المطران عطاالله حنا: السلام شيء والاستسلام شيء والفلسطينيون يرفضون تصفية قضيتهم العادلة

0 222

العالم الآن – استقبل سيادة المطران عطاالله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس في كنيسة القيامة صباح الاثنين وفدا من منظمة العدالة والسلام النرويجية، وهي منظمة حقوقية تدافع عن حقوق الانسان وتضم في صفوفها شخصيات دينية واكاديمية واعلامية.
وقال سيادته إننا جميعا ننادي بأن تتحقق العدالة في عالمنا وخاصة في ارضنا المقدسة لكي ينعم انساننا الفلسطيني بكرامته وحريته ولكي يعيش بأمن وسلام في وطنه وفي ارضه المقدسة.
واكد حنا رفض مظاهر التطرف والكراهية والعنصرية بكافة اشكالها والوانها “فلا يجوز ان يُستهدف وان يُضطهد اي انسان في هذا العالم بسبب انتمائه الديني او انتمائه القومي وخلفيته الثقافية ولون بشرته، فالبشر جميعا وان كانوا ينتمون الى اديان وقوميات وخلفيات اثنية متعددة ومختلفة الا انهم ينتمون الى اسرة بشرية واحدة خلقها الله، وبالتالي فإن رسالتنا في هذا العالم يجب ان تكون رسالة المحبة والاخوة والتلاقي بين الانسان واخيه الانسان بعيدا عن البغضاء والعنصرية والكراهية والعنف وهي مظاهر ننبذها ونرفضها جملة وتفصيلا”.
وقال سيادته مخاطبا الوفد: مؤسستكم تنادي دوما بتحقيق العدالة والسلام ونحن بدورنا نقول معكم اننا مع العدالة والسلام ولكننا نتساءل كما يتساءل الكثيرون في بلادنا وفي منطقتنا: كيف يمكن ان يتحقق السلام بغياب العدالة؟ ولماذا يحدثنا البعض عن السلام بمعزل عن العدالة في حين اننا نعتقد بأن السلام ثمرة من ثمار العدل؟ وعندما تغيب العدالة يُغيب السلام ايضا وهذا ما يحدث في بلادنا المقدسة! اين العدالة مما يحدث في ارضنا المقدسة من ظلم واضطهاد واستهداف للفلسطينيين لانهم ينتمون الى وطنهم ويدافعون عن قضيتهم العادلة والتي هي اعدل قضية عرفها التاريخ الانساني الحديث؟
واكد حنا ان “العدالة مغيبة في بلادنا، لذلك فإننا بعيدون كل البعد عن السلام، وما حدث مؤخرا في البيت الابيض ابعدنا اكثر فأكثر عن السلام الحقيقي، لان هذا المشروع الذي اعلن عنه في البيت الابيض ليس مشروع سلام بل مشروع استسلام، اذ يراد للفلسطينيين ان يقبلوا بكل الاملاءات وبكل السياسات والممارسات الاحتلالية وان يكونوا في حالة قبول واستسلام وضعف امام هذه الظاهرة العنصرية التي نلحظها في كل يوم وفي كل ساعة”.
وفي السياق اكد سيادته ان الحديث عن السلام بمعزل عن العدالة انما هو اكذوبة كبرى، فكلمة السلام ليست شعارا لكي يتغنى به البعض وكلمة السلام مذكورة في الكتب المقدسة وهي مقرونة بالعدالة والحق ونصرة المظلومين، فلا سلام مع الاحتلال والاستبداد والظلم والكراهية والعنصرية التي يعاني منها شعبنا الفلسطيني منذ عشرات السنين.
وقال حنا: الفلسطينيون لم ولن يقبلوا بسلام هو في واقعه استسلام وقبول بما يريده الاحتلال، ومشروع ترامب هو مشروع تكريس لسياسة الفصل العنصري وللظلم التاريخي الذي تعرض له شعبنا الفلسطيني،
فمنذ وعد بلفور وحتى اليوم والفلسطينيون يتعرضون للمظالم وتمارس بحقهم ضغوطات وابتزازات من كل حدب وصوب لكي يقبلوا بسلام هو في واقعه استسلام وقبول باستمرارية الاحتلال والظلم الممارس بحق شعبنا.
وطالب سيادته العالم بأسره باحترام حقوق الشعب الفلسطيني ونضاله وتضحياته من اجل الحرية “فكفانا كذبا ونفاقا من قبل جبابرة هذا العالم الذين يريدوننا ان نقبل بصفقاتهم ومشاريعهم والتي يرفضها شعبنا الفلسطيني جملة وتفصيلا”.
وقال حنا للوفد ان دفاعكم عن الحقوق الفلسطينية الثابتة وتضامنكم مع الشعب الفلسطيني المظلوم انما هو تكريس للقيم الاخلاقية والانسانية النبيلة التي من واجبنا ان نتمسك بها جميعا. ان تكون مع فلسطين وشعبها هذا واجب اخلاقي وانساني بالدرجة الاولى، اما مناصرة الاحتلال وتبرير وجوده وسياساته وممارساته فهذا اشتراك مباشر وانغماس كلي في الظلم الممارس بحق شعبنا والذي لن يستسلم للمؤامرات والمشاريع والمخططات الخبيثة.

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد