لتصبح أول بلد يقوم بذلك، بعد 47 عاماً من انضمامها إليه، تخللتها 3 سنوات ونصف السنة من مفاوضات صعبة حول الانفصال.
وستواصل المملكة المتحدة تطبيق القواعد الأوروبية حتى نهاية العام، رغم الانفصال، أي خلال مرحلة انتقالية على لندن أن تتفاوض فيها على أسس علاقتها المستقبلية مع التكتل الأوروبي، وكذلك مع قوى عالمية أخرى على رأسها الولايات المتحدة.
وقال بومبيو على متن الطائرة التي أقلته إلى لندن التي وصل إليها مساء “يوجد الكثير من المواضيع لمناقشتها مع المملكة المتحدة في وقت تدخل فيه مرحلة جديدة من سيادتها”، مشيراً إلى “مسائل مهمة حول الأمن” و”مسائل هائلة حول التجارة”.
وبعد مأدبة عشاء مغلقة مساء الأربعاء مع نظيره البريطاني دومينيك راب، من المقرر أن يلتقي بومبيو بوريس جونسون في مقر الحكومة البريطانية الخميس، عشية خروجها من الاتحاد الأوروبي.
ويؤيّد الرئيس الأميركي بشدة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الذي سينفّذه رئيس الحكومة البريطانية المحافظ وقد وعده باتفاق تجاري ثنائي “هائل” و”رائع”.
لكن المواضيع الخلافية التي من شأنها تسميم المفاوضات بين الطرفين عديدة، ويجب أن تسمح زيارة بومبيو بدراسة هذه “العلاقة المميزة” بين لندن وواشنطن قبل الدخول مباشرةً في الموضوع.
– علاقة صعبة –
ومن بين المواضيع الخلافية، موافقة لندن عشية زيارة بومبيو على اتفاق يتيح مشاركة محدودة لشركة هواوي العملاقة في شبكة الجيل الخامس للاتصالات في بريطانيا، متجاهلةً ضغوط واشنطن التي تحدّثت عن علاقة الشركة مع الحكومة الصينية ومخاطر تجسس.
وفي طريقه إلى لندن، ذكر بومبيو بالموقف الأميركي من هواوي، معتبراً أن دخول المعدات الصينية إلى بريطانيا يشكل “خطراً حقيقياً”، مصنفاً إياها “كامتداد للحزب الشيوعي الصيني”.
وقال “نطالب (لندن) باتخاذ قرار مختلف، لكن الآن، سنخوض حوارا حول كيفية المضي قدماً”.
وأعلن من جهته مسؤول بريطاني كبير الأربعاء “في كل علاقة يوجد مواضيع خلاف. سنخوض حواراً صريحاً”.
يُضاف هذا الملف إلى المسائل الخلافية بين الحليفين اللذين مرّت “علاقتهما الخاصة” بمحنة في عهد إدارة ترامب جراء المشروع البريطاني فرض ضرائب على عمالقة التكنولوجيا بالإضافة إلى الخلافات بشأن الملف النووي الإيراني ورفض الولايات المتحدة تسليم زوجة دبلوماسي أميركي متّهمة بالتورط في حادث سير في بريطانيا أدى إلى مقتل شخص.
ويسعى بوريس جونسون، الذي أثنى عليه ترامب أكثر من مرة منذ وصوله إلى السلطة في تموز/يوليو، إلى عدم إغضاب الأميركيين. والمملكة المتحدة هي من بين الدول القليلة التي رحبت بخطة ترامب للشرق الأوسط.
وقال جونسون “لا يوجد أي خطة مثالية للسلام، لكن هذه لديها مزايا حل بدولتين”، وذلك خلال جلسة للبرلمان البريطاني.
بعد لندن، يزور بومبيو كييف حيث سيلتقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي “للتعبير عن الدعم الأميركي لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها”، وفق ما أوردت وزارة الخارجية الأميركية. وستتم هذه الزيارة أثناء محاكمة ترامب التي بدأت في مجلس الشيوخ الأميركي بعد اتهامه بتجميد مساعدة عسكرية مهمة لكييف إلى أن يفتح الرئيس الأوكراني تحقيقاً بشأن الديموقراطي جو بايدن، خصم ترامب المحتمل في الانتخابات الرئاسية القادمة في تشرين الثاني/نوفمبر.
وبعد كييف يزور بومبيو بيلاروسيا وكازاخستان وأوزبكستان.
” ا ف ب “