نتنياهو يحتل صدارة المسرح في معركة الانتخابات في إسرائيل
العالم الآن – انتهز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فرصة الحملة الانتخابية لكي يصول ويجول على المسرح السياسي متباهيا بإنجازاته طاعنا في خصومه.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تل أبيل يوم 17 نوفمبر تشرين الثاني 2020. تصوير: نير إلياس – رويترز
ومما لا يثير الدهشة أنه يتجنب إلى حد كبير ذكر المحاكمة التي تلقي بظلالها عليه عن اتهامات بالفساد.
وتشير استطلاعات الرأي إلى تقدم تكتل ليكود اليميني بزعامة نتنياهو على حزب أزرق أبيض بقيادة الجنرال السابق بيني جانتس قبل الانتخابات التي تجري يوم الثاني من مارس آذار المقبل.
غير أن الاستطلاعات تشير أيضا إلى أن أيا منهما لن يحصل على أغلبية حاكمة في البرلمان فيما يؤذن بفترة جمود جديدة بعد ثالث انتخابات عامة تشهدها إسرائيل في أقل من عام.
ويشن نتنياهو (70 عاما) حملته في مختلف أنحاء البلاد وينشر التغريدات بغزارة واصفا جانتس (60 عاما) بأنه ”ضعيف“ و“يساري“.
ويبدي نتنياهو، صاحب أطول فترة في الحكم بين زعماء إسرائيل، ثقة مفرطة رغم أنه يواجه اتهامات بخيانة الأمانة والاحتيال في قضية يبدأ القضاء نظرها يوم 17 مارس آذار. وقد نفى نتنياهو ارتكاب أي مخالفات.
ويرفع نتنياهو صوته عاليا قائلا ”شكرا يا عكا“ في قاعة في تلك المدينة الشمالية وخلفه على المسرح أنصار الليكود.
ويقول نتنياهو ”نحن نخوض هذه الانتخابات وقد حققنا إنجازات هائلة … فقد حوّلنا إسرائيل إلى قوة عالمية“.
ويردد الحاضرون هتاف ”بيبي ملك إسرائيل“ مستخدمين اسم تدليله في طفولته في أغنية دينية تشيد بالملك داود.
شغل نتنياهو منصب رئيس الوزراء من 1996 إلى 1999 ومن 2009 حتى الآن ولا يزال يتمتع بشعبية بين أنصاره رغم المحاكمة التي تلوح في الأفق.
ويتهم رئيس الوزراء الادعاء بمحاولة الانقلاب على زعيم يميني يحظى بالشعبية وتلقى هذه الرسالة صدى لدى قاعدته بين أصحاب الدخول المنخفضة في إسرائيل الذين يرون فيه نصيرا للموظفين ورجل دولة من طراز عالمي.
قال أوشير بيتون البائع المتجول في سوق محني يهودا في القدس حيث يتمتع نتنياهو بشعبية كبيرة ”سأقول لك لماذا بيبي … الهدوء يسود في البلد والاقتصاد جيد والناس سعداء يسافرون للخارج ذهابا وإيابا ويتمتعون بالحياة“.
غير أن ناخبين كثيرين آخرين يحجمون عن تأييد رجل يواجه المحاكمة.
قال بار ليفاف نافي (18 عاما) من مستوطنة في الضفة الغربية والذي سيدلي بصوته لأول مرة ”لا أستطيع أن أثق ثقة عمياء في شخص ما إن توجه إليه اتهامات جنائية“.
* ”أفضل صديق“ لإسرائيل
كما حدث في الانتخابات غير الحاسمة في التاسع من ابريل نيسان وفي 17 سبتمبر أيلول العام الماضي سلط نتنياهو، الذي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة، الضوء على علاقته القوية مع الرئيس دونالد ترامب وصوره بأنه أفضل صديق لإسرائيل في البيت الأبيض.
وقال في لقاء عكا ”في السنوات الثلاث الأخيرة طلبت منه عددا من الأمور“.
وأضاف في إشارة إلى الأراضي التي استولت عليها إسرائيل في حرب 1967 ”وإليكم ما فعله: انسحب من الاتفاق النووي الخطر مع إيران وأعلن القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس واعترف بسيادتنا على الجولان“.
ومنحت الخطة التي كشف ترامب النقاب عنها لإحلال السلام في الشرق الأوسط ورفضها الفلسطينيون لانحيازها لإسرائيل فرصة جديدة لإبعاد الناخبين عن اليمين المتطرف وتقوية الليكود.
وردا على مطالب حلفاء من القوميين المتطرفين تعهد بضم المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة وغور الأردن.
كما هاجم جانتس بسبب تحقيق تجريه الشرطة في عقد حصلت عليه شركة للذكاء الاصطناعي كان جانتس يرأسها من الشرطة وذلك رغم أن جانتس نفسه لم يرد اسمه ضمن المتهمين كما أن الشركة أفلست.
وفي بعض الأحيان وجهت لنتنياهو اتهامات بالمبالغة في تغريداته وانتقاداته. فبعد أن سخر من جانتس لتعلثمه فيما يبدو في مقابلات اضطر للاعتذار على وسائل التواصل الاجتماعي عن أي إساءة ربما يكون قد تسبب فيها ”لأصحاب القدرات الخاصة“ وذلك بعد انتقادات من جمعية التلعثم في النطق الإسرائيلية.
ويدور هجوم نتنياهو على جانتس حول تكوين الائتلاف الحاكم فيما بعد الانتخابات ويقول إن رئيس أركان الجيش السابق سيخضع في النهاية لسيطرة ساسة عرب وهو اتهام ينفيه جانتس.
وقال نتنياهو إنه للفوز بتأييد في البرلمان يكفي للحكم يتعين على حزب أزرق أبيض الحصول على دعم القائمة المشتركة وهي حزب لعرب إسرائيل بقيادة النائبين أيمن عودة وأحمد الطيبي. وكثيرا ما يتردد الاسمان في خطب نتنياهو وتغريداته.
واتهم الطيبي في حوار مع رويترز نتنياهو بالتحريض على الأقلية العربية التي تمثل 20 في المئة من سكان إسرائيل. وقال الطيبي وهو طبيب ”يمكن تشخيص هذه الحالة بأنها طيبي فوبيا“ أي الخوف من الطيبي.
” رويترز”