تصاعد التوتر بين دمشق وانقرة في ادلب واستمرار النزوح

0 242

العالم الآن – تصاعد التوتر الاثنين بين انقرة ودمشق مع مواجهات جديدة بين قواتهما في ادلب المحاذية لتركيا وحيث يواصل الجيش السوري تقدمه لاستعادة آخر معقل للجهاديين.

ومنذ بداية كانون الاول/ديسمبر، ادت المواجهات في هذه المحافظة شمال غرب سوريا الى نزوح نحو 700 الف شخص وفق الامم المتحدة.

ومساء الاثنين، اعلنت انقرة انها “حيدت” اكثر من مئة جندي سوري ردا على مقتل خمسة جنود اتراك في وقت سابق اليوم.

وتخشى انقرة ان يؤدي هجوم دمشق الى موجة نزوح جديدة في اتجاه اراضيها وخصوصا ان اكثر من 3,5 ملايين سوري لجأوا اليها منذ 2011.

ومساء الإثنين عقد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في أنقرة اجتماع لبحث الأوضاع في إدلب حضره عدد من الوزراء ورئيس هيئة الأركان وقائد جهاز الاستخبارات.

ويزور وفد روسي تركيا لخفض التوتر. ودعا المسؤولون الاتراك موسكو الى “تحمل مسؤولياتها” كبلد يضمن اتفاقا لوقف اطلاق النار توصل اليه البلدان في سوتشي في 2018، وفق ما نقلت وكالة انباء الاناضول.

وقالت وزارة الدفاع التركية مساء الاثنين “وفق مصادرنا، تم تحييد 101 من جنود النظام (السوري) وتدمير ثلاث دبابات ومدفعين واصابة مروحية”.

وتعذر تأكيد هذه المعلومات في شكل مستقل. وفي الجانب السوري، لم يتحدث الاعلام الرسمي ولا المرصد السوري لحقوق الانسان عن سقوط ضحايا في صفوف القوات الحكومية.

– “لا تضغطوا علينا” –

وفي وقت سابق، قتل خمسة جنود اتراك واصيب خمسة في قصف دمشق مواقع تركية في ادلب.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات النظام استهدفت القوات التركية المتمركزة في مطار تفتناز العسكري في ريف إدلب الشرقي.

ويأتي ذلك بعد مرور أسبوع على تبادل لإطلاق النار بين الطرفين في إدلب، ما أوقع ثمانية قتلى أتراك بينهم خمسة عسكريين، فضلاً عن 13 عنصراً من القوات السورية.

وأرسلت تركيا منذ ذلك الحين تعزيزات عسكرية ضخمة من مئات الآليات إلى المنطقة. وانتشرت القوات التركية في نقاط عدة، أبرها مطار تفتناز.

وبموجب اتفاق روسي تركي يعود للعام 2018، تنشر تركيا أساساً 12 نقطة مراقبة في المنطقة، باتت ثلاثة منها على الأقل محاصرة من قبل قوات النظام.

وحذر وزير الدفاع التركي خلوصي أكار في مقابلة نشرت الأحد دمشق. وقال “نقول في كل مناسبة +لا تضغطوا علينا، وإلا فخطتنا الثانية وخطتنا الثالثة جاهزتان”.

وفي الخامس من شباط/فبراير، أمهل الرئيس التركي دمشق حتى نهاية الشهر لسحب قواتها من محيط نقاط المراقبة التركية.

إلا أن قوات النظام واصلت عملياتها. وأكد الجيش السوري في بيان الأحد أن “محاولات الدول الداعمة للإرهاب لن تفلح في الحد من الانهيار المتزايد في صفوف تلك التنظيمات الإرهابية”.

– 700 ألف نازح –

ومنذ سيطرة الفصائل الجهادية والمقاتلة على كامل إدلب في العام 2015، تصعّد قوات النظام بدعم روسي قصفها للمحافظة أو تشنّ هجمات برية قضمت خلالها مناطق عدة على مراحل.

والإثنين أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 16 مدنياً، نصفهم من الأطفال، في ريفي إدلب وحلب في قصف لقوات النظام وروسيا.

ودفع الهجوم الأخير منذ بداية كانون الأول/ديسمبر بـ689 ألف شخص للنزوح من محافظتي إدلب وحلب، وفق الأمم المتحدة.

وقال المتحدث الإقليمي باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة ديفيد سوانسون لفرانس برس “يزداد عدد النازحين اليوم بشكل يخرج عن السيطرة”.

وأضاف أن “بلدات عدة باتت فارغة مع ارتفاع عدد الفارين باتجاه مناطق تُعد أكثر أمناً شمالاً”، إلا أن تلك المناطق أيضاً “تتقلص تدريجياً مع التقدم الميداني المستمر في مواجهة القوات المعارضة”.

وتعدّ موجة النزوح الأخيرة من بين الأكبر منذ اندلاع النزاع العام 2011. وهي وفق سوانسون “تفاقم الوضع الإنساني السيء أساساً” منذ نزوح أكثر من 400 ألف شخص منذ نهاية نيسان/أبريل حتى نهاية آب/أغسطس جراء حملة عسكرية مماثلة لدمشق بدعم من موسكو في تلك الفترة.

وحذرت منظمات إنسانية دولية من “كارثة إنسانية” جراء موجة النزوح الضخمة.

وأسفر الهجوم أيضاً منذ كانون الاول/ديسمبر عن مقتل أكثر من 350 مدنياً، وفق حصيلة للمرصد السوري.

– طريق حلب دمشق –

ومنذ كانون الأول/ديسمبر، تركز هجوم قوات النظام على ريف إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي ثم على ريف حلب الجنوبي الغربي المجاور، حيث يمر الطريق الدولي “إم 5” الذي يصل مدينة حلب بالعاصمة دمشق، ويعبر مدناً رئيسية عدة من حماة وحمص وصولاً إلى الحدود الجنوبية مع الأردن.

وسيطرت قوات النظام على عشرات القرى والبلدات، أبرزها مدينتا معرة النعمان ثم سراقب في ريف إدلب الجنوبي الشرقي.

وفي نهاية الشهر الماضي، قال مصدر عسكري سوري لصحافيين بينهم فريق فرانس برس “يسعى الجيش السوري لتأمين كامل الطريق الدولي”.

واستعادت قوات النظام الأسبوع الماضي كامل الجزء من الطريق الذي يمر من محافظة إدلب، وتركز منذ ذلك الحين عملياتها على ريف حلب الجنوبي الغربي، وبات كيلومتران فقط يفصلانها عن السيطرة على الطريق بالكامل.

وباتت هيئة تحرير الشام والفصائل، بحسب المرصد، تسيطر على 52 في المئة فقط من محافظة إدلب وأجزاء من المحافظات الثلاث المحاذية لها، حلب وحماة واللاذقية.
” ا ف ب “

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد